إنسانيا: الحماقة أن تحزن
بعض الأحداث لا يعرف المرء خفاياها إلا بمرور الزمن. هذا الأمر يحدث على صعيد التاريخ الشخصي والتاريخ العام. فما ردة الفعل المترتبة على هذا الأمر إن كانت للحكاية ذيول سلبية؟ هل تشعر بالحزن؟ هل تعيد فتح الأوراق لتمنح نفسك مزيدا من الألم؟
العقلاء يؤكدون أن من الحماقة البحث في الدفاتر القديمة. وحكماء العوام قالوا لنا بلغة بسيطة إن : كلام في الماضي نقص. وهذا صادق وحقيقي بنسب عالية جدا.
لكن أحيانا تفوت هذه الأمور على الحصيف، فيجد نفسه جزءا من صراع ليس طرفا فيه، وفي الشأن العائلي تتحول مقولة (أنا وأخوي على ابن عمي...) إلى دستور يتم من خلاله خرق كل القواعد، ويتمدد العداء والنزاع الذي قد يكون محصورا بين طرفين ليصبح قطيعة كاملة وجماعية ينبغي أن ينضوي تحت لوائها من يرغب في عدم طرده من رحمة الجماعة.
أحيانا حينما يكتب المرء عن هذه الأمور، يحاول أن يستشرف مواطن الجمال والبياض هنا وهناك، ورب مخطئ في حقك في الماضي جاءك يوما ليقول لك: لقد أخطأت. وإن لم يحدث مثل هذا الأمر إلا في الأفلام الهندية والعربية، فيكفي شعورك من الداخل بأنك بصدد أن تصبح أكثر سموا ورُقيا مما كنت عليه بالأمس. وهذا يجعل رصيدك على الصعيد الإنساني أكبر.