مركز دبي المالي العالمي يحتضن ندوة الأوضاع الراهنة والآفاق المستقبلية للتمويل الإسلامي
استضاف معهد حوكمة الشركات "حوكمة" بالتعاون مع قسم القانون الدولي في جمعية المحامين الأمريكية أخيرا ندوة تحمل عنوان "الأوضاع الراهنة والآفاق المستقبلية للتمويل الإسلامي: مراجعة ما تحقق والمضي قُدُماً"، وذلك في مركز دبي المالي العالمي.
استمر الحدث يوماً كاملاً شهد خلاله حواراً شاملاً وغنياً بالمعلومات حول القضايا الحيوية التي تواجه قطاع التمويل الإسلامي. وشارك في الندوة متحدثون بارزون من مختلف أنحاء العالم، بينهم فقهاء في الشريعة، وخبراء مصرفيون، ومحامون، وممثلون عن الهيئات التنظيمية، ومختصون في الامتثال للقوانين، إضافة إلى عدد من الصحافيين. وجرت مناقشة عديد من الموضوعات التجارية والقانونية والتنظيمية والتحديات التي تواجه قطاع التمويل الإسلامي. وحظيت الندوة برعاية مكتب المحاماة العالمي "كينج آند سبولدينج"، بينما كانت "زاويا" شريك الحدث من مجتمع الاستثمار.
وقال الدكتور ناصر السعيدي، المدير التنفيذي لمعهد حوكمة الشركات "حوكمة": "في إطار الجهود التي يبذلها معهد حوكمة لتعزيز مبادئ وممارسات حوكمة الشركات في المنطقة، تم تأسيس لجنة عمل لحوكمة الشركات في المؤسسات المالية الإسلامية، التي أجرت دراسة حول أطر حوكمة الشركات في المصارف والمؤسسات الإسلامية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وستقوم هذه اللجنة بإصدار "موجز سياسات" في يونيو 2010، بهدف رصد تحديات حوكمة الشركات وتحديد أولويات توحيد المعايير التي تواجهها مؤسسات التمويل الإسلامي في ثمان من دول المنطقة. وسيتم توجيه الموجز إلى المسؤولين في المصارف المركزية، وواضعي السياسات في المصارف الإسلامية، وإلى المصارف والمؤسسات المالية الإسلامية".
من جانبه قال جلين هندريكس، رئيس قسم القانون الدولي في جمعية المحامين الأمريكية: "حتى وقت قريب، كان المحامون التجاريون في الغرب ينظرون إلى التمويل الإسلامي كموضوع تاريخي قديم، إلا أنه عاد اليوم ليستحوذ على الاهتمام. ولا يقتصر هذا الاهتمام على العوائد المالية التي يحققها التمويل الإسلامي". ودأب قسم القانون الدولي في جمعية المحامين الأمريكية على متابعة وتغطية تطورات القانون الإسلامي والخدمات المالية الإسلامية من خلال لجنة الشرق الأوسط التابعة له. ولكن نظراً لتنامي أهمية التمويل الإسلامي ونتيجةً لإلحاح الأعضاء القياديين في الجمعية وتوقعهم باستمرار هذا النمو، فقد قمنا بتأسيس لجنة قائمة بحد ذاتها هي "لجنة التمويل الإسلامي" التي أصبحت اليوم إحدى أسرع الهيئات التابعة لنا نمواً. وفيما يعكس هذا النمو الأهمية المتزايدة للتمويل الإسلامي، إلا أنه يجسد أيضاً جهود رئاسة اللجنة التي قامت بإعداد مجموعة من البرامج المتميزة".
وناقشت الندوة إلى أي مدى يمتلك التمويل الإسلامي الأدوات التجارية والقانونية والتنظيمية التي تساعده على مواكبة متطلبات قطاع الخدمات المالية، وقدرة أسواق التمويل الإسلامي المحلية على المنافسة عالمياً. وقام الخبراء أيضاً بتقييم مناطق الاختصاص القضائي الرئيسية في العالم التي توفر بيئة قانونية وتجارية تم تصميمها لتسهيل النمو المستدام للتمويل الإسلامي. كما بحثت الندوة مدى تطور الامتثال لأحكام الشريعة والحوكمة الرشيدة في القطاع عموماً. ومن أبرز جلسات المنتدى كانت الكلمة التي ألقاها الدكتور محمد نضال الشعار، أمين عام "هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية"، التي تناولت الجهود التي تبذلها الهيئة للمساهمة في الإشراف على الخدمات والمنتجات المصرفية الإسلامية.
وتحدث مروان أحمد لطفي، نائب الرئيس التنفيذي ورئيس تطوير الأعمال في سلطة مركز دبي المالي العالمي، حول الدعم الذي يقدمه مركز دبي المالي العالمي للمرحلة المقبلة من تطور قطاع التمويل الإسلامي قائلاً: "أتاحت الندوة منصة حيوية جمعت خبراء لديهم أفكار متشابهة، بينهم ممثلون عن الهيئات التنظيمية ومحامون والمعنيون بقطاع التمويل الإسلامي، وذلك لمناقشة سبل الانتقال بالقطاع إلى المرحلة المقبلة من توحيد المعايير عالمياً. وتتعاون سلطة مركز دبي المالي العالمي من كثب مع سلطة دبي للخدمات المالية على مستويات عدة من أجل ضمان إرساء مكانة مركز دبي المالي العالمي كمركز عالمي يتسم بالشفافية للخدمات المالية التقليدية والإسلامية على حد سواء، فضلاً عن الالتزام التام بالعمل على تطوير كل من الإطار الرقابي وبيئة الأعمال على نحو متواز.
وقالت هديل عبد الهادي، الرئيس المشارك للجنة التمويل الإسلامي التابعة لقسم القانون الدولي في جمعية المحامين الأمريكية: "يعد القانون والتمويل الإسلامي من أهم المواضيع التي يهتم بها الممارسون القانونيون حول العالم. ومن الواضح أن الطلب على الخدمات القانونية المرتبطة بالقانون الإسلامي والتمويل سيستمر في النمو في مختلف مناطق الاختصاص القضائي، سواء كانت تضم غالبية أو أقلية من المسلمين. وحيث إن لجنة التمويل الإسلامي تتبع جمعية المحامين الأمريكية، المنظمة غير الربحية وأكبر اتحاد مهني طوعي في العالم، فإنها تتمتع بموقع فريد يتيح لها المساهمة في دعم النقاش والتعاون، على أسس غير تجارية، من خلال البرامج الفكرية، والمحتوى المنشور كتابياً أو عبر الوسائط المتعددة، وغير ذلك من المبادرات.
شارك في الندوة متحدثون بارزون منهم الدكتور حسين حامد حسن، رئيس مجلس إدارة الهيئة الشرعية في "بنك دبي الإسلامي" وعضو المجلس الشرعي في "هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية"؛ والدكتور محمد داوود بكر، عضو المجلس الشرعي في "هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية"؛ وأفاق خان، الرئيس التنفيذي في ستاندرد تشارترد - صادق؛ والدكتور قاسم محمد، رئيس قسم الشريعة ونائب رئيس أول لبنك دبي الإسلامي - باكستان؛ وجواد علي، مدير عام مكاتب الشرق الأوسط ونائب الرئيس للتمويل الإسلامي في "كينج آند سبولدينج".