سوق الربوع.. تميز تاريخي في طريقه للاندثار

سوق الربوع.. تميز تاريخي في طريقه للاندثار
سوق الربوع.. تميز تاريخي في طريقه للاندثار
سوق الربوع.. تميز تاريخي في طريقه للاندثار

ساهم موقع بيشة الجغرافي الذي يتوسط خمس مناطق هي: نجد، مكة المكرمة، الباحة، عسير، ونجران، في جعلها نقطة التقاء وذات أهمية تجارية على مدى التاريخ، حيث تلتقي فيها القوافل القادمة من اليمن والشام والعراق قديما، ما أفرز عددا من الأسواق الشعبية لعل أبرزها سوق الربوع ''الأربعاء'' أو سوق الروشن سابقا كما يحلو لأهالي بيشة تسميتها، والتي جاء ذكرها في عدد من الكتب التاريخية عندما زارها عديد من الرحالة الأوروبيين للمنطقة ودونوا معلومات عنها. السوق الآن تعاني منافسة الأسواق الأخرى والتي دخلت عليها في الخط، ولم تكتف بالمنافسة فقط بل سحبت البساط من تحتها، حيث غيرت بوصلة المتسوقين إلى اتجاهها هي، إضافة إلى نقل سوق الربوع من مكانها السابق إلى مكان آخر يبعد عن بيشة نحو 20 كيلو مترا ما ساهم في قلة المرتادين وعجزهم عن الوصول إليها.
''الاقتصادية'' زارت السوق وتجولت فيها ورصدت بعض التغيرات التي طالت السوق بعد نقلها من مكانها القديم إلى الجديد والذي أفقدها الكثير من توهجها، حيث لم يطلها التطور الذي تنشده وسط الازدحام الكبير الذي تشهده خلال أوقات الموسم، إضافة إلى رصد عديد من المطالب المتمثلة في الخدمات التي تحتاج إليها السوق لتواكب التطور.. إلى التفاصيل:

إرث تاريخي

سوق الربوع كانت ذات أهمية بالغة من الناحية التجارية، حيث تحط القوافل التجارية رحالها وسطها قادمة من اليمن إلى الشام والعراق والعكس محملة بالبضائع والحاجيات، نتج عنه أهمية جغرافية لمحافظة بيشة.
سوق الربوع نسبة ليوم الأربعاء، حيث تقام السوق بداية من فجر الأربعاء إلى أن تغيب شمس ذلك اليوم، لم يكن وليد اليوم بل تملك إرثا تاريخيا له باع طويل على مدى التاريخ منذ القدم، حيث جاء ذكر السوق في كتب التاريخ التي سطرها عدد من الرحالة الغربيين الذين جالوا فيها ودونوا معلومات عنها في كتبهم التاريخية.

#2#

غياب ملامح التطور

كل ذلك لم يشفع لسوق الربوع أو الروشن كما يحلو لأهالي بيشة تسميتها، في التطور والتقدم بل على العكس تماما، حيث لم تعد السوق في يومنا الحاضر كما كانت بل أصبحت سوقا عادية تغيب عنها ملامح التطور في جميع الجوانب، فلا يوجد فيها سوى مظلات قليلة ودورات مياه لا تكاد تفي بالغرض، ما يجعلها مهددة بالانقراض بعد العزوف الذي تعيشه ما يضعها على طريق الاندثار، ساهم في ذلك نقل السوق إلى مكان جديد يبعد عن المحافظة نحو 20 كيلو مترا الأمر الذي جعل المرتادين يتكاسلون عن الوصول إلى السوق لبعدها عن مساكنهم، إضافة إلى بروز أكثر من سوق منافسة لعل أبرزها سوق ''العطف'' و''النقيع'' وسوق الخميس، التي تفوق سوق الربوع في الإمكانيات, والإقبال عليها كبير من قبل مرتاديها، حيث تحظى بإقبال كبير من مختلف مناطق المملكة. وعلى الرغم من تأكيدات بلدية المحافظة على دراسة تطوير السوق والعمل على تلبية احتياجاتها إلا أن الوضع على ما هو عليه.

سلبيات الموقع الجديد

هنا، يؤكد محمد سياف الشهراني أحد مرتادي سوق الربوع، أن السوق تعد ذات قيمة اقتصادية كبيرة ومكانة تاريخية لا يغفل عنها أحد فهي من أشهر الأسواق في المنطقة، مشيرا إلى أن السوق تحظى بإقبال كبير من كافة مناطق المملكة، إضافة إلى الزوار من خارج الحدود السعودية.

وقال محمد سياف إن السوق عندما تم نقل موقعها من وسط المحافظة إلى الموقع الجديد أثر فيها، حيث غابت عنها الخدمات الضرورية كالمسجد ودورات المياه والمظلات الكافية سواء للسيارات أو للباعة داخل السوق، لافتا إلى أن ذلك تخطيط غير مجد من قبل بلدية المحافظة، حيث إنه يجب على البلدية – كما يقول – أن تخطط السوق على شكل دائرة حتى يتسع للكثير من السيارات والبضائع المختلفة المعروضة بدلا من المربع ''الشكل الحال''.
مطالب بالاهتمام

#3#

إلى ذلك، يقول عبد الله الشهراني أحد العاملين في سوق الربوع، إنهم يحتاجون كعاملين في السوق إلى السفلتة والتوسعة وتزويد السوق بالإنارة الكافية، مشيرا إلى أن السوق أصبحت مفتوحة بشكل يومي ولم تعد تقتصر على يوم الأربعاء كما كان متعارفا عليه سابقا. ويضيف محمل الجهمي أحد العاملين في السوق، إلى مطالب الشهراني بأن البلدية مطالبة بتطوير السوق بما يتلاءم مع شهرتها التاريخية فهي تعتبر معلما تاريخيا من معالم بيشة، فيجب العناية بها من ناحية النظافة وبناء مطاعم ووضع أرصفة وزيادة عدد المظلات الداخلية لمرتادي السوق والخارجية للمركبات، لتواكب التطور الذي تعيشه المحافظة بشكل خاصة والمملكة بشكل عام، ولما تحظى به السوق من إقبال كبير عليها.
البلدية: ندرس تطوير السوق
وهنا، يوضح فيصل الصفار رئيس بلدية محافظة بيشة، أن البلدية تعمل الآن على دراسة تطوير السوق من جميع النواحي لتواكب التطور الذي تعيشه بيشة، مشيرا إلى أن البلدية جهزت دورات مياه ومظلات وإنارة كمرحلة أولى، وستشهد السوق تطورا كبيرا بزيادة مساحتها وعمل السفلتة لها وزيادة الإنارة والمظلات وتنظيم السوق بالشكل المميز الملائم لها وسيكون هذا خلال هذا العام.

الأكثر قراءة