اللعب على وتر التنافس الشريف
من الطبيعي أن يكون التركيز وتسليط الضوء على الأشياء الإيجابية التي هي في الآخر تكون سببا لرسم صورة مثالية تعطي الانطباع المثالي والتوجه الصحيح لمفهوم الرياضة، والأخذ في الحسبان كل ما يكون موصلا إلى هدف سام وراق عن رياضة يكون فيها التنافس داخل أرضية الملعب ونبذ كل من يعتقد أن من أسباب إظهار حبه وولائه لنادية أن يكره ويعمل على نشر الكراهية للمنافسين، بل قد يصل الحال إلى الاهتمام بسقوط المنافس أكثر من اهتمامه بفريقة والعمل على تطويره. لهؤلاء أقول إن ما يحدث حاليا من موجة تعصب طاغية تلتف وتكبر بصورة مخيفة قد يكون في يوم من الأيام ليس من الممكن السيطرة عليها أو علاجها، ومن الممكن أن تتحول إلى داء ينتشر في أنحاء جسد المجتمع، وفي ذلك الوقت نتمنى أن لو كنا من دون رياضة.
أستطيع ربط الموضوع بأحداث يجب أن تكون هي من تستحوذ عليها عناوين الصحف والبرامج الرياضية ونشرها بصورة أكثر تركيزا من أجل نشرها لفئة لا يمكن لنا بأي حال من الأحوال تجاهلها، وإن كانت بحسبة النسبة والتناسب قد تكون الأقل، ومن أهم تلك الأحداث ترتيبا الرسالة الصريحة التي وجهها فهد المطوع رئيس نادي الرائد بعد وفاة أحد مشجعي نادي التعاون في مباراة أقيمت بين الفريقين، بتوجيه التبرع بدخل المباراة التالية لأسرة المتوفى. فذاك عمل ينصب تحت مفهوم الرياضة ميدان التنافس الشريف.
ثاني هذا الأحداث ما حصل لنادي النصر في مباراة الوصل ووقوف نادي الهلال ممثلا برئيسه الأمير عبد الرحمن بن مساعد مع نادي النصر وإظهار صورة المساندة لهم حتى وإن كانت من الناحية المعنوية.
ثالثها تأثير التلاحم بين رؤساء أندية الهلال والشباب والاتحاد والرائد والقادسية مع ممثل الوطن في دوري المحترفين الآسيوي والطلب من جماهيرهم المساندة والحضور لهدف واحد وهو الوطن، والعمل على مسح صورة''لإثبات ولائك لناديك أظهر مدى كرهك للأندية الأخرى''.
باختصار
ــ هناك من أعطوا مساحات من أجل العمل على نشر الوعي ومحو صورة التعصب انقلبت بهم المعادلة وأصبحوا رموزا للتعصب، فمتي يصبحون (من ذاكرة التاريخ).
ــ الإعلام شريك مهم في استمرار هذا الداء أو العمل على محوه تدريجيا متي عرف المسيرون للإعلام بخطورة توجههم أو مدى فائدته بنفس القوة سلبا أو إيجابا.
ــ دور رؤساء الأندية قد يكون الأهم في هذا الموضوع فمتي عملوا على نشر المحبة والأخوة ومبدأ التنافس الشريف سوف يكون نتائج ذلك واضحة وعلى المدى القريب.
ــ هناك مفهوم متداول وهو اعتقاد بعض رؤساء الأندية إلى أنهم مستقصدين أو محاربين والصحيح هو أنهم لا يعملون بصورة صحيحة فتكون نتائجهم كارثية ومن ثم يستعطفون جماهيرهم بأنهم مستهدفون.
خاتمة
يقول المثل الياباني:
أن تكون على حق، لا يستوجب أن يكون صوتك مرتفعا.