الحلم الهولندي يصطك بحقيقة التاريخ للمنتخبات الأوروبية

تبدوا معركة نصف النهائي لمونديال 2010 معركة من نوع خاص تتجلى فيها المفارقة بين قائمة المنتخبات الفائزة باللقب العالمي منذ ثمانين عاما و تلك التي كانت دائما ما تحضر حتى مراحل متقدمة غير أنها دوما لا تتوج.

المعركة الأولى في هذا الدور قبل النهائي تبدوا الصورة فيه أكثر جلاء مع حضور منتخب أورغواي (أقدم الأبطال و صاحب نصف البطولات الأربع الأولى بالتقاسم مع المنتخب الايطالي) و في الطرف الأخر يقف المنتخب الهولندي دون بطولة مسجلة باسمه و هو صاحب أشرس المعارك في سبيل الحصول على اللقب و فترة السبعينات الميلادية تشهد بحضور منتخب الطواحين البرتقالية في نهائي بطولتي ألمانيا 1974 و الأرجنتين 1978 حينها حالت الدولتان المضيفتان بين رفاق كرويف و حلمهم بالكأس الذهبية.

#2#

إن كانت التصنيفات العالمية منذ ذلك التاريخ قد وضعت منتخب هولندا على رأس قائمة جديدة لأعظم المنتخبات التي لم تحقق اللقب العالمي فموعد الحسم اليوم كفيل بتحريك هذا الاسم من هذه القائمة للقائمة الأخرى الفائزة بكأس العالم و التي تضم سبع منتخبات يبدوا أضعفها على مدى العقود الثلاثة الماضية هو منتخب الاورغواي (منافس الطواحين هذه الليلة).

#3#

غير أن هذه المفارقة تصطك بأخرى لا تقل غرابة فالمنتخبات الأوربية بشكل عام لا يمكنها الفوز بكأس العالم خارج قواعدها الأوربية كما يقول التاريخ للبطولة التي انطلقت من اورجواي عام 1930 وصولا إلى جنوب أفريقيا مرورا بدول مثل أمريكا والمكسيك وكوريا واليابان وتشيلي ودول أمريكا اللاتينية التي لم تشهد تتويجا لفريق أوربي بكأس العالم على أراضيها.

#4#

مباريات نصف النهائي للمونديال الإفريقي تجمع في احد طرفيها منتخب حاز اللقب أورجواي اليوم وألمانيا غدا و في الطرف الأخر أقوى المنتخبات التي لم تحقق اللقب هولندا اليوم واسبانيا غدا فيما الجميع ينتظر كسرا للقاعدة التاريخية التي منعت منتخبات أوربا على مدى ثمانين عاما من الفوز بكأس العالم خارج قارتهم العجوز.