هاواي: الصينيون يفجرون أزمة في زعانف القرش .. والسلطات تحظره
لطالما كان طبق زعانف القرش، الذي يكلف 48 دولاراً، طبقا مفضلا للاحتفال بأعياد الميلاد الثمانين أو إكرام كبار الشخصيات من الزوار الأجانب في منذ افتتاح مطعم فيينا هو الصيني قبل 25 عاما. إلا أن زبائن مطعم كيرين لن يحتفلوا بهذه الطريقة ابتداء من الأول من تموز ( يوليو) 2011، حين تصبح هاواي أول ولاية أمريكية تحظر امتلاك زعانف القرش. وتحاول الولاية المساعدة على منع الصيد الجائر للأسماك وانقراض القرش في مختلف أنحاء العالم.
ويقول هو، الذي ترعرع وهو يراقب والده يبيع زعانف القرش في إطار تجارته بالمأكولات البحرية في هونج كونج: «سيكون هنا شيء ما ناقص، فجميع المطاعم الصينية المحترمة تقدم زعانف القرش».
في يوم الجمعة الماضي، وقعت ليندا لنجلي حاكمة ولاية هاواي، قانوناً يحظر امتلاك أو بيع أو توزيع زعانف القرش. وأقر مجلسي الشيوخ والنواب مشروع القانون بدعم واسع في وقت سابق من هذا الشهر.
وأثار القانون التذمر في أوساط الجالية الصينية الكبيرة في هاواي- أكثر من 13 في المائة من سكان الولاية هم من الصينيين أو من نصف صينيين. ويعتبر الكثيرون زعانف القرش طبقاً لذيذاً وجزءاً مهماً من الثقافة الصينية.
ويأتي هذا الحظر أيضا في الوقت الذي تتوقع فيه الولاية التي تعتمد على السياحة زيادة في عدد السياح الصينيين الأثرياء.
ويقول أصحاب المطاعم إن هناك نحو 12 مؤسسة في هاواي تقدم زعانف القرش، الذي ليس له مذاق رائع لوحده. إذ تأتي النكهة في أطباق زعانف القرش من المكونات التي يتم طهي الزعانف معها، سواء الصلصة الغنية التي يتم تقديمها مع الزعانف أو اللحم والدجاج اللذيذ في حساء زعانف القرش.
ويتناول الناس زعانف القرش بسبب فوائده الصحية المفترضة، حيث يزعمون أنه مفيد للعظام والرئتين والكلى ويساعد على علاج السرطان. وتعتبر زعانف القرش أيضا رمزاً يدل على مكانة ورقي المطعم، وطبقاً لإبهار الضيوف أو للاحتفاء بهم بصورة باذخة. وفي Kirin، الذي يقع في شارع مزدحم بالقرب من جامعة هاواي، يكلف طبق الحساء 17 دولارا.
وفي هونج كونج، قد يبلغ سعر زعانف القرش في بعض المطاعم الراقية ألف دولار.
ويقول جوهانسون شيو ، رئيس غرفة تجارة هونج كونج الصين هاواي: «لا أعتقد أنه يجب القول إن تناول زعانف القرش مخالف للقانون. فزعانف القرش هي جزء من الثقافة الغذائية، والصينيون لديهم ثقافة غذائية منذ أكثر من خمسة آلاف عام».
ويقول أنصار البيئة إن هذه الممارسة تؤدي إلى استنزاف خطير لأسماك القرش في جميع أنحاء العالم.
وتشير تقديرات تقرير أصدره الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة إلى أن 32 في المائة من أنواع القرش في المحيطات المفتوحة عرضة لخطر الانقراض، ويعود ذلك أساسا للصيد الجائر.
وقد سمع المشرعون في هاواي شهادة تقول إنه يتم قتل أسماك القرش للحصول على زعانفها بمعدل 89 مليون سمكة سنويا.
ويقول السناتور كلايتون هي، الذي قدم مشروع القانون في هاواي: «إنها ليست قضية محلية، بل قضية دولية».
وسيكون أمام المطاعم التي تقدم زعانف القرش فرصة حتى تموز (يوليو) المقبل للتخلص من مخزونها. وبعد ذلك، ستدفع المطاعم التي يتم ضبط زعانف القرش فيها غرامة تراوح بين خمسة آلاف دولار و15 ألف دولار للمرة الأولى. وإذا ضبطت للمرة الثالثة ستدفع غرامة بين 35 ألف دولار إلى 50 ألف دولار والسجن لمدة عام.
ويهدف القانون إلى تحقيق تقدم أكبر من القانون السابق الذي كان يهدف إلى السيطرة على انتزاع زعانف القرش- أي قطع زعانف القرش في البحر وإغراق جثته في المحيط- عن طريق حظر منع تنزيل زعانف القرش في موانئ هاواي.
ويقول الناشطون في مجال الحفاظ على أسماك القرش إنهم يأملون أن يلهم هذا القانون ولايات أخرى والحكومة الفيدرالية لتحذو حذو هاواي.
وتقول ماريا، المؤسسة والمديرة التنفيذية لمعهد أبحاث القرش في برينستون: «هذا القانون يمثل نقطة تحول. فهذا أمر مهم للغاية في مجال الحفاظ على أسماك القرش».
وقد تعرضت جهود الحفاظ على أسماك القرش لنكسة كبيرة في وقت سابق من هذا العام حين فشلت في آذار ( مارس) الماضي محاولة حماية ستة أنواع من أسماك القرش بموجب اتفاقية التجارة الدولية في الأنواع المعرضة للخطر (التي وقعت عليها 175 دولة).
ويرفض هيي، وهو من أصول صينية ومن سكان هاواي الأصليين، الجدل القائل إنه لا يجب حظر زعانف القرش لأنها جزء مهم من الثقافة الصينية. فهو يقول أن هذا الطبق لا يتناوله سوى نخبة قليلة في المطاعم الصينية. ويقول: «جرت العادة أن يتم تقديم زعانف القرش إلى أولئك الذي يستطيعون دفع تكلفته. إنها نشاط ينم عن قلة الاكتراث والميل إلى البذخ».
وفي المقابل، أشار إلى أن أسماك القرش لها جذور عميقة في ثقافة هاواي باعتبارها آلهة الأجداد، وتحتل مكانة بارزة في الأساطير القديمة.
وربما تكون قوة القانون رمزية في المقام الأول بالنظر إلى أن هاواي هي سوق صغيرة لزعانف القرش، خاصة مقارنة بهونج كونج. وتشير تقديرات الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة إلى أن هونج كونج تتعامل مع ما لا يقل عن 50 في المائة، وربما 80 في المائة، من تجارة زعانف القرش في العالم.
ويقول بعض مديري المطاعم- داخل وخارج المنطقة السياحية إن أكثر زبائنهم من عشاق زعانف القرش هم من السياح اليابانيين الذين يحبون طلب الطبق لأنه أرخص بثلاث أو أربع مرات هنا عنه في اليابان.
ويقول ديفيد شوي، مدير مطعم الأطعمة البحرية: «أشك كثيرا في أن الناس ستصاب بخيبة أمل».
ويأمل كاروب كوكس ، رئيس مجموعة مراقبة البيئة في هاواي، أن تجعل الحاكمة فرضَ القانون أولوية عالية. وسيتعين على دول أخرى أيضا أن تلتزم بالحد من تجارة زعانف القرش لكي يكون لهذه القيود تأثير فعال، كما يقول.
ويقول كوكس: «يتعلم الناس التحايل على القانون، خاصة حين يكون لديك منتج مكلف وعليه طلب».