تزايد علامات الاستفهام حول قدرة جنوب أفريقيا على احتواء المشجعين خلال المونديال
تزايد علامات الاستفهام حول قدرة جنوب أفريقيا على احتواء المشجعين خلال المونديال
تحدث رئيس جهاز الشرطة في جنوب أفريقيا بيكي كيلي عن استعدادات الشرطة لحماية المشجعين خلال نهائيات كأس العالم لكرة القدم التي تنطلق الجمعة المقبل ، مؤكدا "أننا مستعدون لكافة الاحتمالات". ولكن حادث التدافع بين المشجعين الذي وقع أمس الأحد خلال المباراة الودية بين كوريا الشمالية ونيجيريا وأسفر عن 16 مصابا أحدهم في حالة خطيرة ، يظهر صورة مختلفة. وتعرض شرطي لإصابات بالغة بعد تعرضه للدفع من جانب ألاف المشجعين الذين حاولوا دخول استاد ماكولونج في تيمبيسا شمال جوهانسبرج لمشاهدة المباراة الودية التي تم فتحها بالمجان للجماهير.
وكان الملعب الذي يتسع لعشرة آلاف مشجع ممتلئ عن بكره أبيه بالفعل ، ولكن أعداد غفيرة من الجماهير احتشدت أمام الأبواب وهي تشعر بخيبة الأمل لمنعها من الدخول. وفتحت الشرطة البوابات مرتين من أجل السماح للمزيد من المشجعين بالدخول ، فحدثت عمليات تدافع أسفرت عن سقوط بعض الأشخاص تحت الأقدام. ونقلت صحيفة "ذا ستار" الصادرة من جوهانسبرج عن واحدة من المشجعات في الصفحة الأولى "اعتقدت بأنني احتضر ، كنت في الأسفل". وسعى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لأن ينأى بنفسه عن الحادث ، منوها عن أن الاستاد ليس من ضمن ملاعب كأس العالم وأن الفيفا ليس مسئولا عن تنظيم المباراة. وأوضح الفيفا أنه مازال على "كامل الثقة" بشأن عملية تنظيم كأس العالم.
ونفت الشرطة أيضا أنها غير مستعدة عبر القول بأنها فعلت "جميع ما في وسعها لمنع وقوع وفيات أو إصابات" وألقت باللوم على منظمي المباراة. وقال فيشنو نايدو المتحدث باسم الشرطة لوكالة الأنباء "لقد كانوا يوزعون التذاكر خارج الاستاد ، هذا أمر جنوني". وقبل تسعة أعوام وفي مكان ليس ببعيد عن تيمبيسا ، تعرض 43 شخصا للموت دفعا عندما حاول المشجعون اقتحام استاد إليس بارك ، أحد ملاعب كأس العالم ، في منتصف جوهانسبرج ، خلال المباراة بين كايزر شيفس واورلاندو. وتكرر الحادث المأساوي مجددا العام الماضي في كوت ديفوار ، حيث لقي 19 شخصا مصرعهم في عملية تدافع بين الجماهير خلال المباراة أمام مالاوي في التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم.
وفي عدد من هذه الحوادث يتم إلقاء اللوم على حالة اللامبالاة بين المشجعين. وقال كولونيل الشرطة هونجواني مولاودزي لوكالة الأنباء "إنها عادة في مباريات كرة القدم أن تأتي الجماهير متأخرة". وتضاعفت حدة حادث الأمس بسبب توزيع التذاكر المجانية ، وهو الأمر الذي جاء بناء على توصية الفيفا ، الذي طلب من الفرق المشاركة في كأس العالم السماح بدخول الجماهير بالمجان خلال إحدى المباريات الودية السابقة للبطولة. وانتشر الخبر سريعا في تيمبيسا ، وهي بلدة صغيرة بنيت منازلها واكواخها من الطوب والصفيح مما أسفر عن إغراق الملعب.
وعلى نقيض عرض استعدادات كأس العالم في جوهانسبرج مؤخرا والتي شهدت هبوط رجال الشرطة من مروحيات إلى أسفل باتجاه أهداف محددة ، شهد حادث الأمس "حالة من القهر" ، حسبما أكد مولاودزي. وكتبت صحيفة "ذا تايمز" البريطانية قائلة "الحادث سيزيد من علامات الاستفهام حول قدرة جنوب أفريقيا على استضافة كأس العالم ، اكبر حدث رياضي في العالم". وحضر 75 ألف مشجع إلى استاد سوكر سيتي في قرية سويتو الشهر الماضي لمشاهدة المباراة الودية بين جنوب أفريقيا وكولومبيا ، ولكن هذا اليوم مر بدون أي حوادث. ومنعت السيارات من الوقوف بالقرب من الاستاد وعمد رجال الشرطة إلى إبطاء زحف الجماهير نحو البوابات الدوارة. وحصل نحو 8.5 ألف شرطي على تدريبات في السيطرة على الجماهير وقامت الشرطة بشراء عشر وحدات جديدة من مدافع المياه يتم الابقاء عليها خارج الملعب واستخدامها في حالات الطوارئ. وفي ديسمبر الماضي اصطف نحو 50 ألف مشجع في شارع ضيق في كيب تاون لمشاهدة قرعة كأس العالم ، ولكن هذه المناسبة مرت بسلام بعد قامت الشرطة بفتح الشوارع الجانبية لاحتواء الكثافة الجماهيرية.