الأرجنتين مطالبة بإظهار معدنها الحقيقي إمام محاربي التايغوك
سيكون المنتخب الأرجنتيني مطالبا بإظهار معدنه الحقيقي عندما يتواجه غدا الخميس مع نظيره الكوري الجنوبي على ملعب "سوكر سيتي" في جوهانسبورغ في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثانية لمونديال جنوب إفريقيا 2010.
وكان منتخب المدرب دييغو مارادونا استهل مشواره في العرس الكروي بفوزه على نيجيريا بهدف سجله مدافع مرسيليا الفرنسي غابرييل هاينتسه في مباراة حصل فيها الأرجنتينيون على العديد من الفرص خصوصا عبر نجم برشلونة الأسباني ليونيل ميسي الذي قدم مباراة جيدة لكنه اصطدم بتألق الحارس النيجيري فنسنت انييما.
ويمكن القول إن الفوز على نيجيريا لم يعط صورة حقيقية عن مستوى منتخب "التانغو" لكن الوضع سيتغير أمام نظيره الكوري الجنوبي الذي يدخل إلى المباراة بمعنويات مرتفعة جدا بعد فوزه المستحق تماما على المنتخب اليوناني 2- صفر.
وحذر مارادونا من مغبة إضاعة الفرص لان هذا الأمر سيكلف فريقه غاليا، مضيفا "عندما لا تسجل من الفرص التي تسنح لك لحسم المباراة نهائيا في مصلحتك، فانك قد تدفع الثمن". وسيكون على المنتخب الأرجنتيني إن يكون أكثر فاعلية إمام المرمى الكوري خصوصا إن الأخير قادر في إي لحظة على الانتقال من منطقته إلى مرمى الخصم والوصول إلى الشباك، كما فعل مع اليونانيين، خصوصا إن الدفاع الأرجنتيني وبشكل خاص قلبي الدفاع والتر صامويل ومارتن ديميكيليس، يتسم اداؤه بالبطء.
وقد حذر لاعب وسط مانشستر يونايتد الإنكليزي بارك جي- سونغ الذي سجل الهدف الثاني لكوريا الجنوبية في مرمى أبطال أوروبا 2004، بان منتخب "محاربي التايغوك" قادر على إسقاط الأرجنتينيين، مضيفا "الأرجنتين هي أفضل منتخب في المجموعة، لكن إذا لعبنا كفريق كما فعلنا (ضد اليونان) فسيكون باستطاعتنا في تحقيق نتيجة جيدة".
وستكون مباراة غد المواجهة الثانية بين الأرجنتين وكوريا الجنوبية في النهائيات بعد عام 1986 في المكسيك عندما خرجت الأولى فائزة في دور المجموعات بثلاثة أهداف لخورخي فالدانو (هدفان) واوسكار روجيري في طريقها للظفر باللقب للمرة الثانية بعد 1978 وذلك بقيادة مدربها الحالي مارادونا الذي أكد إن فريقه لا يخشى إي منافس.
وفي حال نجح مارداونا في الفوز بمبارياته الست المقبلة مع المنتخب، اي الوصول إلى النهائي والفوز باللقب، سيصبح ثالث من يتوج باللقب العالمي كلاعب ومدرب بعد البرازيلي ماريو زاغالو والالماني فرانتس بكنباور.
لكن مارادونا لا يحبذ إن يقارن اسمه ببكنباور، وهو قال بهذا الصدد "في الواقع، أنا لست مثله على الإطلاق، لا يعجبني بكنباور ولن يعجبني أبدا.
القول باني ساعادل إنجازه يعني انه علي التنجيم...علي إن أكون مشعوذا، وأنا لست مشعوذا، أنا مدرب وحسب. علينا إن نطور أداءنا كثيرا إذا أردنا إن نلعب تلك المباراة السابعة (النهائي)". ويؤكد مارادونا انه يحاول اختبار العديد من خطط اللعب، وبان مهاجميه يتدربون بجهد لإيجاد طريقهم إلى الشباك، وهو الأمر الذي لم يحصل في المباراة الأولى إمام نيجيريا، خصوصا غونزالو هيغواين الذي أهدر فرصة وهو وحيدا في مواجهة المرمى.
وختم مارادونا "لا مكان للخوف في كرة القدم، من يشعر بالخوف عليه إن يبقى في منزله، لا يجب إن تشعر بالخوف على الإطلاق في كرة القدم". إما مدرب كوريا الجنوبية هاه جونغ-مو الذي واجه مارادونا عام 1986 عندما التقت الأرجنتين مع المنتخب الآسيوي في نهائيات مكسيكو، فأكد إن منتخبه أصبح أكثر ثقة بعد فوزه بمباراته الأولى وهو قادر على مفاجأة الأرجنتين، مضيفا "سنقدم كل ما لدينا لان لاعبي يقدمون أفضل مستوياتهم إمام خصوم من عيارهم (الأرجنتينيين)".
وتابع جونغ-مو الذي تفوق في المباراة الأولى بشكل تام على نظيره الألماني اوتو ريهاغل "الأرجنتين من بين المنتخبات المرشحة للفوز باللقب لكننا نملك لاعبين جيدين. في كرة القدم الفرق الصغيرة بامكانها دائما إن تفوز على الفرق الكبيرة".
وظهر منتخب "محاربي التايغوك" الذي يخوض النهائيات للمرة السابعة على التوالي والثامنة في تاريخه، بمستوى مميز جدا إمام اليونان إن كان من الناحية الدفاعية أو الهجومية التي اتسمت بالهجمات المرتدة السريعة والخطيرة جدا.
وبدا المنتخب الآسيوي بصورة مشابهة لتلك التي ظهر بها عام 2002 بقيادة المدرب الهولندي غوس هيدينك عندما وصل إلى الدور نصف النهائي على أرضه، وهو يأمل إن يكرر هذا العرض إمام الأرجنتين لكي يعزز حظوظه بعدم تكرار سيناريو النسخة الماضية في ألمانيا عندما ودع من الدور الأول بعدما حل ثالثا في مجموعته خلف سويسرا وفرنسا وامام توغو بخسارته إمام الأولى (صفر-2) وتعادله مع الثانية (1-1)، فيما فاز على الثالثة (2-1).
ويحتفل المنتخب الكوري الجنوبي إمام الأرجنتين بذكرى مرور 56 عاما على خوضه مباراته الأولى في نهائيات كأس العالم عام 1954 في مونديال سويسرا حين تلقى هزيمة ثقيلة جدا إمام المجر صفر-9، قبل إن يخسر بعدها إمام تركيا صفر-7.
نيجيريا- اليونان يدخل المنتخبان النيجيري واليوناني إلى مباراتهما على ملعب "فري ستايت ستاديوم" في بلومفونتين وهما يبحثان عن التعويض بعد إن استهلا مشواريهما بالخسارة.
من المؤكد إن المنتخب النيجيري بدا بشكل أفضل بكثير من أبطال أوروبا 2004 الذين لم يقدموا شيئا يذكر على الإطلاق خلال مباراتهم مع الكوريين، وإذا خاضوا مواجهتهم بالمستوى ذاته إمام "النسور الممتازة" فسيودعون على الأرجح النهائيات دون إن يسجلوا فوزهم الأول وهدفهم الأول في العرس الكروي، وذلك لان مشاركتهم الوحيدة السابقة عام 1994 انتهت بخسارتهم مبارياتهم الثلاث أمام كل من الأرجنتين وبلغاريا (صفر-4) و...نيجيريا بالذات (صفر-2).
ويبدو إن اليونان بعيدة كل البعد عن ذكريات 2004 عندما فاجأت العالم وتوجت بطلة لأوروبا على حساب البرتغال المضيفة بفضل الخطة الدفاعية التي اعتمدها مدربها الألماني اوتو ريهاغل.
لكن حارس المنتخب اليوناني الكسندروس تزورفاتس أكد إن فريقه سيستجمع قواه بعد خسارة المباراة الأولى من اجل محاولة الفوز على منتخب المدرب السويدي لارس لاغرباك، مضيفا "حاولنا إن نضع الانتقادات جانبا بعد الخسارة واستعادة توازننا بأسرع ما يمكن من اجل إن نكون جاهزين للمباراة المقبلة"، مشيرا إلى إن الكوريين استفادوا من أخطاء بسيطة من اجل الفوز بالمباراة.
وتابع "يجب إن نرى الصورة بأكملها، ومعرفة أين مكمن الخطأ. نيجيريا فريق قوي جدا. يجب إن نحلل مباراتنا بكافة نواحيها، وان نحلل مباراة نيجيريا أيضا (ضد الأرجنتين) لنرى ما يجب فعله من اجل الفوز".
إما ريهاغل الذي أصبح اكبر مدرب في تاريخ النهائيات (71 عاما)، فقد حذر لاعبيه بان الوضع لا يتحمل إي تعثر أخر، مضيفا "يجب إن نأخذ العبر من المباراة الأولى والمحافظة على تركيزنا إذا ما أردنا إن نحافظ على أمالنا في مواصلة المشوار. نحن قادمون لمواجهة أقوى فريقين في المجموعة".
ولن تكون مهمة رجال ريهاغل سهلة على الإطلاق لان نسور نيجيريا سيقاتلون من اجل الخروج بنقاط المباراة الثلاث والمحافظة بالتالي على أمالهم في تكرار سيناريو 1994 و1998 عندما تأهلوا إلى الدور الثاني مرتين على التوالي، والمفارقة إن تأهلهم في المرة الأولى جاء عن مجموعة ضمت الأرجنتين واليونان أيضا، إضافة إلى بلغاريا علما بأنهم خرجوا من الدور الأول عام 2002 وغابوا عن نهائيات 2006.