انخفاض إنتاج الهيل 36 % يرفع أسعاره في السوق المحلية 100 %

أدى شح إنتاج الهيل في الدول المصدرة الهند وجواتيمالا إلى زيادة أسعاره في السعودية بمعدل 100 في المائة منذ بداية الموسم الحالي، مع توقعات باستمرار الزيادة ولاسيما مع قرب شهر رمضان الكريم الذي يعد موسماً لبيع هذه السلعة المفضلة لدى السعوديين.
وأبلغت "الاقتصادية" مصادر تجارية أن كل المؤشرات الاقتصادية تدفع باتجاه زيادة الأسعار، سواء من خلال انخفاض الكميات المصدرة من الهيل إلى السعودية بنسبة 36 في المائة عن العام الماضي، أو بارتفاع أسعار البن في البورصات العالمية بنسبة تصل إلى 30 في المائة.
وتعد السعودية واحدة من كبريات الأسواق استهلاكا للهيل، إذ يعتمد السعوديون في قهوتهم العربية على الهيل، إضافة إلى دخوله في تحسين العديد من المنتجات الغذائية.
وأوضح لـ "الاقتصادية" سالم بن محفوظ أحد كبار مستوردي الهيل والبن في المملكة أن أسعار الهيل منذ بداية الموسم شهدت ارتفاعات تصل إلى الضعف، حيث كان يشترى الكيلو بتسعة دولارات سابقا،ً فيما بدأ الموسم بسعر 18 دولاراً للكيلو، وأضاف "حالياً بلغ سعر كيلو الهيل سوبر جامبو من جواتيمالا نحو 30 دولاراً".
وأشار ابن محفوظ إلى أن بداية موسم الهيل في جواتيمالا يكون خلال شهري آب (أغسطس)، وأيلول (سبتمبر)، وتصل البضائع إلى المملكة بعد إجازة الحج، وتابع "نتوقع أن تحافظ أسعار الهيل خلال الفترة المقبلة على المستويات الحالية نفسها، وربما تنخفض بشكل تدريجي بحلول كانون الأول (ديسمبر) المقبل". وأرجع ابن محفوظ أسباب الزيادة في أسعار الهيل إلى النقص في الإنتاج الذي تعاني منه الدول المصدرة والذي يتراوح ما بين 25 و 30 في المائة، وقال: "إجمالي إنتاج جواتيمالا من الهيل 11 ألف طن من الهيل الأخضر الذي تستورده دول الخليج، فيما كان إنتاج هذا العام سبعة آلاف طن فقط، بانخفاض قدره 36 في المائة تقريباً".
كذلك يبدأ إنتاج شجرة الهيل في الانخفاض بعد ثلاث سنوات من إنتاجها لمستويات أقل، والوضع سيتحسن لأنهم زرعوا فسائل جديدة ونتوقع زيادة الإنتاج 10 في المائة العام المقبل.
وعن الهند، أشار ابن محفوظ إلى أنها تأتي في المرتبة الأولى عالمياً من حيث استهلاك الهيل، تليها السعودية، وأردف :"الهند استهلاكها قوي جداً، كما أن أسعار الهيل الهندي اليوم مرتفعة فسعر الكيلو في بلد المنشأ 34 دولاراً، وإذا فكر أحد في استيراده سيكلفه 36 دولارا الأمر الذي سيفقد أي أرباح محتملة".
وكشف أن الهيل سوبر جامبو الذي يعد المفضل لدى السعوديين يباع الكيلو منه اليوم بـ 106 ريالات للجملة، ثم الصنف رقم 2 الذي يباع بـ 98 ريالا، والصنف الثالث بـ 92 ريالا للكيلو.
ولفت سالم بن محفوظ إلى أن الطلب في المواسم يرتفع إلى الضعف أسوة ببقية الأيام العادية، وقال :"إذا كنا نستهلك 250 طنا في الأشهر العادية، فإننا نستهلك في الموسم 500 طن، وتعد أسعار الهيل أرخص من أي بلد في العالم فحتى الحجاج والمعتمرين يشترون كميات من الهيل من السعودية عندما يعودون إلى بلدانهم وذلك لارتفاع أسعاره في دولهم".
وفي سؤال عن توقعاته لأسعار الهيل قبيل شهر رمضان نتيجة للطلب الكبير عليه، أوضح ابن محفوظ أن الأسعار ترتفع فقط في حال نقص المخزون وهذا الأمر مستبعد الآن لأن السوق مليئة بكميات كبيرة، أو في حالة طمع وجشع بعض التجار لتحقيق مكاسب مضاعفة وهم قلة.
أما بالنسبة للبن، يشير سالم بن محفوظ إلى أن هناك ارتفاعا في أسعاره في البورصة العالمية في الفترة القليلة الماضية بنسبة تتفاوت بين 15 و 20 في المائة.
وقال: "في السابق كانت الأسعار معقولة،إذ كان طن اللقمتي 2550 – 2600 دولار، أما اليوم فإنه يباع بـ 3000 دولار وذلك لارتفاع الأسعار في الأسواق العالمية على حد قول المصدرين".
وتوقع ابن محفوظ أن يصل هذا الارتفاع للسوق المحلية خلال شهر إلى شهر ونصف أي مطلع شهر رمضان، وأضاف "نتوقع ارتفاع الأسعار 10 في المائة عن الأسعار الحالية إذا ما استمر الارتفاع في الأسواق العالمية، أما في حال تراجعها ستتغير الأسعار بكل تأكيد".
وبيّن أن السعودية تستهلك 35 ألف طن سنوياً من البن، وتستورده من الحبشة بالدرجة الأولى (اللقمتي، الهرري)، ثم الهندي والبرازيلي.
ويرى بعض خبراء الأعشاب أن الهيل قد ينافس الأدوية المضادة للالتهاب، لأنه يقوم بالمهمة من دون كسر التوازن الموجود بين الجراثيم المتعايشة مع جلد الإنسان والجسم بشكل عام.
كما أشار بعض الدراسات الحديثة إلى أنه يمكن استخدام الهيل مع الشاي الأخضر من أجل الوقاية من الذبحات القلبية والسكتات الدماغية، كما أن المركبات الموجودة في الهيل والشاي الأخضر يمكن أن تخفض نسبة الكولسترول في الدم.