سيجار كوبي بـ 12 ألف يورو وطائرة خاصة يقيلان وزيرين فرنسيين
أعلن وزيران فرنسيان أمس الأول استقالتهما، أحدهما الوزير المنتدب للتعاون والفرنكوفونية آلان جويانديه في حين تحرج الحكومة سلسلة من القضايا اختلط فيها نزاع المصالح مع المحسوبية والإفراط في إنفاق المال.
وأعلن كل من آلان جويانديه وكريستيان بلان الوزير المنتدب لباريس الكبرى، أمس الأول استقالتهما من الحكومة التي وافقت على ذلك، كما أعلنت رئاسة الجمهورية. وتعرض الاثنان أخيرا إلى اتهامات الصحافة لإفراطهما في إنفاق المال.
وأعلن آلان جويانديه في مدونته على الإنترنت ''إنني رجل شريف لا يمكن أن يقبل أن يكون ضحية عملية خلط، وبعد التفكير مليا قررت الانسحاب من الحكومة''. وانتقدت الصحافة مرتين خلال الأشهر الأخيرة جويانديه، المرة الأولى لأنه استأجر طائرة خاصة مقابل 116500 يورو للتوجه إلى مارتينيك (جزر الانتيل)، والثانية في حزيران (يونيو) عندما اشتبه في أنه استفاد من رخصة بناء غير قانونية لتوسيع منزل يملكه قرب سان تروبي جنوب فرنسا.
وقال جويانديه ''لم يتم تحويل ولا يورو واحد من المال العام لإثرائي شخصيا أنا أو أقاربي''، معربا عن ارتياحه لأنه ''عمل من أجل البلدان النامية، وتعزيز علاقاتنا مع إفريقيا والدفع بالفرنكوفونية في العالم''. من جانبه، تعرض الوزير المنتدب المكلف بتنمية منطقة باريس كريستيان بلان إلى انتقادات شديدة لأنه اشترى بالمال العام كمية من السيجار الكوبي مقابل 12 ألف يورو. وتندرج الاستقالتان في سلسلة من الجدل الذي يتضمن اتهام وزراء فرنسيين لما ينفقونه من أموال أو لشبهات حول تورطهم في قضايا سياسية وقضائية.
كذلك اتهم وزير العمل أريك فويرت بالتورط في ''نزاع مصالح''، لأنه كان وزير الميزانية (من 2007 إلى 2010) عندما كانت زوجته تدير قسما من ثروة وريثة شركة لوريال العملاقة لمستحضرات التجميل، ليليان بيتنكور المشتبه في أنها تهربت من دفع الضريبة. واتهم أعضاء آخرون في الحكومة لأنهم أقاموا في فنادق ثمنها مرتفع جدا أو لأنهم سلموا منازلهم المخصصة لمناصبهم إلى أفراد من عائلاتهم. وتتالى كشف هذه القضايا في أسوأ توقيت بالنسبة للرئيس نيكولا ساركوزي الذي وعد بجمهورية مثالية، الذي يواجه انتقادا شديدا لأنه يريد فرض التقشف على الفرنسيين.
وأعلنت زعيمة الحزب الاشتراكي الفرنسي مارتين أوبري السبت في باريس أن ''الجمهورية منهكة'' جراء ''ثلاث سنوات من الساركوزية''، في إشارة إلى ولاية الرئيس نيكولا ساركوزي، ودانت ''التداخل المزعج بين السلطة السياسية ومصالح المال''. وأفاد استطلاع أجراه معهد فيافويس تنشره صحيفة ليبيراسيون أمس الإثنين أن نحو فرنسيين من كل ثلاثة (أي 64 في المائة) يعدان القادة السياسيين'' فاسدين في معظمهم.