الأساطير أم الفتية الواعدون!
الأساطير أم الفتية الواعدون!
تحتاج الأعراس والحفلات الكبرى إلى مدعوين من الطراز الرفيع، ولن تخرج نهائيات كأس العالم في جنوب إفريقيا 2010 عن هذه القاعدة. إذ يستعد عشاق الساحرة المستديرة لمتابعة فصول أم البطولات، التي تنطلق اليوم، وسيكونون على موعد فريد لمشاهدة نجوم هذه الرياضة من كثب. وتعج المنتخبات الـ 32 المشاركة في هذه النهائيات بالنجوم من كل حدب وصوب ومن جميع التخصصات، كما تمتلك لاعبين قادرين على خطف أنظار الجماهير كيفما كانت أذواقهم، إذ هناك من المشجعين من يحبذ المراوغات الفذة، وينتظر بفارغ الصبر رؤية مهارات لاعب مثل: كريستيانو رونالدو واختراقاته الذكية، وهناك في الطرف الآخر من لا تحركه سوى تدخلات المدافعين الصلبة، ويقدر بأس مدافع مثل: نيمانيا فيديتش أو تدخلات حارس ماهر مثل جيانلويجي بوفون. كما أن هناك من الجماهير من لا يهلل إلا لبراعة فرانك ريبيري وضغطه الحثيث نحو شباك الخصوم، وهناك من يفضل التسديدات القوية السامة، التي تعتبر سلاح ويسلي شنايدر المفضل.
وستدخل بعض المنتخبات مسابقة كأس العالم معززة بكم هائل من النجوم والأسماء اللامعة. وينطبق هذا الأمر على كتيبة الأرجنتين، التي ستعتمد في النهائيات على خدمات أفضل لاعب في العالم لسنة 2009 ليونيل ميسي، الذي اعتاد مفاجأة الجماهير والمشجعين، وستكون كتيبة ألبيسيليستي مدعومة أيضا بالقدرات الهجومية الكاسحة لكارلوس تيفيز ودييجو ميليتو وجونزالو هيجواين وسيرخيو أجويرو. كما سيستفيد منتخب التانجو من خبرة قائده خافيير ماسكيرانو ودهاء مدربه دييجو أرماندو مارادونا.
أما منتخب البرازيل، حامل لقب كأس العالم خمس مرات، فيعج بالنجوم رغم اعتماد المدرب دونجا على اللعب الجماعي. إذ تألق بين صفوفه في السنوات الثلاث الماضية لاعبون من العيار الثقيل، ويأتي على رأسهم كل من كاكا وروبينيو والحارس الأمين جوليو سيزار والمدافع الصلب لوسيو.
أما في القارة العجوز، فقد نالت المجموعة الإسبانية الحالية احترام الخصوم تدريجياً، واستطاعت الفوز بالعديد من الألقاب في الفئات الصغرى، قبل أن تكرس هيمنتها وتفوز بكأس أوروبا سنة 2008. وسيدخل أبناء فيسنتي دل بوسكي العرس الإفريقي بمعنويات مرتفعة، لا سيما بوجود مهاجمين من طينة دافيد فيا وفيرناندو توريس، ولاعبي وسط من حجم تشافي هيرنانديز وأندريس إنييستا، وحارس ماهر بقيمة إيكر كاسياس.
كما ستتجه الأنظار إلى كتيبة إنجلترا بقيادة المدرب فابيو كابيلّو، إذ يمتلك منتخب الأسود ثلاثة لاعبين متمرسين ومتعددي التخصصات، من قبيل صانعي ألعابه فرانك لامبارد وستيفن جيرارد، اللذين ألفا تسليم كرات في طبق من ذهب للمهاجم الفذ واين روني، علماً بأنهما عودا الجمهور كذلك على الرجوع لتعزيز المنظومة الدفاعية بقيادة جون تيري.
ويترقب الجمهور الإفريقي ظهور ممثليه في النهائيات بفارغ الصبر. إذ تأكدت إمكانية حضور ديدييه دروجبا مع منتخب كوت ديفوار، بينما يعول منتخب الكاميرون على صامويل إيتو ويمني النفس بتألق جديد على غرار ما حققه هذا الموسم مع إنتر ميلان. أما غانا، التي حرمت من خدمات ميكيل إيسيان، فستعتمد على مهارات ستيفن أبياه وسولي مونتاري في وسط الميدان، وستكون مدعومة ببعض المواهب الشابة. بينما يثق جمهور الجزائر في براعة كريم زياني ورفيق صايفي، ويأمل النيجيريون في تألق أوبافيمي مارتينز والمخضرم نوانكو كانو.
وماذا عن أنصار منتخب جنوب إفريقيا؟ لقد أظهرت دراسة أنجزها الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" آذار (مايو) الماضي أن جمهور هذا البلد واثق بتألق ممثليه في العرس العالمي، كما تكبر الآمال وتزداد مع اقتراب موعد ركلة البداية. لذلك ستتجه الأنظار خلال الأسابيع القليلة المقبلة إلى أعضاء كتيبة "بافانا بافانا"، وستصير أسماء لاعبيها على كل لسان في بلاد نيلسون مانديلا.
ويتجاوز الاهتمام بنجوم كأس العالم حدود البلد المضيف، ويثير شغف العالم بأسره. إذ يحظى لاعبو الوسط بارك جي سونج وشونسوكي ناكامورا وتيم كاهيل باهتمام جماهير آسيا، بينما تعتبر جماهير أمريكا الشمالية لاندون دونوفان نجمها المفضل.
تلك كانت أسماء بعض اللاعبين المتألقين الذين ما زالوا يبحثون عن مزيد من الألقاب. لكن ذلك لا يعطيهم أي أسبقية على اللاعبين الآخرين. إذ إن التطور والتجديد هو سنة الرياضة، ولاشك أن كأس العالم مناسبة لبروز لاعبين جدد واكتشاف مواهب صاعدة.
ومنذ بداية هذه العام بدأت وسائل الإعلام في تقديم أبرز لاعبي المنتخبات المتنافسة على لقب كأس العالم جنوب إفريقيا 2010، ولاشك أن منهم من يمني النفس بالحصول على جائزة هونداي لأفضل لاعب واعد، وبخاصة الجوهرتين المكسيكيتين، كارلوس فيا وجيوفاني دوس سانتوس، والألمانيين توماس مويلير وتوني كروز والنيوزيلندي كريس وود، إذ سيبذلون خلال العرس العالمي جهوداً مضاعفة من أجل لفت انتباه فريق الدراسات الفنية المكلف باختيار أفضل اللاعبين. ستجتمع إذاً نخبة كرة القدم العالمية جنوب القارة الإفريقية بين 11 حزيران (يونيو) حتى 11 تموز (يوليو)، وسيكون من الصعب على الجماهير اختيار لاعب مفضل واحد بالنظر إلى هذا الكم الهائل من المواهب والنجوم والأسماء اللامعة.