«السبحة» تدخل موسمها التنشيطي لـ «المبيعات»

«السبحة» تدخل موسمها التنشيطي لـ «المبيعات»

لا يميّز الشعراء عن غيرهم في ساحات الشعر إلا ما حملت أيديهم من المسابح إذ يعتبرونها الملهم الأول لهم، حيث تلحظ جليا كيف يقرضونها بأصابعهم عند استحضارهم أبيات القصيدة، وتعتبر في السياق نفسه المؤقت الذي يحصي عدد الأذكار والأدعية لدى المصلين عقب صلواتهم، ولا سيما في شهر رمضان. المسبحة التي كانت في عصور قديمة لا تفارق أنامل المسنين في حلهم وترحالهم، يسبحون ويذكرون بها الله، تعدّت في هذه الآونة بنانهم، لتنتقل إلى أيدي الباحثين عن الرونق الجميل لتصبح مكملا مهما في هندام الشباب، الذين يبحثون عن أشكالها الفريدة والغريبة، بعد أن كانت لا تحمل ألا نقوشا بسيطة في عصور قديمة.
ما يميز سبحة عن أخرى هو الأشكال والتطاعيم التي تفرقها عن بعضها لترسم أشكالا متعددة من حبيبات الأحجار الكريمة كالياقوت والفيروزي والمعادن، وقد تتعدى إلى ذلك فيزخرف المرجان الأحمر والوردي، وينحت على أسطح الحبات بأشكال الزهور والمزخرفات.
وتحرص شركات كبيرة ومتنوعة على كتابة لفظ الجلالة "الله" أو أسماء الله الحسنى, أو بعض الدعوات من أجل الحصول على البركة، حيث تتنافس عديد من الدول الإسلامية والعربية في فن التطريز والتطعيم، سواء كان خان الخليل في القاهرة، ودمشق في سورية، وتايوان وهونغ كونغ، كل على حسب مهارات صائغيها وصانعيها في دمج الألوان المختلفة بعضها ببعض، كذلك في لصق لونين متشابهين في كل حبة من حبات المسبحة، ما يكسبها شكلا جماليا ورونقا مختلفا عن أي سبحة أخرى. والمهرة في صناعة المسابح يضعون صوب أعينهم أن تكون حبات المسبحة ناعمة لا خشنة، وذلك من أجل سلاسة تعقب أصابع اليد كرات المسبحة، والتي تلهج بها بالتزامن ألسنة الموحدين. وتعد المسابح أغلى الهدايا التي ترتبط بروحانيات المؤمن وقربه إلى الله، إذ إنها تعني التحفيز على الدعوة، وقراءة الأذكار، وتهدى في المواسم الرمضانية بشكل كبير وملحوظ، لأنها تعتبر عند كثير من الناس متلازمة للذكر والعبادات الروحية التي تشتهر بها فترة شهر رمضان المبارك، وتعتبر كذلك المؤقت الذي لا يخطئ للأذكار والأدعية خاصة بعد الصلوات الخمس المفروضة، لدى غالبية المصلين.
وقدر عاملون في مجال صناعة السبح وبيعها أن المبيعات في مكة المكرمة خلال شهر رمضان تقدر بنحو 5 ملايين سبحة من مختلف الأنواع، تليها المدينة المنورة، ثم جدة فالرياض، مؤكدين أن الطلب ارتفع بنسبة لا تقل عن 70 % مقارنة بالأيام العادية، وأن النساء يفضلن أنواعا خاصة ذات ألوان براقة.
وأوضحوا أن هذه الصناعة ذات مجال واسع يتيح فرصة كبيرة للتنويع وأنه يوجد نحو ألف نوع من السبح لكن المعروف منها والأكثر شهرة، هو النوع المصنع من الأحجار الكريمة والكهرمان واليسر والعاج والكوك والعظم.
وذكر المهندس عارف بن ظفرة المدير التنفيذي لمجموعة "طاد التجارية للسبح والخواتم والأحجار الكريمة: "نحن تخصصنا في تجارة السبح والأحجار الكريمة منذ نحو 20 عاما ولم يكن الإقبال في السنوات الماضية يذكر، وليس له أي صدى كبير، وكان السعوديون يقتنون السبح الرخيصة التي لا تتجاوز أسعارها 15 ريالا، لكن منذ نحو 4 سنوات تغير الوضع، وأصبح هناك اهتمام كبير بالسبح والخواتم التي تعتبر من أهم الكماليات للشاب السعودي".
وأضاف: "إن اقتناء السبحة إما للعبادة أو الزينة، وعادة ما تستخدم "سبحة 99 حبة" لغرض العد والاستغفار، أما فيما يتعلق بالزينة فإنها تمثل الأغلبية والنسبة الأكبر وتتكون السبح من 33 أو 45 أو 66 أو 99 حبة".
وأوضح أن: "مكة المكرمة تعتبر المنطقة الأكثر استهلاكاً للسبح لأن أكثر الحجاج والمعتمرين والزوار يحرصون على شرائها للعبادة أو كهدية للأهل والأصدقاء والمعارف، وهي تعتبر من الضروريات في منطقة مكة المكرمة، وتأتي بعدها المدينة المنورة، من ثم مدينة جدة والرياض".

الأكثر قراءة