الرياضة

استضافة اليمن لـ «خليجي 20» في «الإنعاش»

استضافة اليمن لـ «خليجي 20» في «الإنعاش»

استضافة اليمن لـ «خليجي 20» في «الإنعاش»

طلبت الأمانة العامة في مجلس التعاون لدول الخليج العربي بشكل عاجل من وزراء الداخلية في دول مجلس التعاون تقريرا خاصا حول مرئياتهم بشأن ملاءمة الحالة الأمنية هناك خلال فترة إقامة دورة كأس الخليج الـ 20 لمشاركة وفود ومنتخبات دول المجلس في الدورة على أن يكون التقرير قبل نهاية تموز (يوليو) الحالي ليتسنى لها اتخاذ ما يلزم بعد الاطلاع على التقارير اللازمة، وضعت التطورات الأمنية المتسارعة في اليمن التي تخوض أجهزتها الأمنية حرباً واسعة في عدة جبهات في الشمال والجنوب استضافتها لـ "خليجي 20" أواخر العام 2010 في مأزق حقيقي في ظل تحذيرات ومخاوف خليجية تزايدت في الآونة الأخيرة بصورة غير مسبوقة بلغت ذروتها هذه الأيام على خلفية الأوضاع السياسية والأمنية، حيث جاء الهجومان المزدوجان أمس على مقري الأمن السياسي " المخابرات " والأمن العام " الشرطة في محافظة أبين جنوبي البلاد وأسفرا عن مصرع أربعة وإصابة عشرة آخرين ويحملان بصمات عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي ليدخلا استضافة البطولة غرفة الإنعاش ويزيدا من قلق ومخاوف الخليجيين. #2# وكان الاجتماع الـ 65 للمكتب التنفيذي لمجلس رؤساء اللجان الأولمبية في دول مجلس التعاون الذي أقيم في الكويت في 27 حزيران (يونيو) الماضي قد طلب من الأمانة العامة في مجلس التعاون اتخاذ الإجراءات اللازمة للحصول على تقرير من وزراء الداخلية في دول مجلس التعاون بشأن ملاءمة الحالة الأمنية في اليمن خلال الفترة من 22 تشرين الثاني (نوفمبر) إلى 4 كانون الأول (ديسمبر) المقبل، من أجل ضمان سلامة الوفود الرسمية والمنتخبات والجماهير الرياضية على أن يتم رفع ذلك التقرير للمؤتمر غير العادي لرؤساء اتحادات كرة القدم لدورة كأس الخليج العربي لكرة القدم المقرر عقده خلال الأسبوع الأول من آب (أغسطس) المقبل. وأكد لـ "الاقتصادية " مراقبون سياسيون ورياضيون تزايد الهجمات الإرهابية لتنظيم القاعدة في المدن التي ستحتضن منافسات "خليجي 20"، أهمها عدن التي شهدت الشهر الماضي هجوماً مماثلا للقاعدة على مقر المخابرات وأسفر عن مقتل عشرة آخرين، ليأتي بعده بأيام الهجومان على مقري المخابرات والشرطة في أبين ليعمقا من مخاوف فشل استضافة اليمن للبطولة في موعدها المحدد أواخر العام الجاري 2010، خاصة في ظل وضع الأشقاء الخليجيين أربعة شروط لإبقاء استضافتها في اليمن،أهمها الوضع الأمني في اليمن لحماية الوفود والمنتخبات والجماهير من خلال توفير وتهيئة المناخات الآمنة في مدن إقامة البطولة وأماكن إقامة الوفود والمنتخبات الخليجية ، وهو الذي ربطه المكتب التنفيذي للجان الأولمبية الخليجية وأمناء سر اتحادات كرة القدم لدول الخليج الست في اجتماعهم أواخر الشهر الماضي في الكويت دون مشاركة اليمن والعراق من خلال تكليف الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي بطلب تقرير من وزراء الداخلية حول الوضع الأمني في اليمن لبيان مدى قدرتها على الاستضافة، خصوصا أن بطولة مثل هذه تحظى باهتمام جماهيري كبير، وشهدت عدن سلسلة انفجارات استهدفت مواقع وقيادات عسكرية قتل خلالها عبد الله الثريا مدير المخابرات وعدد آخر من الجنود، ويعتقد أن الحراك الجنوبي الذي يدعو لانفصال جنوب اليمن يقف وراء أعمال العنف. وأشار المراقبون إلى أن استمرار هذه الأعمال الإرهابية من شأنها أن تعزز من شعور الخليجيين بقلق تجاه البطولة وأنهم غير واثقين ومتأكدين بنسبة 100 في المائة من أن الاستضافة ستتم في موعدها المحدد في اليمن ، في ضوء تزايد التحديات والتقلبات السياسية والأمنية الموجودة فيها ، ناهيك عن أن اليمن يشهد حالياً نزاعات بين الحكومة وقوات المتمردين الحوثيين في صعدة في الشمال البعيدة عن أماكن استضافة خليجي20، والتي من شأنها أن تؤثر في فعاليات البطولة وتكون دليلا واضحا يتمسك به الخليجيون بضرورة نقل البطولة الإقليمية المهمة إلى بلد آخر عن اليمن وذلك تحت ذريعة الأوضاع الأمنية المتردية التي يشهدها اليمن حالياً . وأكد هؤلاء المراقبون أن الوضع الأمني سيكون حجرة عثرة ومعضلة رئيسية تقف حاليا في طريق استضافة اليمن ''خليجي 20'' في ظل قرب موعد انطلاق البطولة، وتزايد أعمال العنف، على الرغم من أن المسؤولين الرياضيين في دول الخليج اعتبروا الوضع الأمني يخص الجهات الأمنية كونه قراراً سياسياً وهو ما أشار إليه أيضا الدكتور حميد شيباني الأمين العام للاتحاد اليمني لكرة القدم في تصريح سابق لـ " الاقتصادية " أن قرار استضافة اليمن لخليجي 20 بصورة نهائية في موعده المحدد يحتاج إلى قرار سياسي حاسم من قادة دول الخليج واليمن يقطع الشك باليقين لأن القرار ليس بيد رؤساء الاتحادات الخليجية أو أمناء السر، إذ إنه مثلما انضمت اليمن إلى دورات الخليج بقرار سياسي في قمة مسقط 2001 من قادة وملوك دول الخليج فإن قرار بقاء بطولة خليجي 20 في اليمن يحتاج لقرار سياسي في ظل المخاوف الأمنية التي تنتاب الأشقاء في دول الخليج والتي ليس لها داع كما يرى شيباني . تأتي هذه التطورات الأمنية والسياسية بشأن استضافة اليمن خليجي 20 المثير للجدل في الوقت الذي تصاعدت فيه حدة خلافات بين اليمن والكويت بخصوص مكان انعقاد الاجتماع غير العادي والحاسم لرؤساء الاتحادات الخليجية واليمن والعراق للاطلاع على التقرير النهائي والشامل الذي سيتم رفعه من أمناء سر الاتحادات الذين سيعقدون الأحد المقبل اجتماعهم الأخير في مدينة عدن بناءً على زيارتهم الميدانية للمنشآت الرياضية والملاعب المخصصة لاحتضان "خليجي 20" . ففي الوقت الذي بدأت فيه الكويت تسليم الدعوات لرؤساء الاتحادات الخليجية لعقد اجتماع غير عادي لبحث استعدادات اليمن لخليجي 20 وحددت موعده في22 آب (أغسطس) المقبل، رد اليمن بقوة على لسان أحمد العيسي رئيس الاتحاد مدير بطولة خليجي 20 بقوله : نرفض هذا الاجتماع ونرفض التصرف الكويتي على اعتبار أن اللائحة لا تعطي الكويت الحق في الدعوة لهذا الاجتماع .. مؤكداً في تصريحات أمس الأول أن لا صحة لهذه المعلومات غير المنصفة التي تفتقر إلى توخي الأخبار من مصادرها وهي تناولات مغلوطة لا تخدم إلا من يروجون لهذه الإشاعات.. موضحاً أنه كرئيس للدورة عنده الخبر اليقين لخلفيات هذا النبأ. وأضاف العيسي: فوجئت بما تناوله البعض من أن الكويت جاهزة لعقد الاجتماع لمناقشة خليجي 20 والحقيقة أن مثل هذا الطرح يحمل الكثير من المغالطات وتزييف الحقيقة، والحقيقة بكل وضوح وشفافية أن الاتحاد الكويتي طلب مني كرئيس للدورة عقد اجتماع عن البطولة في الكويت إلا أنني أبلغت الأشقاء في الاتحاد الكويتي أن عليهم تعزيز الطلب بموافقة من اتحادين خليجيين بحسب اللائحة، مشيراً إلى حقيقة أنه كرئيس للدورة هو من يوافق على الاجتماع ويحدد مكانه، وهو ما يعني أنه في حال تم تعزيز الطلب الكويتي بتأييد من اتحادين خليجيين سيعقد الاجتماع في زمنه وفي صنعاء . يذكر أن بطولة خليجي 20 ستقام في مدينتي عدن وأبين الساحليتين جنوبي اليمن ، ولهذا الغرض ينفذ حاليا في أبين مشروع إنشاء ملعب دولي جديد بمواصفات الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) يسع 20 ألف متفرج بتكلفة تصل إلى 60 مليون دولار، وكذلك مشروع لإعادة تأهيل الملعب الدولي المقام في عدن بتكلفة نحو 22 مليون دولار، كما يجري العمل في عدد من مشاريع البنية التحتية في مجال الكهرباء والفنادق وملاعب التدريب تقدر تكلفتها بـعشرة ملايين دولار . كما أوشكت الحكومة اليمنية على الانتهاء من إنشاء ملعب جديد في عدن يطل على شاطئ خليج عدن بتكلفة إجمالية تبلغ ملياري ريال ( عشرة ملايين دولار)، ويتسع الملعب التابع لنادي التلال لعشرة آلاف متفرج بمواصفات دولية وأعمال الإنارة وتعشيب الأرض وإنشاء مقصورة رئيسية ومركز إعلامي تابع للملعب وموقف سيارات يتسع لأكثر من 1500 سيارة ، ليكون بجانب ملعب 22 مايو الدولي المقام في عدن الذي تجري حالياً فيه أعمال إعادة تأهيله وتطويره بتكلفة نحو 22 مليون دولار . ويشير المتابعون الرياضيون إلى أن إنشاء هذا الملعب جاء كبديل محتمل لملعب أبين الدولي خاصة بعد تزايد الاحتجاجات والاضطرابات الأمنية في أبين التي يقودها أنصار الحراك الجنوبي بقيادة طارق الفضلي أبرز قادة الحراك وعناصر تنظيم القاعدة الذين يتواجدون فيها بكثرة بحماية القبائل .
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الرياضة