الحميد: ليس هناك فضل خاص لمن يموت يوم الجمعة

الحميد: ليس هناك فضل خاص لمن يموت يوم الجمعة

أكد الشيخ الدكتور سعد بن عبد الله الحميد أستاذ الدراسات العليا في جامعة الملك سعود, أن الحديث المشهور عند ثلة من الناس الذي فيه ذكر فضل موت يوم الجمعة هو في الواقع حديث ضعيف، وأضاف أن تخريج هذا الحديث الذي ورد فيه النص التالي: ''ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر''، وبيان درجته التي خلاصتها: أنه حديث ضعيف، لا يصح من طريق، ولا يتقوى بمجموع طرقه، وهذا ظاهر صنيع البخاري -رحمه الله - حين ترجم في كتاب الجنائز من ''صحيحه'' (3/253 - الفتح) بقوله: (باب موت يوم الإثنين)، ثم أخرج برقم (1387) حديث موت أبي بكر ـ رضي الله عنه - فقال : حدثنا مُعَلّى بن أسد قال: حدثنا وُهَيْب، عن هشام عن أبيه عن عائشة - رضي الله تعالى عنها - قالت: دخلت على أبي بكر ـ رضي الله عنه - فقال: في كم كَفّنتم النبي ـ صلى الله عليه وسلم؟ قالت: في ثلاثة أثوابٍ بيضٍ سَحولِيّة، ليس فيها قميص ولا عمامة. وقال لها: في أي يوم توفي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم؟ قالت: يوم الإثنين، قال: فأي يوم هذا؟ قالت: يوم الإثنين، قال: أرجو فيما بيني وبين الليل، فنظر إلى ثوب عليه كان يمرّض فيه به رَدْعٌ من زعفران، فقال: اغسلوا ثوبي هذا، وزيدوا عليه ثوبين فكفِّنوني فيها. قلت: إن هذا خَلِق، قال: إن الحيّ أحقّ بالجديد من الميت، إنما هو للمُهْلَة. فلم يُتَوَفّ حتى أمسى من ليلة الثلاثاء، ودُفِن قبل أن يصبح.
وأشار الحميد إلى أن هناك أقوالا أخرى للعلماء حول هذا الحديث منهم الحافظ ابن حجر حيث يقول في (فتح الباري 3/253): ''باب موت يوم الإثنين'' : قال الزين ابن المنيِّر: تعيين وقت الموت ليس لأحد فيه اختيار، لكن في التسبب في حصوله مدخل؛ كالرغبة إلى الله لقصد التبرك، فمن لم تحصل له الإجابة أثيب على اعتقاده. وكأن الخبر الذي ورد في فضل الموت يوم الجمعة لم يصح عند البخاري، فاقتصر على ما وافق شرطه، وأشار إلى ترجيحه على غيره. والحديث الذي أشار إليه (يعني ابن الْمُنَيِّر) أخرجه الترمذي من حديث عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - مرفوعًا: ''ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر''، وفي إسناده ضعف، وأخرجه أبو يعلى من حديث أنس ـ رضي الله عنه - نحوه وإسناده أضعف. أهـ.

الأكثر قراءة