ليس لنا من الأمر شيء .. !
تمر علينا الكثير من المواقف نحتاج بها للبس الأقنعة ليس كذبا وزورا , ولكن لنخفي ملامح الخيبة أو الدهشة أو الاستنكار الذي لا جدوى منه فيظهر الواحد منا كالصغير الذي يطاول بعنقه حديث الكبار وهم لا يلقون له بالا و لا يكترثون حتى بوجوده .
حين ينفي الواحد منا نفسه خارج زمنه أو مكانه يصبح كالمبتور الأعضاء لا يستطيع أن يصوغ فكره أو يترجم مشاعره إلا بحزن , ولا يخرجها إلا بعشوائية أو ضبابية على حفنة من تراب , فقد جذوره .. يدفع فاتورة الألم لوحدة وقد لا يكون له بذلك بيع ولا شراء ...
ربما سنحتاج لتركيب عقول كثيرة من أتربة مختلفة وحقب متباينة لندرك كيف يفكر من يبحث عن ذاته وقد فقد حيلته وثقل ظهره وتحجرت قدماه كيف نستطيع أن نقول له , تعقل , كن كالمتجملين بزي التحضر ...
كيف يستطيع هو أن يستقيم ليرى , ويعتدل في جلوسه ليحدثهم ...
لا شك أننا نستهلك أطنانا من الوقت في مطاحن الهواء حين لا نجد ملاذا آمنا تتحرك به أطرافنا وتجول به أحاسيسنا فنعجن الهم خبزا ليلة الجوع ...
ونخزن في مساحات ضيقة فتات قناعات يبني عليها العنكبوت بيته في تحد صارخ لإهمالنا ...
ونعيش حالة الوهم في تجاذب غريب بين الريح ومطاحن الهواء ...
تجاذب قد يتخاذل في لحظة واحدة ! أو كمثل سُمار يقطعون ظلمتهم بالأهازيج إذا قام واحد منهم نظروا لغيره فإذا قام حولوا النظر , هكذا بلا مبدأ يبدلون حديثهم كأحذيتهم الملاقاة على حواف السهر ...
قد نكون متطرفين أحيانا في بعض تصوراتنا , نحسبها تجرنا لما تريد ونشعر بها مضاعفة كالمشجب معلقة على صدورنا , فإما أن تمنحا السعادة الكاملة أو نمنحها التعاسة الكاملة ...
ولا ننظر للحلول بين ذلك والاعتدال الذي هو أساس وركيزة كل ما هو صحي ومستقيم ....
ليس لنا من الأمر شيء ... حين لا تكون أفعالنا ترجمة لأحاديثنا حين لا يكون الحبر امتدادا من مجرى الدم وآثار القدم ...