أوروبا ضعفت بسبب تدفق اللاعبين الأجانب إلا أنها لم تمت بعد

أوروبا ضعفت بسبب تدفق اللاعبين الأجانب إلا أنها لم تمت بعد

هل من قبيل الصدفة انه عقب شهر واحد من فوز انترناسيونالي بلقب دوري ابطال اوروبا لكرة القدم بدون أي لاعب ايطالي ضمن التشكيلة الاساسية للفريق ان تخرج ايطاليا من الدور الاول لنهائيات كأس العالم وتقبع في قاع مجموعتها؟
هل شعر أحد بالدهشة انه عقب مرور ستة اشهر من انطلاق مباراة ارسنال وبورتسموث في الدوري الانجليزي الممتاز بدون اي لاعب انجليزي في الملعب ان تخرج انجلترا من دور الستة عشر عقب تلقيها أثقل هزيمة في تاريخ مشاركاتها في كأس العالم؟
وعلى الرغم من ان البرازيل هي المنتخب الوحيد الذي فاز باللقب على اراضي قارة اجنبية بعد ان احرز اللقب في اوروبا وامريكا الشمالية واسيا كان من المفترض ان تتناسب "كأس العالم الشتوية" المقامة في جنوب افريقيا مع المنتخبات الاوروبية التي عانت دوما بسبب الاجواء الحارة في نهاية المواسم المحلية العصيبة.
ومع ذلك فان دور الثمانية سيضم ثلاثة منتخبات اوروبية فقط وهو اقل تمثيل على الاطلاق للقارة. وودعت منتخبات ايطاليا وفرنسا والدنمرك واليونان وسلوفينيا وصربيا وسويسرا البطولة من دور المجموعات. وقد ودعت انجلترا البطولة من دور الستة عشر وسيرافقها منتخبان من بين منتخبات هولندا وسلوفاكيا واسبانيا والبرتغال.
ويمكن مقارنة هذا بستة منتخبات في نفس المرحلة من كأس العالم اعوام 2006 و1998 و1990 وسبعة في اعوام 1994 و1958 و1982 عندما كان دور الثمانية يقام بنظام المجموعتين.
ولا يوجد لغز حقيقي خلف هذا التراجع إذ يبدو ان هناك اتفاقا شبه عالمي على ان التدفق الهائل للاعبين الاجانب لم يلحق الاذى بالمنتخبات الوطنية الاوروبية فقط بل انه عزز قوة الدول التي ينتمي اليها هؤلاء اللاعبين الوافدين.
فالأندية في كافة انحاء اوروبا تكدس صفوفها بلاعبين اجانب إذ يزيد عدد اللاعبين الاجانب عن النصف على صعيد فرق الدوري الانجليزي الممتاز كما ان الضغط المتمثل في ضرورة تحقيق نجاحات عاجلة والاموال المتاحة جعلت الاندية اقل حرصا على ضم لاعبين محليين لقطاعات الناشئين لديها. وقال فرانك ارنيسن لاعب منتخب الدنمرك السابق لرويترز عند مناقشة دوره كمدير للكرة في نادي تشيلسي "اذا استطعنا تصعيد لاعب واحد عبر نظام الناشئين الى الفريق الاول كل 18 شهرا فان هذا يعد نجاحا في حد ذاته" وهو هدف متواضع لم يستطع الفريق ان يحققه بعد.
وعندما تقوم الاندية ذات الموارد المحدودة بتصعيد لاعبيها عبر قطاعات الناشئين فان الاندية الكبيرة تسعى الى خطفهم بسرعة لتتركهم بعد ذلك في حالة ركود بينما يأتي "نجوم" الخارج ليلعبوا على حساب هؤلاء.
وقال ستيف كوبيل جناح منتخب انجلترا السابق ومدير رابطة الدوري الانجليزي الممتاز قبل انطلاق كأس العالم "أشعر حقا انه اذا استمر الوضع هكذا فان النطاق الذي يمكن ان نختار منه اللاعبين الانجليز سيتقلص كثيرا مما سيجعل من الصعب علينا للغاية ان نكون منافسين على اعلى المستويات."
واضاف "اعرف الحجة القائلة ان مستويات اللاعبين الانجليز ارتفعت بفضل اللاعبين الاجانب الا انه اذا لم يتمكن هؤلاء اللاعبين (الانجليز) من خوض ولو حتى مباراة واحدة فان هذه الحجة لن يكون لها مجال من الصحة."
وبينما يؤثر هذا الوضع على الكثير من المنتخبات الاوروبية بشكل عكسي فانه يفيد منتخبات اخرى. وفي التشكيلات المشاركة بكأس العالم هناك 20 من 23 لاعبا في منتخب البرازيل يلعبون في اوروبا و17 ارجنتينيا و15 لاعبا من اوروجواي و12 من تشكيلة تشيلي وتسعة لاعبين من باراجواي.
وقال المدرب اوسكار تاباريز عقب قيادته منتخب اوروجواي الى دور الثمانية لأول مرة خلال 40 عاما "اغلب ان لم يكن كل لاعبينا الصغار يلعبون في اندية في الخارج وقد استفادوا من الخبرة التي اكتسبوها من اللعب على مستويات عالية."
الا انه يبدو من المبكر بعض الشيء التوصل الى نتائج او ان يبدأ الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) او الاتحاد الاوروبي للعبة حملات لتقليص عدد اللاعبين الاجانب المسموح لهم باللعب في كل ناد.

الأكثر قراءة