ترميم 3 مساجد تاريخية في المدينة المنورة
أجرت مؤسسة التراث عمليات ترميم وإعادة تأهيل لعدد من المساجد التاريخية في المدينة المنورة، كانت من المواضع التي صلى فيها الرسول عليه الصلاة والسلام، والخلفاء الراشدون رضي الله عنهم، وذلك ضمن برنامج وطني وضعته المؤسسة، يعنى بالمساجد ذات الخصوصية التاريخية والعمرانية التي تعاني التدهور، ويتهددها الاندثار.
وشملت عمليات الترميم التي أنهتها المؤسسة في المدينة المنورة، كلا من: مسجد المصلى (الغمامة)، ومسجدا أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما، وتتميز جميعها إلى جانب أهميتها التاريخية، بطابع عمراني مميز، وبقربها من المسجد النبوي الشريف.
ويقع مسجد المصلى (الغمامة)، في الجهة الغربية الجنوبية للمسجد النبوي الشريف، على بعد 500 متر من باب السلام، وهو من المواضع التي كان النبي صلى الله عليه وسلم، يصلي فيها صلاة العيدين والاستسقاء، لذلك سمي بالمصلى أو مصلى العيد، وأطلق عليه اسم (الغمامة)، لما ورد من أن غمامة كانت تحجب الشمس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في موضع المسجد. أما مسجد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، فيقع على بعد 335 مترا من المسجد النبوي الشريف، وينسب إلى الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، لأنه صلى العيد في هذا الموضع أثناء خلافته.
أما مسجد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فيقع في الجهة الغربية الجنوبية من المسجد النبوي الشريف، بالقرب من مسجد المصلى (الغمامة)، ويطل على ميدانه من الناحية الشمالية، كما يطل من الناحية الغربية على طريق قباء، ويشرف على الحافة الشرقية لوادي بطحان، وورد أن الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم، صلى في هذا الموضع، ثم من بعده الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وأوضح الدكتور زاهر عبد الرحمن عثمان مدير عام مؤسسة التراث، أن "البرنامج الوطني للعناية بالمساجد العتيقة" الذي أطلقته المؤسسة برئاسة الأمير سلطان بن سلمان، يعنى بالاهتمام بالمساجد ذات الخصوصية العمرانية المحلية في مناطق المملكة المختلفة، وبشكل خاص التي تحتاج إلى تأهيل وإعادة إعمار، على اعتبار أن هذه المساجد من أبرز المعالم التراثية في المملكة، فضلا عن وظيفتها الأساسية المتمثلة في كونها دورا للعبادة والتربية والثقافة.
وبين أن البرنامج الذي تنفذه المؤسسة تحت إشراف وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، شمل في مرحلته الأولى، حصر أكثر من 60 مسجدا من المساجد العتيقة ذات القيمة التاريخية التي تعاني التدهور في هياكلها وبنيتها العمرانية في مختلف مناطق المملكة، ومن ثم إعداد الدراسات العلمية والتوثيقية الوافية لهذه المساجد، ليتم في ضوئها تحديد الأسلوب الأمثل لإعادة ترميمها، وفق المعايير العالمية للمحافظة على طابعها التاريخي والعمراني القديم.