باحثة ألمانية: «الشركات الغذائية المستبدة» فرضت أسلوباً غذائياً على الناس
صدر في ألمانيا أخيراً كتاب بعنوان " الشركات الغذائية المستبدة " أشارت فيه مؤلفته تانيا بوسه إلى تأكيد منظمة الصحة العالمية إلى أن السبب وراء زيادة نسبة السمنة لدى أكثر من ملياري شخص في العالم لا يرجع فقط إلى نهم هؤلاء وإفراطهم بقدر ما يعود للأسلوب الغذائي الذي تفرضه شركات الصناعات الغذائية على المستهلكين.
ويعتبر الكتاب الذي يضم 300 صفحة "مفسدا للشهية" ولكن مؤلفته الألمانية لم تتردد في استفزاز قرائها بأسئلة صريحة وحرجة فيما يتعلق بنظامهم الغذائي وعاداتهم المتبعة في تسوق المواد الغذائية.
ذهبت بوسه في كتابها إلى أن شركات الأغذية حطت من قيمة المستهلك وقدرته على اختيار غذائه بنفسه وأنسته عادة الطهي وإعداد الطعام بنفسه وأنسته تقاليد تناول الغذاء.
وحسب المؤلفة الألمانية فإن شركات الأغذية أصبحت تحرص أكثر على حسن تسويق سلعها وترويجها إعلاميا بدلاً من إتقان صنعها وأصبحت تستخدم أرخص الإضافات في تصنيعها ولكنها تنفق أكثر على إعلاناتها.
ومن المؤكد أن قارئ الكتاب سيتوقف عن شراء الزبادي المحلى بالفاكهة وعبوات حبوب الفواكه المجففة أو حتى زجاجات زيت الزيتون دون قراءة الإضافات التي تدخل في تصنيعها بشكل نقدي.
وخصصت بوسه الفصل السادس من كتابها للإجابة عن السؤال: من المتسبب في حدوث مجاعة في بعض أنحاء العالم؟ ثم انتقلت في فصل آخر لما سمته بالمنظومات التي تؤدي لحدوث المجاعة ومن المسؤول عنها وهما قضيتان تحتاجان إلى كتب.
كما ربطت بوسه بين العادات الغذائية في بلدها ألمانيا وتداعيات الاختيارات الخاصة بأنواع الأغذية في أماكن أخرى من العالم, وقالت إن هذه الاختيارات لا تؤثر فقط في المنافسة بين الشركات على الصعيد المحلي وصعود أسهم شركات ألمانية وهبوط أخرى بل على رخاء مواطني دول فقيرة من دول العالم ولها بعد أخلاقي على مناخ الأرض.
وضربت بوسه مثالا على ذلك قائلة إن مقرمشات الشيكولاتة تنتج من مواد لا تحتاج لتكاليف كثيرة في زراعتها مثل القمح والذرة والأرز وفول الصويا وإن الكثير من حقول فول الصويا على سبيل المثال تزرع على حساب مساحات الغابات التي يتم تجريدها من أشجارها المدارية بما يعنيه ذلك من مآس بالنسبة للمناخ بل ولسكان هذه المناطق أنفسهم الذين يسلبون أراضي خصبة. وترى تانيا بوسه في ذلك ظلما صارخا يستدعي التدخل القضائي. غير أن كتاب بوسه أكثر من مجرد هجوم على الشركات المصنعة للمواد الغذائية كما أنه ليس سلسلة من الاتهامات التي وضع بعضها إلى جانب الآخر
ليكون سلسلة، على العكس، حيث قدمت نصائح سهلة للمستهلكين لاتباع أسلوب غذائي مثالي يبعدهم عن السمنة قائلة: "الطريق للخروج من هذا الإملاء الغذائي الذي تفرضه شركات صناعة الأغذية ليس صعبا، إنه يحتاج إلى الخطوة الأولى فقط وذلك من خلال التسوق بشكل يتوافق مع الطبيعة والموسم والمنطقة".