المستشارة الألمانية: السعودية داعم قوي لإعادة تنظيم قواعد أسواق المال
توقعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل دعما واسعا من المملكة لمساعي وضع قواعد تنظيمية دولية لأسواق المال خلال قمة العشرين المقرر عقدها في كندا خلال شهر حزيران (يونيو) المقبل، مشددة على أن ألمانيا والسعودية باعتبارهما أعضاء في مجموعة العشرين سيعملان على توطيد وتقوية أعمالهما للتأكد من عدم تكرار الأزمة المالية العالمية، وأردفت ''ينبغي النقاش حول ما إذا كان الفاعلون لهذه الأزمة في سوق المال سيتابعون عملهم أم لا''.
وقالت'' أعتقد أن السعودية ترى بشكل عام أن مسألة التنظيم ضرورية .. ما زال علينا التعامل مع التداعيات''.
وأشارت ميركل في كلمة ألقتها في الغرفة التجارية الصناعية في جدة وبحضور الدكتور إبراهيم العساف وزير المالية، عبد الله زينل وزير التجارة، صالح كامل رئيس مجلس الغرف السعودية رئيس غرفة جدة، وعدد من رجال وسيدات المال والأعمال، إلى أن حديثها مع خادم الحرمين الشريفين أظهر بجلاء أن السعودية لديها رؤية واضحة نحو الوجهة التي تسير إليها، مؤكدة دعم ألمانيا لحركة التنويع التي يتجه إليها الاقتصاد السعودي، وعدم الاعتماد على النفط فقط.
ولامست المستشارة الألمانية مخاوف الخليجيين وغيرهم بشأن مستقبل اليورو والأزمة التي يمر بها قائلة ''لا شك أنكم تنظرون بقلق حيال الوضع الذي وصل إليه سعر اليورو، ألمانيا استفادت من اليورو استفادة كبيرة، وسنبذل كل جهودنا لاستقراره من خلال دعم التنافسية بين أوروبا والاتجاه نحو الدول القوية وليس الضعيفة''.
وأكدت أن أزمة اليورو لم تنته بعد، مشيرة إلى أن بلادها ستفعل كل ما في وسعها لاستقرار اليورو وحث المصارف على القيام بمهمتها الأساسية وهي إمداد ضخ الأموال في الشركات مشيرة إلى أن التجاوزات في أسواق المال أسهمت في إضعاف الاقتصاد.
وأضافت ميركل أنه يجب تنسيق تنافسية جميع دول الاتحاد الأوروبي.
وقالت ''ألمانيا بصفتها أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي استفادت بشكل كبير من اليورو.. وبالتالي سنبذل كل ما بوسعنا ليبقى اليورو''.
وتعهدت المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل شخصياً بدعم مفاوضات التجارة الحرة بين دول الخليج والاتحاد الأوروبي والقائمة منذ 20 عاماً تقريباً، محذرة في الوقت نفسه من أن عدم إحراز أي تقدم في المفاوضات من شأنه ترحيله إلى المتحف.
#2#
#3#
وأكدت ميركل أثناء زيارتها لغرفة جدة أمس على أهمية إحراز تقدم في مسألة تجنب الازدواج الضريبي وألا يفقد الأمل في مواصلة مفاوضات التجارة الحرة بين الجانبين.
وحول ''جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) أكدت ميركل أنها تمثل نقطة ارتكاز على طريق نمو الاقتصاد السعودي، هناك اتجاه واضح نحو تطوير التعليم، الطاقات المتجددة، الصحة وغيرها، نحن مبهورون فعلاً بما رأيناه حول الاقتصاد السعودي ولا سيما الاهتمام الجيد بالشركات الصغيرة والمتوسطة''.
وعبرت المستشارة الألمانية عن رغبة الشركات الألمانية في الاستثمار في السعودية والإسهام في عمليات التنمية القائمة حالياً سواء في سكك الحديد، أو مدينة الطاقة المتجددة وغيرها، وتابعت ''علينا كألمان أن نسرع لتوطيد التعاون مع السعودية، نرغب في أن تدخل الشركات الألمانية على خط التجارة السعودية ويمكنها أن تلعب دوراً في التنمية، كذلك سندعم الشركات السعودية الراغبة في عقد شراكات ومشاريع مشتركة مع الألمان، ونقدم التقنية اللازمة لهم''.
وعن اختلال الميزان التجاري بين البلدين لصالح ألمانيا، قالت ميركل ''مسألة التوازن في الميزان التجاري بين البلدين ننظر إليها بعين الأهمية ونتفهم رغبة السعوديين في عملية التوازن، صحيح أننا لسنا المستورد المحوري للنفط السعودي لأننا نستورده من روسيا ومناطق أخرى، لكننا سنشتري مزيداً من المواد الخام من السعودية إلا ذلك لن يحل المشكلة، الأمر يتعلق بتنمية الجودة السعودية لكي يتم تصديرها بشكل أكبر''.
ووعدت أنجيلا ميركل بالعمل على تسهيل الحصول على التأشيرة الألمانية خصوصاً للطلاب والطالبات الراغبين في الدراسة في ألمانيا، وأن ذلك الإجراء سيتم سريعاً على حد قولها.
#4#
بدوره، قدم عبد الله زينل وزير التجارة والصناعة نبذة مختصرة عن الاقتصاد السعودي، مبيناً أن الرؤية المستقبلية للاقتصاد السعودي هي أن يصبح في عام 2025م متنوعاً مزدهراً يقوده القطاع الخاص ويوفر فرص عمل عالية التأهيل في وجود عناية صحية فائقة.
وأشار زينل إلى أنه بفضل الإصلاحات الاقتصادية التي قامت بها المملكة بلغ حجم التجارة البينية بين السعودية ودول العالم في 2008م 1607مليارات ريال تمثل الصادرات السعودية منها 1175 مليار ريال.
إلى ذلك، طالب صالح كامل بإحداث توازن في الميزان التجاري بين السعودية وألمانيا، لافتاً إلى أن تضاعف العلاقات التجارية بين البلدين خلال الفترة الماضية لم يكن متوازناً.
وأشادت مستشارة ألمانيا الاتحادية ميركل بحفاوة الاستقبال التي لقيتها خلال زيارتها للمملكة وغير المستغربة من هذه البلاد وشعبها الذي تميزه روح الكرم والأصالة المتأصلة عبر التاريخ.
وأكدت خلال لقائها رجال وسيدات الأعمال في مقر الغرفة التجارية الصناعية في جدة اليوم على متانة اقتصاد بلادها وتواجده على الخريطة الاقتصادية العالمية والذي عدته خامس أقوى اقتصاد خلال العقد الأول من القرن الحالي في العالم وفي المرتبة الأولى في قارة أوروبا في الصادرات إلى الأسواق العالمية.
وأضافت '' ما زلنا نكافح تبعات الأزمة المالية العالمية ويقع على عاتقنا أن نحد من آثار مثل هذه الأزمة في المستقبل وما يجب أن نقدمه من حلول خصوصا أننا جميعاً أعضاء في مجموعة العشرين لنوطد أعمالنا لمواجهة مثل هذه الأزمة في المستقبل ''.
وأوضحت ميركل أنها تشجع على التعاون مع المملكة وأنها زارت مع وفدها جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، ورأت أن هذه الجامعة تمثل نقطة ارتكاز لنمو الاقتصاد السعودي، مؤكدة أن الشركات الألمانية الكبرى وكذلك الشركات الصغيرة والمتوسطة يمكنها أن تقدم عروضا جذابة مضيفة أنها تود أن تحصل الشركات الألمانية على دعم حركة التنويع التي يتجه إليها الاقتصاد السعودي.
وقالت ''إننا ننظر إلى إمكانية الاستثمار في المملكة ، ونود أن لا نركزعلى النفط فقط فهناك مجالات كثيرة يمكن لألمانيا أن تستثمر فيها مثل مجال السكك الحديدية ومجال الطاقة المتجددة وغيرها من المجالات''.
وبينت في ختام كلمتها أن المحادثات مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أوضحت أن المملكة لديها رؤية واضحة حول الاتجاه الذي تريد أن تتطور فيه وأن تنمو فيه مشيرة إلى أن بلادها تود للمملكة الاستمرار في هذا الاتجاه ، مبدية استعداد بلادها للمساهمة وتبادل الآراء مع المملكة لدعم هذا التوجه.
وأضافت أن زيارتها للغرفة التجارية لدعم هذا الاتجاه مبدية إعجابها بما رأته خاصة اهتمام المملكة بالشركات الصغيرة والمتوسطة. ثم ألقى رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في جدة ورئيس مجلس الغرف السعودية صالح كامل كلمة رحب فيها بالمستشارة الألمانية وشكرها على تفضلها بزيارة الغرفة التجارية في جدة.
وأكد صالح كامل على حرص رجال الأعمال السعوديين على القيام بمشروعات مشتركة تعود بالنفع على اقتصاد البلدين.