ضرورة مواصلة التدريب طيلة الحياة المهنية
عندما يدور الحديث عن التعليم والعملية التربوية يتضح الدور الكبير للمعلم نظراً للمركز الأساسي الذي يحتله في النظام التعليمي والتربوي, ومع تطور العلوم النفسية والتربوية والتي أكدت ضرورة الاهتمام بالمتعلم وجعلته محوراً للعملية التعليمية، وفي ظل الانفجار المعرفي والتطور السريع المستمر لا يمكن أن نتوقع إمكانية تزويد المعلمين بكل ما يحتاجون إليه من معلومات ومهارات واتجاهات قبل الخدمة, ولهذا لا بد من متابعة تدريبهم طيلة حياتهم المهنية.
لأنه لم يعد يكفي أن يتقن المعلم مادته العلمية بل أصبح من الضروري أن يكون متمتعاً بكفايات شخصية متكاملة وقدرات خلاقة, ومُعداً إعداداً جيداً علمياً وثقافياً ومهنياً وتكنولوجياً قادراً على فهم حاجات طلابه وعلى توجيههم وإرشادهم لتيسير مشاركتهم الفعالة وحفز تعلمهم, وقادراً كذلك على استخدام أفضل الوسائل والأساليب لتقديم مادته العلمية، كما أصبح عليه أن يساعد طلابه على الوعي بمشكلات مجتمعاتهم والمساهمة في حلها وتعويدهم الانضباط الذاتي واحترام الغير، هذا إضافة إلى قدرته على تنمية ذاته وتجديد معلوماته باستمرار.
ومن المهم أيضا الاهتمام بمهارات تطوير الذات للمعلم على المستويين الاجتماعي والأخلاقي حتى يساعد على تكوين نفسي أفضل للطلاب.
ولكل ما تقدم يحتل المعلم مكانة مهمة في النظام التعليمي والتربوي, فهو عنصر فاعل ومؤثر في تحقيق الأهداف وحجر زاوية في أي إصلاح أو تطوير، لذا بات من الضروري النظر في أعمال ووظائف المعلمين باستمرار والعمل على جعلهم واعين لتطور أدوارهم ومستعدين للقيام بالأدوار الجديدة على أكمل وجه في سبيل تحقيق أهداف مجتمعهم .
* "هذه المادة منتقاة من "الاقتصادية الإلكترونية" تم نشرها اليوم في النسخة الورقية"