تذبذب في أسعار تمور بريدة .. وصرف الرواتب ينعشها
شهدت السوق خلال منتصف شهر رمضان المبارك تذبذبا في الأسعار وصلت لأدنى مستوياتها منذ انطلاقة مهرجان التمور في بريدة قبل نحو 22 يوما، قبل أن تعاود في ارتفاع التدريجي يوم أمس مع قرب بداية صرف رواتب الموظفين في الشركات وكذلك موظفي القطاع الحكومي والتي ترتفع الأسعار معها بعد أن يصل الطلب لمستويات عالية.
وتتحفز سوق مدينة التمور لبداية الإجازة التي تشهد طلبا عاليا على التمور بفعل تحرك الزوار نحو السوق لتأمين طلبات التمور الخاصة بهم لمدة عام كامل.
وبحسب متعاملين في سوق التمور فإن فترة من الركود طالت السوق خلال الأسبوع الماضي هبطت الأسعار لأدنى مستوياتها منذ انطلاق المهرجان، وشهدت الأسعار انخفاضا كبيرا بعد سلسلة من الارتفاعات اليومية مع بداية الشهر الكريم مع محافظة السكري الفاخر على قريب من أسعاره التي سجلها مع بداية الشهر وبنسبة نزول لا تتجاوز 15 في المائة.
#2#
#3#
ويرى تجار التمور أن فترة هبوط الأسعار متوقعة في ظل توافد كميات هائلة من تمور السكري من مختلفة محافظات منطقة القصيم لعرضها في السوق أمام زبائن المهرجان وهو ما أدى إلى هبوط السعر، كما أن وسط الشهر الكريم وبشكل سنوي تهبط فيه الأسعار.
وكان سوق التمور قد نفدت فيه الخرفة الأولى «وهي عملية جني التمور» والتي تعد الأفضل في التمور، وتنتظر السوق الخرفة الثانية من حقول النخيل وقد تكون أقل جودة من الأولى.
وأشار المتعاملون في السوق أن حركة في الأسعار دبت منذ يوم الخميس الماضي، حيث بدأت منافسات على التمور لترفع أسعارها من جديد لتصل إلى معدلات مرضية للمزارعين.
وسجلت أسعار السكري الفاخر ثباتا على السعر حيث وصل الكيلو من الفاخر إلى 100 ريال بينما سجل أدنى سعر للسكري عشرة ريالات للكيلو.
وسجلت في السوق دخول أنواع أخرى من الخلاص بسعر يتراوح بين 15 إلى 40 ريالا للكيلو الواحد، فيما بدأت بعض الأنواع بدخول السوق حيث تواجد المكتومي والشقري والبرحي والونانة والسكرية الحمراء ونبتت علي والرشودية ونبتت سلمى.
#4#
#5#
ويرى الدكتور خالد النقيدان المدير التنفيذي لمهرجان بريدة للتمور أن أيام الذروة قد بدأت منذ مطلع الأسبوع الماضي، متوقعا أن تستمر الذروة حتى نهاية الشهر الكريم لتبدأ مرحلة النزول مرة أخرى في الكميات مع ارتفاع السعر كما هو كل عام.
وقال النقيدان تشهد السوق في كل عام ارتفاعا كبيرا في بدايته وفي نهايته، حيث تكون الكميات المعروضة قليلة وبالتالي حجم طلب أعلى، وهذا في المزايدات يسجل أسعارا عالية، وأضاف النقيدان أن الأنواع الأخرى للتمور بدأت بالظهور حيث ستكون السيطرة لتلك الأنواع خلال الفترة القادمة مع بقاء السكري أحد المسيطرين على الطلب في سوق التمور، وبين النقيدان «ستكون معظم أنواع التمور موجودة في السوق بعد رمضان المبارك خصوصا بعض التمور الشهرية في مناطق الغاط وبعض محافظات منطقة الرياض».
مزايدات
مئات من المتسوقين في سوق مدينة التمور في مهرجان بريدة للتمور يتجمعون حول «دلاّل» يفتتح مزاداً على كمية من التمور المعروضة للبيع وفور سماعهم النداء المألوف «كم نقول؟»، وذلك أملاً لدى كل واحد منهم في أن يحظى بترسية المزاد عليه والظفر بالتمور المعروضة بسعر سوق عادل يكسبه، في النهاية الذي يصل أعلى سعر يرضى بالبيع عنده الطرفان صاحب التمور والمشتري نفسه، وسط مباركة من بعض المتسوقين الذين دخلوا المزاد نفسه وراقبوا كل ما حدث ولكن لم يكن لهم بالطيب من التمور نصيب، هذا المشهد يتكرر في فترتي عمل سوق مدينة التمور المقام راهنا ضمن مهرجان التمور في مدينة بريدة، وقد يبدو الأمر طبيعياً ومعتاداً يحدث في كل سوق فيه مزايدات، إلا أن التنافس الشديد في دخول عمليات المزايدة على التمور والتزاحم حولها هناك يجعل من يرسي عليه المزاد يخرج رابحاً ومنتصراً من بين المتسوقين الذين تجمهروا حول المكان الذي يكون عادة على متن إحدى السيارات أو على الأرض داخل مظلة البيع، إذ يخرج كاسب المزاد والفرحة والبهجة تغمره في كسب المزايدة والظفر بها وكأنه خرج لتوه من معركة انتصر بها أو مباراة فاز فيها بعد أن أخذت منه جهدا ً بدنياً ومشقة كبيرة حق له أن يجني معها ثمن الانتصار والفوز بالغنيمة بكميات التمور التي انتهت مزايدتها إليه.
وعلى العكس مما سبق تماماً تبدو على وجوه آخرين ممن خسروا المزايدة مشاعر الانهزام والخسارة واضحة خاصة عندما تكون التمور المباعة بسعر السوق ذات نوع جيّد وجودة ممتازة وعندها «ما تنفع يا ليت «، كما يبدي بعضهم الندم على عدم مزايدته في الوقت المناسب لكي تكون من نصيبه، مما يجعلهم يواصلون رحلة التجول إلى مزادٍ تمور آخر لا يبعد عادة عن موضع الأول حتى يحققوا مبتغاهم في الحصول على تمور جيدة بسعر عادل وتعويض مافات.
ويزيد من هذه المشاعر عندما يتحول المزاد إلى موضع تنافس يزيد فيه كل طرف السعر على الآخر على أمل أن يكون من نصيبه وسط تشجيع صوتي ودفع معنوي من «الدلال» لإلهاب حماس المتزايدين وإيصال السعر لأعلى رقم بعد أن يخلق بينهم نوعاً من التنافس المحموم يقفل عنده المزايدة ويجني الثمن من المشتري ويقتطع نسبته تاليا منه .