جنوب إفريقيا: ملاك الفنادق يشعرون بالاستياء .. الغرف خالية مع أول أيام المونديال

جنوب إفريقيا: ملاك الفنادق يشعرون بالاستياء .. الغرف خالية مع أول أيام المونديال

جنوب إفريقيا: ملاك الفنادق يشعرون بالاستياء .. الغرف خالية مع أول أيام المونديال

جماهير كرة القدم التي تصل إلى جنوب إفريقيا لا يتم استقبالها فقط بأصوات الفوفوزيلا من جانب الجنوب إفريقيين، ولكن باللافتات التي يحملها أصحاب نزل الإٌقامة التي تحمل عبارات تحاول إغراء المشجعين للإقامة في نزلهم. ومن بين هؤلاء جيليس فرامبتون الذي يدير نزل ''ثاتش'' في ضواحي جوهانسبرج.
ووقف فرامبتون في قاعة استقبال مطار أور تامبو حاملا لافتة تقول ''أماكن الإقامة الفاخرة وبأسعار معقولة لجماهير كرة القدم الواعدة''. وقال فرامبتون ''قررت عدم الذهاب مع الشركة التي تعمل رسميا مع الفيفا (الاتحاد الدولي لكرة القدم)، لم تعجبني الشروط والأجواء التي يعرضونها''.
وتعرضت الشركة التي يطلق عليها ''ماتش'' لانتقادات من جميع الأطراف بسبب الطريقة التي تعاملت بها فيما يتعلق بمسألة الإقامة خلال كأس العالم التي تقام في الفترة بين 11 حزيران (يونيو) و11 تموز (يوليو). وأوضح ''الفندق عندي كامل العدد، مجرد بعض الأيام هنا وهناك، حسابيا جميع الزائرين حصلت عليهم بنفسي عبر الإعلان في المطار''.
وأعرب فرامبتون عن اعتقاده بأن هناك عروض إقامة أكبر من طلب المشجعين على الغرف، لا بد أن هناك 20 وأكثر منا يعرضون عروض إقامة''. وأكد فرامبتون أنه رفع أسعاره بنسبة لا تزيد على 15 دولارا، بما يصل إلى 69 دولارا في الليلة، ''هناك بعض دور الضيافة التي ضاعفت أسعارها ثلاث مرات، وأعتقد أن ذلك ضرب من الجنون، ولكني لا أريد أن أقول أكثر من ذلك''.
وقال فرامبتون الذي اشترى بعض تذاكر المباريات، الذي يستعد لحضور المباراة الافتتاحية التي تجمع في وقت لاحق اليوم بين جنوب إفريقيا والمكسيك، إن لديه حاليا مشجعين من المكسيك وأستراليا وألمانيا ومشجعا إنجليزيا وحيدا في الفندق الخاص به. وأضاف ''الجميع يجلسون في الجوار ويستمتعون بوقتهم، في الحقيقة إنني في طريقي الآن إليهم''. وتعرضت شركة ماتش المرتبطة بأين شقيق السويسري جوزيف بلاتر رئيس (الفيفا) لانتقادات لاذعة في جنوب إفريقيا في ظل تذمر عديد من الفنادق ونزل الضيافة من أن الشركة تعهدت لهم بالكثير، ولكنها نفذت القليل فقط.وقالت مالكة إحدى مؤسسات الضيافة في جوهانسبرج رفضت الكشف عن اسمها إنها لم تكن لتوقع عقدا مع الشركة لو كانت تعلم أن الأمور ستسير بهذا الشكل. وأضافت ''لقد قدموا عديدا من الوعود ونفذوا قليلا منها، لقد أعادوا الغرف متأخرا جدا ، لذا لم يكن هناك مجال لتسويقها لجهة أخرى''. وأكدت ''أعرف أماكن استثمرت بشكل ضخم في تحديث غرفها وفقا للمعايير المحددة، ولكنهم الآن خسروا كل شيء دون أن يحصلوا على أي تعويض''. وأوضح داني فان فورين مالك فندق ''أكواسيني بلاس ريست جيست هاوس'' في جوهانسبرج إنه وأصحاب فنادق أخرى غاضبون من (الفيفا) لإلغاء الحجوزات قبل أسبوع واحد من انطلاق كأس العالم.
ويرفض (الفيفا) دفع أي عربون بعد أن حجز في البداية 270 غرفة، ثم 100 غرفة قبل شهرين و100 غرفة أخرى الشهر الماضي، وفجأة يوم الأحد ألغى (الفيفا) باقي الغرف الـ 70، وسمعت قصص مشابهة من ملاك آخرين، وفقا لفان فورين الذي يقع الفندق الذي يمتلكه في أوكلاند بارك على بعد عشر دقائق من سوكر سيتي.
وأكد فان فورين أنه منذ إلغاء (الفيفا) حجوزاته نجح في شغل 70 في المائة من الغرف عبر الإعلان في مواقع إلكترونية غير تابعة لـ (الفيفا).
ولا يختلف الوضع كثيرا في المدن الأخرى، حيث تتوقع كيب تاون نسبة إشغال 60 في المائة فيما تتوقع دربان نسبة إشغال أقل تبلغ 40 في المائة.
من جهة أخرى ترتكز شاشات بلازما تلفزيونية في الغرف والشرفات التي تطل على ملعب للجولف، وجميع وسائل الراحة الحديثة التي يمكن للمرء أن يحلم بها.
هكذا هو الحال في منتجع ''فيرواي ريزورت آند سبا'' في جوهانسبرج، حيث تقيم بعثة المنتخب البرازيلي بسعادة قبل أولى مباريات الفريق في مونديال جنوب إفريقيا أمام كوريا الشمالية الثلاثاء المقبل. ويتعلق الأمر بفندق جديد تماما، حيث افتتح قبل قليل من المونديال، والبرازيليون هم أول ضيوفه. قبل وصول لاعبي البرازيل، لم يكن أحد قد غفا في الأسرة الـ ''كينج سايز'' الموجودة في الغرف، التي تضم كل واحدة منها جهاز تلفاز بشاشة بلازما حجمها 32 بوصة. وعلى خلاف ما حدث في مونديالات أخرى، لا يحتاج لاعبو الفريق المتوج بطلا للعالم خمس مرات من قبل إلى رفيق: فالغرف لفرد واحد. وعندما يشعرون بالوحدة، ينتقل البرازيليون إلى قاعة الألعاب حيث يخوضون ''بطولات'' متوازية لتنس الطاولة و''السنوكر'' و''البلاي ستيشن''. أما كاكا وجوليو سيزار وجوليو باتيستا فيفضلون مباراة جولف في ملعب ''راند بارك'' المجاور.
ويخضع الفريق البرازيلي لحماية صارمة، حتى داخل الفندق، حيث يقيم 30 من أفراد الأمن، من بينهم رجال الشرطة السرية الجنوب إفريقية، ويتمتعون بخصوصية تامة. فقط موظفو وأعضاء ''راند بارك جولف كلوب'' يتمكنون بين وقت وآخر من رؤية نجوم السامبا. وحتى ذلك لا يحدث عن قرب، فأعضاء النادي الأنيقون يكتفون بالنظر إلى اللاعبين عن بعد، من على متن سيارات انتقال الجولف الصغيرة أو من خلال جلساتهم في الحانة، أما الموظفون فلا يجرؤون على الاقتراب.
وربما كانت الأجواء ''معقمة'' بعض الشيء، لكن ذلك لا يسبب الإزعاج حيث يؤكد المتحدث باسم الفريق رودريجو بايفا أن المجموعة كلها تشعر بالرضا عن اختيار ''منزلهم'' في جنوب إفريقيا: ''لو التقطت إحدى الكاميرات صورا بزاوية 360 درجة وقيل إننا في سويسرا، فلن يشك أحد في ذلك''. وأوضح بايفا في حوار مع مجموعة صغيرة من الصحفيين ''إننا في مكان رائع، ممتاز. فندق لم يتم استخدامه من قبل. كنا ثاني بعثة تصل إلى جنوب إفريقيا بعد أستراليا. لو تأهلنا إلى المباراة النهائية فسنكون أكثر المنتخبات تمضية للوقت في البلاد. كنا بحاجة لمكان كهذا''.
ولم تحتج البرازيل لوقت طويل لاختيار ''منزل'' المنتخب الوطني. ففي العام الماضي، عندما أحرز راقصو السامبا لقب كأس القارات للمرة الثانية على التوالي، جرب الفريق عدة فنادق لكنهم لم يختاروا أيا منها. وهو ما يبرره بايفا بقوله ''لم يف أي منها باحتياجاتنا''. وإزاء هذه الصعوبة، راهن راقصو السامبا على مشروع ''فيرواي ريزورت آند سبا''، الذي كان لا يزال قيد التنفيذ ووفقا للشائعات كان محط أنظار البرتغال أيضا. ويقول المتحدث برضا واضح ''فقط جنوب إفريقيا اختارت فندقها بعدنا. نظريا كنا آخر من يختار، لكننا اخترنا الأفضل''. ويبدو أن لاعبي المدير الفني كارلوس دونجا بدورهم يشعرون بالرضا. حتى إن غالبيتهم لم يفضلوا الخروج يوم الثلاثاء الماضي خلال آخر أيام الإجازات قبل استهلال المونديال بمواجهة كوريا الشمالية يوم 15 حزيران (يونيو) الجاري.

الأكثر قراءة