2200 فارس يحاكون أعنف معركة شهدتها أوروربا في القرون الوسطى
ارتدى نحو 2200 فارس من جميع أنحاء أوروبا بزات حديدية، وأقنعة واقية للرأس، وقمصانا كتانية الأحد الماضي لإعادة تمثيل واحدة من أعنف المعارك التي شهدتها أوروبا في القرون الوسطى.
ولا تزال معركة جرونوالد التي وقعت قبل 600 عام تحرك المشاعر بين البولنديين والليتوانيين، الذين ينظرون إليها باعتبارها رمزا للكرامة الوطنية. وأعاد الفرسان تمثيل تلك المعركة لمدة ساعة في أحد مروج قرية جرونوالد شمالي بولندا، حيث اتحد البولنديون والليتوانيون والتتار لهزيمة الفرسان التيوتونيين الغزاة عام 1410. وذكرت وكالة الأنباء البولندية (بي. إيه. بي) أن هذا المشهد جذب 100 ألف سائح، وتسبب في ازدحام مروري، فضلا عن وقوع كثير من حوادث السيارات.
وكان الفرسان، وبعضهم يرتدي بزات يصل وزنها إلى 60 كيلوجراما، يتلقون المساعدة من جانب بعض الأشخاص الذين كانوا يزودونهم بزجاجات من المياه، ويجففون عرقهم على جباههم. وبدأت المعركة، كما كانت بدايتها الحقيقية قبل ستة قرون، حينما انتظر الفرسان التيوتونيون ساعات طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة، قبل أن يبعثوا رسلا إلى الجانبين البولندي والليتواني لاستفزازهم من أجل خوض المعركة، فطرحوا سيفين لقائدين أحدهما بولندي، والآخر ليتواني أرضا، في عمل استفزازي لإثارة المعركة.
وواجه الفرسان التيوتونيون صرخات تقول "إلى الدمار" من جانب الحشد، بينما هتفت القوات البولندية الليتوانية "سنفوز".
وأعادت الجماعات المشاركة في المعركة تمثيلها مستخدمين نيران المدفعية، والسيوف، والسهام مع تجسيد المشاهد المأساوية عندما كان يسقط المحاربون "المصابون" من على أظهر الخيل، وظل بعض الفرسان يتقمصون الشخصيات خلال مقابلاتهم مع الصحافيين. وتعد المعركة قريبة من قلوب البولنديين والليتوانيين، لأنها تشكل رمزا للاستقلال والنضال ضد الاحتلال.