منتدى الاقتصاد العربي: رئيس اليونان «يستجدي» السيولة .. والخبراء يحذرون

منتدى الاقتصاد العربي: رئيس اليونان «يستجدي» السيولة .. والخبراء يحذرون

دعا جورج باباندريو رئيس الوزراء اليوناني أمس الدول العربية إلى الاستثمار في بلاده التي تعيش أزمة اقتصادية حادة، مؤكدا أن حكومته تتخذ تدابير جذرية من أجل تحسين شروط الاستثمار والأعمال.
وقال باباندريو على هامش منتدى الاقتصاد العربي الـ 18 في بيروت إن اليونان تتغير بشكل سريع، ومصممة على المضي في التغيير، داعياً المستثمرين العرب إلى زيارة اليونان والاستثمار فيها، والعمل في مشاريع مشتركة في المنطقة من أجل مستقبل أفضل للجميع.
إلى ذلك، اتفق خبراء اقتصاديون ومحللون على أن الوضع القائم في اليونان يعد خطيراً وليس مناسباً أمام تدفق الاستثمارات الأجنبية سواء العربية أو غيرها، مبينين أن اليونان ما زالت تحتاج إلى المزيد من الإصلاحات الاقتصادية وتوسيع قاعدة صناعاتها.
وطالب المختصون المستثمرين العرب بالتريث وعدم التسرع في حال رغبوا في الاستثمار في اليونان التي تحوي بلا شك فرصاً استثمارية حالياً، مشيرين إلى أن هذه الاستثمارات ستتأثر بسعر صرف اليورو ومدى الاستقرار الاقتصادي في اليونان مستقبلاً.
وقال لـ "الاقتصادية" الدكتور رجا المرزوقي الخبير الاقتصادي، إن وضع اليونان الآن يعد خطرا جدا، ويعتمد على مدى تفاعل بقية الدول الأوروبية مع هذا الوضع، والسياسات الاقتصادية الكلية لمنطقة اليورو.
وأضاف :"حالياً وضع اليورو نفسه مجهول، واتجاهه إلى الانخفاض بسبب أزمة اليونان، ونتوقع وضعا سيئا في دول أخرى مثل إسبانيا وإيطاليا والبرتغال الذي من شأنه أن يفاقم المشكلة".
وأردف "أي استثمارات تدخل اليونان اليوم ستتأثر بسعر صرف اليورو وتوقعات الانخفاض في المستقبل، كذلك مستقبل الاستثمار في اليونان ومدى الاستقرار الاقتصادي فيها، وردة فعل السياسات الاقتصادية التي قد تؤثر سلباً أو إيجابياً في مستقبل الاستثمارات في اليونان . برأيي أن الوقت الحالي قد لا يكون مشجعا للاستثمار في اليونان لأن المخاطرة عالية حتى في ظل وجود الفرص وقد يكون التريث أفضل في هذه الحالة حتى تتضح الرؤية".
ورأى المرزوقي أن دعوة رئيس الحكومة اليونانية العرب للاستثمار فيها طبيعية وهي موجهة لكل المستثمرين حول العالم. وقال "أي استثمارات تدخل اليونان من أي مكان في الوقت الراهن تساعد الحكومة على تجاوز الأزمة التي تعانيها للتخفيف من الضغوط الاقتصادية الموجودة وإنعاش الاقتصاد اليوناني عبر تدفق الاستثمارات الخارجية، لكن هل الوضع القائم يساعد على ذلك؟ برأيي أن الوضع لا يساعد".
من جانبه، قال الدكتور عبد العزيز بن صقر رئيس مركز الخليج للأبحاث: "من الطبيعي أن تطلق هذه الدعوة، لا شك أن اليونان يمكن أن يكون فيها فرص واعدة في عدة قطاعات، إذا ما أخذنا في الاعتبار موقعها الجغرافي الواقع بين الشرق والغرب، لكن هنالك العديد من الإشكاليات التي لا تزال موجودة في اليونان، فهي لم تطور القطاع الصناعي فيها مثل ألمانيا وفرنسا، وتظل هناك محدودية للاستثمار في بعض القطاعات، إلى جانب أن سوقها المالية ما زال أمامها العديد من التحديات، وعدد من الإصلاحات الاقتصادية المطلوبة".

الأكثر قراءة