أطباق رمضانية تبرز ثقافات الجاليات في أسواق مكة

أطباق رمضانية تبرز ثقافات الجاليات في أسواق مكة
أطباق رمضانية تبرز ثقافات الجاليات في أسواق مكة

يختلف الصيام لدى الجاليات المسلمة المقيمة في المملكة حيث للشهر المسلمين الفضيل نكهة وطعم خاص لوجود أطهر بقاع الأرض مكة المكرمة قبلة الجميع بيت الله الحرام ومسجد خاتم الأنبياء والمرسلين في المدينة المنورة، حيث يتوافد الملايين من المسلمين إليهما ليشكلوا أكبر منظومة إسلامية وليشعروا بدفء رمضان وهم خارج أوطانهم، في أبهى وأجمل صور التعايش مع مواطني المملكة وفي مشهد فريد يتكرر في كل عام وذلك من خلال إعداد أطباقهم الرمضانية التي تحمل بهارات ثقافتهم خاصة من يصطحب معه أفراد أسرته.
"الاقتصادية" تنقلت في جولتها بين عدد من أفراد الجاليات تلمست من خلالها دفء رمضان في عيونهم، وذلك عبر مشاركاتهم مع إخوتهم في المملكة ،التي تذكرهم بروحانية هذا الشهر الكريم في بلدانهم.
يقول محمد كريمي من المغرب: لشهر رمضان في المغرب نكهة خاصة والمغاربة يقدرون هذا الشهر الكريم تقديراً كبيراً يؤكد مدى انتمائهم الحضاري للإسلام. والاستعدادات لشهر الصيام في المغرب لا تختلف عنها في السعودية حتى الاستعدادات لهذا الشهر الكريم تبدأ في شهر شعبان خاصة محال الأزياء التقليدية حيث يكثر الطلب على الخياطة التقليدية لأن المغاربة رجالاً ونساء يفضلون ارتداء الجلباب المغربي خلال شهر رمضان وكذلك أبناؤهم الذين يرافقونهم لأداء صلاة التراويح، أما محال الفواكه خاصة التمور فتجد إقبالاً كبيراً لأن بعض المحال التجارية تتخصص في توفير المواد الغذائية الرمضانية مثل الفطائر والحلوى المغربية التي تسمى (المخرقة) و(الشباكية) والمقروط وغيرها التي تعد أطباقا رئيسية على الموائد الرمضانية. ويضيف: إلا أن صيام شهر رمضان في المملكة له مميزات كثيرة لا يمكن حصرها والصلاة في الحرم المكي هي الأهم والأعظم مع أداء العمرة في شهر رمضان ،ونحن في المملكة لا نشعر بالغربة وسط هذا الشعب الكريم، أتمنى للجميع التوفيق في صيام وقيام هذا الشهر المبارك.
أما المقيم المصري أحمد عبد العال فيقول: يطل علينا في كل عام شهر رمضان الكريم بأريجه العطر، وأجوائه الروحانية الجميلة التي تتسم بمظاهر الفرحة والبهجة، وشهر رمضان الفضيل نحتفل به في مصر كغيرنا من المسلمين في جميع بقاع المعمورة، حيث تبدأ الاستعدادات له قبل شهر من قدومه وفوانيس رمضان تضفي على الاحتفاء به في مصر صورة جميلة، كما تبدأ المحال التجارية في الاستعداد بتقديم كل ما يخص شهر رمضان خاصة محال المأكولات والعصيرات والمواد الغذائية، كما أن المساجد تبدأ في الاستعداد لهذا الشهر الفضيل، ونحن في المملكة نعتبر أكثر حظاً لأننا بجوار الحرم المكي الشريف ورمضان هنا شيء مختلف تماماً لأن العمرة فيه لا تقدر بثمن، كما أن وجودنا مع هذا الشعب الطيب لا يشعرنا بالغربة أبداً وأتمنى للجميع أن يصوموا ويفطروا على خير و أبرز ما يميز السفر الرمضانية موائد لا يمكن الاستغناء عنها مثل فطائر الدجاج في الفرن الملوخية والشوربة والخضار المشكلة، والمكرونه بالبشاميل.
ويقول المقيم الباكستاني خالد شوريد: من المعروف أن كل بلد مسلم يحتفل بطريقته الخاصة بشهر رمضان، ونحن في باكستان نستعد لشهر رمضان بالإعداد لمائدته بأشهر المأكولات وهي الباكورة وسلطة الفواكه .والباكورة عبارة عن كيك مملح .. والمشروبات عصير فواكه ومرطبات ومن المدهش أنه يوجد في باكستان صفارة إنذار تنطلق وقت الإفطار والإمساك بدلا من مدفع الإفطار، كما أن المساجد تبدأ في النظافة والترتيب لاستقبال رمضان والناس هناك يكثرون من العبادات والصدقات مثل ما يحدث هنا في المملكة ونحن نحرص دائماً على صيام رمضان في السعودية لأداء عمرة رمضان وقضاء لياليه في الحرم المكي الشريف ومن معه أسرته فهو يحرص على اصطحابها معه للتعبد وتلاوة القرآن الكريم حتى نهاية شهر رمضان. والمملكة العربية السعودية توفر كل إمكاناتها لهذا الشهر الكريم حيث تكثر الخيرات من فواكه وخضر بأنواعها المختلفة وكذلك التمور كما توزع الصدقات والزكوات للفقراء والمساكين وصيام شهر رمضان لا تشعر بمتعته إلا في المملكة .
من جانبه يقول المقيم السوداني أيوب عبد الغفار: لا شك في أن قدوم هذا الضيف العزيز علينا جميعاً والمطهر من الذنوب نستقبله بفرحة كبيرة ،خاصة ونحن في أرض الحرمين الشريفين ولا نشعر بفرق كبير بين عاداتنا وتقاليدنا في وطننا عما نجده في المملكة حيث التودد والتراحم والإكثار من أعمال الخير والصدقات للفقراء والمساكين. أما عن المائدة الرمضانية السودانية، فهي تحفل بكثير من المأكولات المتنوعة وأشهر الأطباق الرمضانية (العصيدة) والبليلة وعصير (الحلومر) الذي تبدأ الاستعدادات لصناعته منذ شهر شعبان، ويصل إلينا قبل بداية شهر رمضان، كما أن أفراد الجالية السودانية يحرصون في رمضان على أداء العمرة وشعائرها سنوياً سواء كانوا مقيمين أو قادمين للزيارة والعمرة. كما أن شهر رمضان تكثر فيه الزيارات بين الأهل والتواصل في لياليه الكريمة.

#2#

وكشف نور الزبير شمس الحق أحد أعضاء مجلس الجالية البرماوية عن أشهر الأكلات البرماوية التي تحظى بشعبية جارفة لدى أبناء جاليته منها "فكون فيرا" وهي أكلة شعبية معروفة في البلاد تصنع من الدقيق والسكر وأوصال النارجين و"موريس سورا" وهي من المقبلات وتصنع من الفلفل الحار ويضاف إليها بعض الأعشاب والجمبري المجفف وثالثة تسمى "دروس كورا" وهي مثل الدجاج المشوي لكنها تقلى في الزيت الحار وتقدم كتكريم للضيف وأخرى تسمى "سنا بوت" وهي البليلة المعروفة عند أهل مكة المكرمة وصنف يسمى "سيمي" وهو الشعيرية وتعمل على عدة أشكال منها السائل والجاف وأيضا فإن البرماويين مشهورون بإيداماتهم ذات النكهة المميزة التي تسمى "صالون" وغالبا ما تطبخ مع اللحم أو الدجاج أو السمك. فيما ذكر إمام حسين مدني أحد أعضاء مجلس الجالية البرماوية أن الأحياء التي يقطنها البرماويون تقام فيها موائد رمضانية لإفطار الصائمين في المساجد والجوامع بتعاون من أهالي تلك الأحياء وإشراف وتنظيم مجالس الأحياء التي تكونت على أثر الحملات التوعوية الأمنية للجالية البرماوية لعقد الصلح بين المتخاصمين وإصلاح ذات البين ويشارك الأهالي بإرسال بعض الوجبات كنوع من المشاركة في الخير ابتغاء الأجر والمثوبة.

الأكثر قراءة