الأرز الحساوي .. الوجبة المفضلة على «الإفطار»

الأرز الحساوي .. الوجبة المفضلة على «الإفطار»

اشتهرت الأحساء منذ القدم بزراعة الأرز الحساوي خصوصاً في الضواحي المنخفضة التي تحيط بها النخيل من كل جانب. ويعد الأرز الحساوي من أبرز المحاصيل الزراعية ليس لسكان المنطقة الشرقية فحسب بل لدول الخليج، وهو بوجه عام من المحاصيل المهمة، بوصفه وجبة رئيسية على المائدة عند بعض الأسر وخصوصاً في شهر رمضان. جاءت بذور الأرز من الهند والعراق، في ظل التبادل التجاري في ذلك الوقت، وبدأت تنتشر وتتكاثر في الأحساء حيث كان الإنتاج وفيراً في كثير من قرى ومدن الأحساء مثل الهفوف والمبرز، حيث وفرة المياه الأمر الذي شجع المزارعين على زراعته وإنتاجه. إلا أن هذا الوضع اختلف الآن بسبب عوامل بيئية واقتصادية أدت إلى تقلص المساحات المزروعة بالأرز الحساوي حيث تصل كمية الإنتاج من الأرز الحساوي في الوقت الحاضر 18 هكتارا. وتتركز زراعته حالياً في شمال الأحساء وتحديداً في قرى القرين، والمطيرفي، والوزية، وينتج الهكتار نحو 2500 كيلو جرام، حيث يبلغ متوسط سعر الكيلو من الأرز نحو 25 إلى 30 ريالا، علماً بأن السعر يعتمد على النوعية والجودة. الأرز الحساوي من النباتات الصيفية ويحتاج إلى جو حار خلال مراحل نموه بحيث تتراوح الحرارة من 30 إلى 40 درجة مئوية، إلى جانب أنه يحتاج إلى مدة ضوء طويلة، ويفضل محصول الأرز التربة الطينية الثقيلة ذات الحموضة الخفيفة التي تحتفظ بالماء لفترات طويلة، كما أنه من المعروف أن الأرز يستهلك كمية كبيرة من الماء، ولذلك يجب أن تكون زراعته في الضواحي، التي تكون محاطة بالنخل وبهذه الطريقة يكون استهلاكه للماء أقل. يعمد المزارعون في الأحساء قبل البدء في زراعة الأرز بعملية حرث التربة وتنظيفها من كل الشوائب وتترك للتشميس لعدة أسابيع من أجل تهيئة الأرض حيث تأتي مرحلة الزراعة لاحقاً وتتم على مرحلتين الأولى: يتم اختيار مكان (للبذور) التي تزرع خلال برجي الثور والجوزاء أي في شهر أيار (مايو) وتموز (يونيو) وخلاله يقوم المزارع أو الفلاح بنثر الحبوب في مشتل ذي مساحة جيدة، وتغطى بطبقة من الطين السميك ثم تروى بالماء بشكل يومي في البداية ثم ينظم الري بعد ذلك كل ثلاثة أو أربعة أيام، حتى تكبر تلك البذور وتتحول إلى شتلات ويستمر ذلك لمدة شهرين تقريباً. يتميز الرز الحساوي بأنه متعدد الأصناف ومختلف الأنواع، فمنه ما يتباين في وقت زراعته وحجم حبة الأرز، ومنه ما يختلف في اللون حيث الأحمر القاتم، وهو الأرز الحساوي المحلي إلى جانب أصناف أخرى تختلف في القيم الغذائية. يتم حصد الرز الحساوي بعد أن يكتمل نموه وذلك باصفرار الأرز بشكل كامل في أواخر شهر كانون الأول (ديسمبر) حيث تتم عملية الحصاد يدويا ويربط على هيئة حزم وينقل ليفرش ويترك لعدة أيام إلى حين يجف وبعدها تأتي عملية الدراس أو ما تسمى (التذرية) وهي عملية فصل الشلب عن النبتة الأصلية للأرز ويتم ذلك آليا فيعطي نوعا من الأرز يسمى "شلب" وهو غير صالح للأكل ويحتاج إلى عملية أخرى لنزع الشلب (القشر الخارجي) ويكون ذلك آلياً، بعد تنقيته يفصل الأرز الصافي، الذي يبدأ في تسويقه وبيعه، فيما تستخدم بقايا الأرز علفاً للحيوانات. وتتجلى أهمية الرز الحساوي، إضافة إلى ما سبق أنه ذو قيمته الاجتماعية بوصفه رمزاً للضيافة والكرم والاحتفاء بالضيف، كما أنه يقدم كوجبة رئيسية في السحور في شهر رمضان المبارك، كما يقدم بوصفه ذا قيمة صحية وغذائية للمسنين من الجنسين لاحتوائه على نسبة عالية من الحديد.

الأكثر قراءة