النفط ينزف .. 10 دولارات في 10 أيام
تفاقمت خسائر العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي إلى أكثر من 4 في المائة لتنخفض ثلاثة دولارات أمس مع تجدد العزوف عن المخاطرة, وتهافت المستثمرين على الملاذات الآمنة بفعل مخاوف متنامية من تفشي أزمة الديون الأوروبية وإضرارها بالتعافي العالمي وكبح نمو الطلب على الخام.
واقترب اليورو وفق تقارير وكالات الأنباء العالمية من أدنى مستوى في أربع سنوات مقابل الدولار وتهاوت الأسهم العالمية وسط متاعب منطقة اليورو, وتصاعدت التوترات بين كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية.. واستقر سعر متوسط خام نفط «أوبك» عند 68.59 دولار للبرميل بعد هبوط متوالٍ خلال الأيام العشرة الماضية بلغ نحو عشرة دولارات, متأثرا بعدد من العوامل السلبية أبرزها ضعف الطلب العالمي عليه.
من ناحيتهما, هوّن وزيرا النفط في الكويت والإمارات أمس من شأن تراجع أسعار الخام دون 70 دولارا للبرميل, وقالا: إنه لا توجد لدى منظمة البلدان المصدرة للنفط «أوبك» خطة للدعوة لاجتماع طارئ لمناقشة سياسة الإمداد.
في مايلي مزيد من التفاصيل:
تفاقمت خسائر العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي إلى أكثر من 4 في المائة لتنخفض ثلاثة دولارات أمس الثلاثاء مع تجدد العزوف عن المخاطرة وتهافت المستثمرين على الملاذات الآمنة بفعل مخاوف متنامية من تفشي أزمة الديون الأوروبية وإضرارها بالتعافي العالمي وكبح نمو الطلب على الخام.
واقترب اليورو وفق تقارير وكالات الأنباء العالمية من أدنى مستوى في أربع سنوات مقابل الدولار وتهاوت الأسهم العالمية وسط متاعب منطقة اليورو وتصاعد التوترات بين كوريا الجنوبية والشمالية.
وتراجع عقد أقرب استحقاق تسليم تموز(يوليو) في بورصة نيويورك التجارية (نايمكس) 2.81 دولار أي ما يعادل 4 في المائة مسجلا 67.40 دولار للبرميل بعد تداوله في نطاق 67.15 إلى 69.91 دولار،وعلى أثر ذلك أعلنت الأمانة العامة لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" في فيينا أمس أن سعر خام نفوط المنظمة ارتفع مع بداية الأسبوع يوم أمس الإثنين بشكل طفيف قدره 12 سنتا، بعد الهبوط الكبير معظم جلسات الأسبوع الماضي. واستقر سعر متوسط خام نفط أوبك عند (68.59 ) دولار للبرميل بعد هبوطات متوالية خلال الأيام العشرة الماضية بلغت نحو عشرة دولارات متأثرة بعدد من العوامل السلبية أبرزها ضعف الطلب العالمي على النفط.
من ناحيتهما هون وزيرا النفط في الكويت والإمارات أمس من شأن تراجع أسعار الخام دون 70 دولارا للبرميل وقالا إنه لا توجد لدى منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" خطة للدعوة لاجتماع طارئ لمناقشة سياسة الإمداد. ونزل الخام الأمريكي إلى أقل من 68 دولارا اليوم الثلاثاء وخسر نحو 20 دولارا في ثلاثة أسابيع نتيجة تزايد المخاوف من أن تخرج أزمة الدين في أوروبا الانتعاش الاقتصادي العالمي عن مساره.
وقال وزير النفط الكويتي الشيخ أحمد العبد الله للصحفيين في البرلمان ردا على سؤال عما إذا كان يساوره القلق بشأن هبوط الأسعار "ليس بعد".كما هون وزير النفط الإماراتي محمد الهاملي من شأن هبوط الأسعار أخيرا وصرح للصحفيين على هامش مؤتمر في العاصمة القطرية أمس أن الأسعار تراجعت مرات كثيرة في السابق مضيفا أن السعر يعكس حالة السوق. وأمس الإثنين قال شكري غانم رئيس المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا إن منظمة أوبك قلقة للغاية بشأن تراجع أسعار النفط وإنها تراقب تطورات السوق عن كثب إلا أن من السابق لأوانه القول إن أوبك بحاجة إلى اتخاذ قرار في هذا الصدد. وفي وقت سابق من الشهر الجاري قال الشيخ أحمد إن سعر 65 دولارا للبرميل سيدق ناقوس الخطر لأوبك. وقال وزير النفط الجزائري أيضا إن هبوط السعر لما بين 60 و70 دولارا سيكون أمرا غير مريح لأعضاء المنظمة. وقال الوزيران إنه ليس لدى أوبك أي خطة للاجتماع قبل اللقاء المقبل المقررعقده في تشرين الأول (أكتوبر).
وأضاف الهاملي أن سعر النفط دون 70 دولارا منخفض بدرجة لا تشجع الاستثمار اللازم لزيادة طاقة الإنتاج في المستقبل.
وأضاف أن سعرا بين 70 و80 دولارا سيساعد على الحفاظ على قوة الدفع للاستثمار وأضاف أن من الضروري المحافظة على مستوى السعر مواتيا للاستثمارات كي لا تتعرض لتغير مفاجئ. وتابع أن من الضروري مواصلة زيادة طاقة الإنتاج لأن الطلب سيرتفع يوما ما ولذا ينبغي أن تكون الأسعار عادلة للمنتجين. ودعا وزير النفط الكويتي الدول الأعضاء في أوبك أمس الثلاثاء إلى تعزيز التقيد بأهداف الإنتاج. وتلتزم السعودية والإمارات والكويت وقطر بحصص الإنتاج إلى حد كبير لكن ارتفاع أسعار النفط شجع بعض أعضاء أوبك الآخرين على خفض مستوى الالتزام بقيود الإنتاج الحالية.
وتشير معظم التقديرات إلى أن إنتاج أوبك آخذ في الارتفاع منذ أوائل عام 2009، وتراجعت نسبة التزام دول أوبك بالتخفيضات المتفق عليها في الإمدادات والبالغة 4.2 مليون برميل يوميا إلى نحو 51 في المائة وفق تقديرات «رويترز».
وأبقت المنظمة التي تمد العالم بأكثر من ثلث احتياجاته من النفط أهداف الإنتاج ثابتة منذ أواخر 2008.
إلى ذلك قالت نوال الفزيع وكيل وزارة النفط المساعد للشؤون الاقتصادية في الكويت إن ما يحدث في أسواق النفط حاليا ليس "نزولا مستمرا" في الأسعار وإنما هو "حالة تذبذب" متوقعة استمرار هذه الحالة خلال الفترة المقبلة.
وأوضحت الفزيع في لقاء مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) أمس أن حالة التذبذب هذه ستستمر ولن يكون هناك وضع ثابت وذلك بسبب عدم اليقين الذي يسود كثير من الأسواق نتيجة للظروف التي يمر بها الاقتصاد العالمي. وأضافت أن أسواق النفط العالمية شهدت خلال الشهور القليلة الماضية ولا سيما منذ بداية العام الحالي حالة من الاستقرار داخل نطاق 70 إلى 80 دولارا للبرميل لكنها تراجعت أخيرا بشكل سريع نتيجة ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل اليورو الذي تأثر بأزمة اليونان وهو ما جعل النفط يتراجع لأنه يرتبط عادة بعلاقة عكسية مع سعر الدولار. وأشارت إلى السبب الثاني لانخفاض أسعار النفط وهو ارتفاع المخزون التجاري بشكل كبير في الدول الصناعية حيث وصل إلى 61 يوما، بزيادة قدرها 7 أو 8 أيام عن المستويات التاريخية له. وقالت الفزيع "إننا نعاني حاليا من تراجع الثقة في اقتصاديات الدول الكبرى خصوصا لدى المستهلك في الدول الصناعية" مبينة أن تراجع الثقة أدى إلى الإحجام عن استهلاك النفط ولا سيما في السيارات إضافة إلى نزوع المستهلك إلى الادخار وإحجامه عن الاستهلاك وكل هذا يقلل الطلب على النفط الخام الذي تحتاج إليه مصافي التكرير. وأضافت "إذا شعر السوق بقدر من الثقة في استمرار تعافي الاقتصاد الأمريكي وظهور بوادرعلى خروج اليونان من أزمتها الحالية فإن الثقة ستعود مرة أخرى للمستهلك وبالتالي يحدث نوع من الانتعاش في الطلب على النفط وستعود الأسعار إلى ما كانت عليه قبل التراجع الأخير ولا سيما اننا مقبلون على فصل الصيف الذي يزداد فيه الطلب على الجازولين كما يتوقع أن يزيد الطلب على وقود التدفئة وزيت الغاز مع بداية الربع الثالث من العام".