كأس العالم لم تقدم مكاسب سريعة لفقراء جنوب إفريقيا
ربما تغيرت صورة جنوب إفريقيا بعد نجاحها في استضافة وتنظيم نهائيات كأس العالم 2010 لكرة القدم إلا أن مليارات الدولارات التي أنفقت على الحدث الرياضي الكبير لم يكن لها أي تأثير فوري في فقراء هذا البلد حتى الآن.
وقال محللون إن التأثير الحقيقي لنهائيات كأس العالم التي أقيمت لأول مرة على الأراضي الإفريقية لن يظهر قبل سنوات مقبلة.وتأمل حكومة جنوب افريقيا أن تثمر نحو 40 مليار راند (5.29 مليار دولار) أنفقتها على مشاريع البنية التحتية والملاعب الجديدة في وصول مزيد من الآلاف من السياح الى البلاد التي تغيرت صورتها بلا شك بعد استضافة الحدث الكبير.إلا أن كثيرين من فقراء جنوب إفريقيا لم يشهدوا أية فوائد فورية للحدث الذي يتوقع أن يضيف 0.4 نقطة مئوية إلى الناتج القومي الإجمالي هذا العام وأن يجتذب نحو 370 ألف سائح أجنبي أو أقل إلى البلاد خلال هذه المدة. وتقول ماري ماسيبا التي تقيم في ضاحية الكسندرا في جوهانسبرج بالقرب من حي المال ساندتون إن استضافة النهائيات لم تحدث تحسنا في مستوى حياتها وحياة ملايين آخرين من الفقراء.وقالت ماسيبا ''لم يتغير أي شيء بل ربما زاد إنفاقنا ،اذ اشترينا قمصان منتخبنا إلا أننا لم نحصل على أي شيء من كأس العالم. فمازلنا نعيش في أكواخ ولم نتمكن من بيع أي شيء في الاستادات لأنها بعيدة جدا عنا''.وضاحية الكسندرا واحدة من اقدم ضواحي السود في جوهانسبرج ويبلغ عدد سكانها نحو نصف مليون نسمة يعيش كثيرون منهم في أكواخ.
وتقول ماسيبا إن المبلغ الذي أنفق على كأس العالم ،الذي يزيد على خمسة مليارات دولار كان من الممكن استخدامه في تحقيق أهداف أفضل في بلادها التي تتباين فيها الدخول بطريقة هائلة.وقالت ماسيبا ''لقد أنفقت الحكومة أموالا هائلة على الاستادات وكان من المفترض أن تستخدم هذه الأموال في بناء المنازل أو في تحسين أحوال الطرق.'' ووجهت الى حكومة جنوب إفريقيا انتقادات بسبب إنفاق المليارات على مشاريع البنية التحتية قبل النهائيات ،وقد قالت وزارة الاسكان في وقت سابق من العام الحالي إن أزمة المساكن تفاقمت وإن نحو 12 مليون مواطن جنوب إلإفريقي يحتاجون إلى ظروف إسكان أفضل.وتأمل حكومة الرئيس جاكوب زوما في أن يجذب الحدث الكبير ملايين السياح إلى البلاد خلال السنوات المقبلة وهو ما سيؤدي بدوره إلى خلق مزيد من فرص العمل للمواطنين.
وتقول إن فروهاوف محللة الشؤون الإفريقية في مجموعة أوراسيا ''حتى الآن الفائز الأكبر بكأس العالم سيكون صورة جنوب إفريقيا.''ويقول الرئيس زوما إن الحدث سيكون بمثابة باعث للتنمية والتطور في أكبر اقتصادات إفريقيا.
ويقول محللون إن أكبر أثر لكأس العالم سيتمثل في تحسين البنية الأساسية وتطوير الطرق والمطارات.كما عززت البطولة الروح الوطنية في البلاد ووحدت بين المواطنين من مختلف العرقيات والخلفيات بعد أن التف جميع مواطني البلاد خلف المنتخب الوطني ووقفوا صفا واحدا من أجل إنجاح البطولة.