صوف الأغنام .. الاقتصاد الخامل والفرص المهدرة

صوف الأغنام .. الاقتصاد الخامل والفرص المهدرة
صوف الأغنام .. الاقتصاد الخامل والفرص المهدرة

بطرق بدائية وتقليدية، تدور في حفر الباطن – أو عاصمة الربيع – كما يحلو لأهلها تسميتها عمليات تجميع مئات الأطنان من أصواف الأغنام التي تنتج عن موسم الجز السنوي، قبل تصديرها إلى الخارج. في المحافظة التي تعد إحدى أهم أسواق المواشي في منطقة الخليج سوق أخرى هامشية إن جازت التسمية لكنها – وفق كثيرين – تحتاج إلى كثير من الإمكانيات من خلال العمل على إنشاء مصانع أو معامل للاستفادة من هذه الإمكانيات، حيث تسيطر عليها عمالة ماهرة بها. وخلال الفترة الماضية شهدت الحفر حركة نشطة في إتمام صفقات تصدير أصواف الأغنام إلى خارج البلاد، إذ من المتوقع أن يتم هذا العام تصدير نحو تسعة آلاف طن من الصوف السعودي بقيمة تصل إلى 120 مليون ريال. وطالب بعض أبناء حفر الباطن الجهات المعنية بتدريب الشباب على هذه العمليات ودعم إنشاء مصانع صغيرة لإنتاج الأصواف.

عمليا يبدأ جز الصوف في أواخر الربيع وبداية الصيف من كل عام، حيث يكون الطقس ملائما للماشية، وتتم عملية الجز إما يدويا باستخدام بعض المقصات الخاصة بهذه العملية تحديدا، أو ميكانيكيا باستخدام ماكينة خاصة لهذا الغرض، وتعتبر الأخير هي الأفضل كونها أسرع وآمن من المقصات اليدوية.
ووفقا لبعض المستثمرين في سوق الصوف، فإن حجم تصدير تجار محافظة حفر الباطن من الصوف الخام يصل ما بين 7000 و 9000 طن، بسعر يتراوح ما بين 1400 و 1600 ريال للطن الواحد، بقيمة إجمالية قد تتجاوز الـ 120 مليون ريال خلال الموسم الواحد ومدته ثلاثة أشهر تقريبا، وهي الفترة ما بين مرحلة جز صوف الأغنام ومن ثم شحنه كي يتم تصديره إلى الخارج.
وبحسب المستثمرين أنفسهم فإن التصدير يتم لعدة دول من أهمها: باكستان، تركيا، والهند والتي بدورها تعمل على تصدير هذا المنتج إلى بعض دول الاتحاد الأوروبي وخاصة المملكة المتحدة.

#2#

وتتم عملية جمع الأصواف مع بداية فصل الصيف، حيث يتم جز الصوف ومن ثم تنظيفه من الحسك، وتجميعه وكبسه في آلات مخصصة، وبعد ذلك يتم تصديره على شكل لفافات ''بالة'' ويبلغ وزن الواحدة 100 كيلو جرام، وتعتبر أنواع المواشي النعيمي الأبيض من أفضل أنواع الصوف وأكثرها طلبا، بسبب استخداماته المتعددة والتي تدخل في صناعة الألبسة الصوفية الثقيلة والخفيفة والسجاد باشكالة المختلفة.

وتحدث لـ ''الاقتصادية'' سعد بن عيفان العنزي ـ وهو مستثمر في مجال الأصواف ـ بالقول إن هناك إهمالا لتجار الصوف في محافظة حفر الباطن من خلال عدم الاهتمام بهم وحصولهم على أراض مخصصة لإقامة هذا النشاط أسوة بمربي الماشية. وقال: ''إننا نقوم بعملية جز الصوف في العراء إذ نتعرض للأمطار والظروف الجوية المختلفة، وليس لدينا موقع مخصص حيث نستخدم الخيام، وهي معرضة للخطر على اعتبار قربها من خطوط الضغط العالي القريبة جدا من محطة توليد الكهرباء''. وأضاف قائلا: ''نحن نريد موقعا مخصصا لتجار الصوف بالقرب من سوق الماشية، إذ إن بضاعتنا مكشوفة ومعرضة للتلف''.

ودعا العنزي إلى ضرورة الاهتمام بهذا المنتج المهم بشكل، إذ يعتبر الصوف أحد أهم المنتجات للثروة الحيوانية، ويحتل مركزا في اقتصاديات بعض الدول ويعتبر من موارد الدخل عند مربي الماشية. بينما قال سامر عبد الله – وهو مقيم سوري – إن السوق تعد جيدة لو وجد الاهتمام الكافي، وبين أن هذه السوق تحتاج إلى الاستثمار في مصانع للمنتج النهائي.

في السياق ذاته طالب عدد أخر من المستمرين في مجال تجارة الصوف، بإقامة مصنع غزل ونسيج ومصنع غسيل متكامل للصوف في حفر الباطن تستخدم فيه كافة الوسائل الحديثة للاستفادة من هذه الثروة، وتعزيز موقعها كأكبر سوق للماشية وتخفيف معاناة بعض المستثمرين من بيع الصوف خارجيا، مشيرين في الوقت ذاته إلى أن معظم مصدري الصوف السعودي يبيعون منتجاتهم بالأجل لمندوبي بعض الشركات الخارجية، إضافة إلى الاستفادة منه محليا لبعض شركات الألبسة والسجاد وبعض المفروشات والفائض منه يصدر خارجيا.

الأكثر قراءة