أم العصافير .. السياج يمنحها الحياة
بعد أن كانت جرداء، خالية من الأشجار والدواب، مقفرة لا حياة فيها، يسكنها الغبار، وترتسم على محياها علامات إطارات السيارات العابرة وسطها، وتئن من تعرجات مركبات المراهقين الذين يمارسون التفحيط في جنباتها، غدا اليوم متنزه أم العصافير في محافظة رفحاء، روضة يقصده الطالب للمتعة والحياة الطبيعية بعد أن عادت إليه الحياة من جديد بفضل حمايتها من أيدي العابثين والمارة العابرين.
تحول متنزه أم العصافير المقفرة إلى إحدى الرياض والفياض التي تشكل علامة بارزة في محافظة رفحاء، بعد أن تم تسويره وحمايته عبر مد سياج حديدي محكم حول المتنزه يمنع دخول المركبات إلى داخل الروضة، ما أسهم في اخضرار أرضه من جديد وإعادة الحياة إلى نباتاته وأشجاره التي كانت تعاني كثيرا في السابق.
«الاقتصادية» تجولت في أم العصافير واطلعت على ما قام به فرع وزارة الزراعة في رفحاء، حيث أسهمت وزارة الزراعة في محافظة رفحاء في منطقة الحدود الشمالية ممثلة في فرعها هناك، في إعادة الروح إلى عديد من المتنزهات في المحافظة، لعل أبرزها متنزه أم العصافير الطبيعي، من خلال تسويرها بسياج، إضافة إلى استزراع عدد من الأشجار وسطها.. إلى التفاصيل:
#2#
عبد الله الخريجي مسؤول الموارد الطبيعية (الغابات والمراعي) في فرع وزارة الزراعة في رفحاء، أكد أن تسييج عديد من الرياض والفياض في رفحاء أسهم بشكل كبير في الحفاظ على تلك الرياض من الرعي الجائر الذي كانت تتعرض له في وقت سابق، إضافة إلى منع عمليات الاحتطاب، ما أعاد الحياة إليها بعد أن كانت جرداء، فأصبحت الآن من أجمل المتنزهات البرية الطبيعية في المملكة ومقصدا لأهالي المحافظة وزائريها.
ويشير الخريجي إلى أن ذلك جاء بفضل جهود ومتابعة المهندس صالح بن حسين الصغير مدير عام الزراعة في منطقة الحدود الشمالية، كما أشاد بالدور الكبير للمهندس صالح بن عيد السهو مساعد مدير عام الزراعة في المنطقة والمهندس سعود بن فهيد العتيبي مدير زراعة رفحاء ومتابعتهم المستمرة لمشروع التسييج.
#3#
وأوضح مسؤول الموارد الطبيعية (الغابات والمراعي) في فرع وزارة الزراعة في رفحاء، أنه تم تسييج عدد من الرياض والفياض المهمة في المحافظة، ومنها روضة أم عصافير الواقعة جنوب رفحاء بنحو 50 كيلو مترا، والعاقولة جنوبي المحافظة بنحو 60 كيلو مترا تقريبا.
وقال عبد الله الخريجي إن الوزارة عملت بعد أن تم تسييج تلك الرياض على استزراع عدد من الأشجار هناك، كالطلح والسدر، حيث تمت زراعة ألف شجرة طلح في روضة أم عصافير، مشيرا إلى أنه يتم سقيها عن طريق الصهاريج. وأضاف أن هناك دراسة لتأهيل روضة أيام عصافير بحفر بئر فيها لسقيا الأشجار.
ويضيف الخريجي أن هناك دراسة لتسوير (المناشبي) الواقع جنوب محافظة رفحاء بنحو 29 كيلو مترا للحفاظ عليه من التعديات، إضافة إلى المحافظة على أشجاره من الاحتطاب الجائر.
#4#
إلى ذلك، تطرق الخريجي إلى أن هناك تعاونا بين فرع وزارة الزراعة في محافظة رفحاء وزراعة محافظة الزلفي والغاط ومركز الأبحاث في منطقة الجوف لتزويدهم بالبذور الرعوية من المشاتل التابعة لهم، والاستفادة من ذلك في استزراعها في الرياض والفياض الجرداء في المحافظة.
#5#
ويوضح أن هناك تعاونا من قبل عدد من المؤسسات الحكومية مع زراعة رفحاء في الحفاظ على المتنزهات البرية من التعدي، ومنها محافظة رفحاء، وبلدية رفحاء، وبلدية لينة، وشرطة رفحاء ودوريات الجوازات في المحافظة.
#8#
إلى هنا، أكد الخريجي أن الرياض والفياض والمتنزهات التي تم تسويرها يمنع الرعي فيها أو الاقتراب منها منعا باتا، حيث إن هناك عملية مراقبة لتلك الرياض، مشيرا إلى أنه يسمح للمتنزهين فقط بالتنزه في تلك الرياض والمتنزهات.
وقدم الخريجي شكره للعقيد عبد العزيز العوفان مدير شرطة لينة والمقدم عبد الله الأحمد مدير دوريات الجوازات في محافظة رفحاء لتعاونها في الحفاظ على الرياض من التعدي من قبل الرعاة والمحتطبين.
#6#
وقال الخريجي إن بلدية رفحاء وكذلك بلدية لينة أسهمتا بشكل كبير في التعاون مع الزراعة من خلال نظافة المتنزهات البرية التي تم تسويرها بوضع الحاويات وتنظيفها بشكل مستمر لخدمة المتنزهين والحفاظ على نظافة الموقع.
كما شدد الخريجي على أهمية تعاون المواطن مع الزراعة في الحفاظ على هذه المتنزهات والإبلاغ عن كل من يحاول التعدي على هذه المتنزهات.
#7#