سعي أمريكي- صيني حثيث لكبح التوترات الاقتصادية

سعي أمريكي- صيني حثيث لكبح التوترات الاقتصادية

يعقد مسؤولون أمريكيون وصينيون كبار في بكين اليوم وغدا حوارا استراتيجيا واقتصاديا. ويمثل الاجتماع السنوي منتدى رفيع المستوى لإدارة العلاقات الثنائية الحيوية التي يشوبها التوتر أحيانا بين القوة العظمي الوحيدة في العالم وأسرع الاقتصادات الناشئة نموا. وهدأت إلى حد ما حدة الخلافات التي عكرت صفو العلاقات في وقت سابق من العام لكن سياسيين من الجانبين يواجهون تحديا يتمثل في التعاون بشأن قضايا الاقتصاد والأمن العالميين مع طمأنة الناخبين الرئيسيين بأنهم يأخذون في الاعتبار المصالح الوطنية. وتشكو الولايات المتحدة من أن الصين تبقي عملتها اليوان أقل من قيمتها بشكل مصطنع الأمر الذي يساعد المصدرين الصينيين بصورة غيرعادلة. وربطت الصين بصورة غير رسمية اليوان بالدولار منذ منتصف 2008. وارتفع اليوان مقابل سلة من العملات الرئيسية هذا العام مقتفيا أثر قوة الدولار. وتقول بكين إن: ''استقرار العملة ساعد الانتعاش الاقتصادي العالمي''. وأكد مسؤول كبير هذا الأسبوع أن الصين تريد مناقشات هادئة بشأن قضايا سعر الصرف وأن الضغوط العلنية لن تسفر إلا عن تأجيل اتخاذ أي خطوات بشأن اليوان.
وتنتاب الحكومة الصينية مخاوف بشأن السياسة الاقتصادية الأمريكية. وتخشى من تآكل قيمة احتياطياتها من الدولار إذا ما أقدمت الإدارة الأمريكية على إصدار سندات بكمية هائلة لتمويل برنامج التحفيز الاقتصادي.
والصين أكبر حائز في العالم على سندات الخزانة الأمريكية بقيمة تصل إلى 895.2 مليار دولار، واشترت المزيد من السندات في آذار (مارس) لأول مرة منذ سبعة أشهر. ومن المستبعد أن تجازف واشنطن باتخاذ خطوات تهدد المشتريات الصينية الهائلة للسندات الأمريكية وتمويلها للعجز الأمريكي.
وتراكمت الخلافات بشأن إجراءات مكافحة الإغراق وغيرها من الخلافات التجارية بسرعة منذ تفجرت الأزمة الاقتصادية العالمية في 2008، ومع ذلك سارعت الحكومتان بشجب سياسات الحماية التجارية.
وتتركز النزاعات على كل شيء من إطارات السيارات ومنتجات الصلب والدواجن إلى الرسوم الصينية على صادرات المعادن الخام ومخاوف الجودة المتعلقة بالمنتجات الغذائية ولعب الأطفال الصينية وغيرها من البضائع التي يعتبرها المنتجون الصينيون شكلا من الحماية. وتشكو الشركات الأمريكية التي تستثمر في الصين من سرقة حقوق الملكية الفكرية وغموض اللوائح التنظيمية والفساد والمزايا غير العادلة التي يتمتع بها المنافسون المحليون.
ويقول مسؤولون أمريكيون إنهم: ''قلقون على نحو خاص بشأن جوانب من برنامج الصين للابتكار الأصلي الذي يهدف للترويج للتكنولوجيا المحلية التي يقولون إنها تضع العوائق أمام شركات التكنولوجيا المتقدمة الأجنبية التي تسعى للفوز بعقود توريد محلية''.
وتشكو الصين من عوائق الاستثمارعلى الجانب الأمريكي وتستشهد بمنع الاستثمارات في الموارد لأسباب تتعلق بالأمن القومي.
وفي 2009 بلغ إجمالي حجم الصادرات الأمريكية للصين 77.4 مليار دولار لكنها لا تقارن بنحو 220.8 مليار دولار هي حجم صادرات الصين للولايات المتحدة ثاني أكبر شريك تجاري لبكين. وأدى تراجع الطلب الأمريكي بسبب الأزمة المالية إلى تقليل الفجوة التجارية.
وفي شباط (فبراير)الماضي عبر رئيس الوزراء الصيني ون جيا باو عن أمله في احتواء الخلافات التجارية وقال إن بلاده لا تتعمد تحقيق فائض تجاري مع الولايات المتحدة.
ويجري الزعيم الروحي المنفي للتبت الدلاي لاما زيارات متكررة للولايات المتحدة والتقى الرئيس الأمريكي باراك أوباما في البيت الأبيض في شباط (فبراير) مما أثار استنكار بكين التي تعتبر الدلاي لاما معارضا.
واتهمت بكين أوباما بإلحاق الضرر بالعلاقات من خلال الاجتماع بالزعيم الروحي للتبت وقالت إن مسألة إصلاح العلاقات في ملعب واشنطن. وتساور بكين المخاوف من أن تسعى مناطق التبت ذات العرقية المختلفة للاستقلال وتقتطع سدس أراضي البلاد. كما تظل تايوان مثارا للخلاف. فقد هددت الصين بفرض عقوبات على الشركات التي تنتج الأسلحة أو الطائرات والتي تشارك في صفقة أسلحة أمريكية مزمعة لتايوان بقيمة 4.6 مليار دولار.

الأكثر قراءة