القصور في الفكر المحاسبي سبب في حدوث الأزمات والمخالفات المالية
أكد الدكتور أحمد العامري عميد كلية إدارة الأعمال في جامعة الملك سعود، أن الأزمات المالية التي تعيشها الدول، والمخالفات المالية التي تعطل النمو الاقتصادي والتنموي لكثير منها تعود دائما إلى القصور في الأخذ بمتطلبات الفكر المحاسبي.
وأكد العامري في الندوة التي نظمتها كلية إدارة الأعمال تحت عنوان (مهنة المحاسبة في المملكة وتحديات القرن الحادي والعشرين) أن تطوير مهنة المحاسبة سيسهم في رفع كفاءة أداء المنظمات والقضاء على المخالفات المالية ومحاربة الفساد المالي، مبينا أن إقامة هذه الندوة يأتي ضمن إسهامات كلية إدارة الأعمال لتحقيق رسالتها في تعزيز وتطوير مهنة المحاسبة لخدمة منظماتنا العامة والخاصة، موضحا أن هذه المناسبة تأتي في إطار سعي جامعة الملك سعود إلى تحقيق الريادة العالمية في مختلف التخصصات، حيث شهدت الأعوام القليلة الماضية تضاعف عدد الفعاليات العلمية في الجامعة إلى أرقام غير مسبوقة في تاريخها المديد.
وقال:'' إن الجامعة أخذت على عاتقها قيادة منظومة التعليم العالي في بلادنا الغالية من أجل الوصول في بهذا البلد المعطاء إلى مصاف الدول الرائدة في مختلف المجالات، وإن التطورات العلمية المتلاحقة في مختلف فروع المعرفة والتحديات العملية التي تواجهها منظماتنا تتطلب منا الاستعداد الدائم لتجسير الفجوة بين النظرية والواقع والعمل على نقل وتطويع المعرفة إلى خدمة منظماتنا، حيث يعول كثيرا على الأكاديميين والممارسين في هذا المجال أن يكونوا على وفاق وتوافق لنقل النظرية إلى الواقع وقيادة الواقع نحو النظرية. فالعلم التطبيقي لابد أن تسبقه نظرية، لكن في الوقت نفسه لابد أن يكون واقعيا يتعامل مع التحديات والمستجدات التي تواجه المنظمات.
وأفاد الدكتور العامري:''إن كليتكم كلية إدارة الأعمال بأقسامها وبرامجها على مستوى البكالوريوس والماجستير والدكتوراه أخذت على عاتقها العمل على تأهيل القوى العاملة المواطنة لتكون قادرة على قيادة منظماتنا نحو الريادة والتميز في مجال تخصصاتها المختلفة وإجراء البحوث والدراسات المتخصصة لخدمة المعرفة الإنسانية وسوق العمل المحلية والعالمية''، مبينا أن الكلية اليوم تضم أكثر من ثمانية أقسام أكاديمية وعشرة برامج ماجستير وثلاثة برامج دكتوراه.
وأبان أن الكلية تتشرف لتكون شريكا فاعلا لمنظمات الأعمال في كل ما من شأنه خدمة هذه المنظمات لتحقيق أهدافها والوصول إلى غاياتها. فالعلاقة بين المؤسسات الأكاديمية ومنظمات الأعمال ينبغي أن تكون تكاملية وتفاعلية فلا يمكن أن تنجح إحداهما إلا بنجاح وتميز الأخرى، موضحا أن الكلية اليوم تخطو خطوات حثيثة نحو التميز والريادة العالمية بقيادة قائد مسيرة هذه الجامعة الدكتور عبد الله العثمان الذي كان لتوجيهاته ودعمه اللا محدود للكلية أبلغ الأثر في إحداث نقلات نوعية كبيرة في أدائها.
وأشار عميد كلية إدارة الأعمال في جامعة الملك سعود إلى أن الكلية قريبا ستفتتح مبناها الجديد الذي صمم على أرقى المستويات ليكون الانطلاقة الحقيقية نحو الريادة العالمية كل ذلك لم يكن ليتحقق لولا دعم وحرصه الدائم على تشجيعنا نحو التميز والجودة في الأداء، كما تسعى للحصول على الاعتماد الأكاديمي من ثلاث جهات اعتماد: وطني، أوروبي، وأمريكي الذي سيحتفل به قريبا، متمنيا التوفيق والنجاح لمهنة المحاسبة في تطوير أعمال منظماتنا والاستفادة من التطورات العلمية في الفكر المحاسبي المتجدد بما ينعكس على تطوير اقتصادنا الوطني.
من جهته أوضح الدكتور محمد السلمان خلال كلمة ألقاها نيابة عن الدكتور خالد العنقري وزير التعاليم العالي، أن مهنة المحاسبة من المهن التي لها دور ومكانة مهمة في المجتمعات المتطورة، بحيث يؤسس لها عديد من المؤسسات المهنية محليا ودوليا ما يساعد على تطور هذه المهنة بالشكل الذي يتواكب مع كل المستجدات الخاصة بهذا المجال.
وأضاف أن جامعة الملك سعود تعد الجامعة الأم، ممثلة في إحدى الكليات التي تفتخر بها الجامعة كلية إدارة الأعمال التي ترغب أن تكون دائماً في سياق الأحداث العالمية في مجال الأعمال في قسم المحاسبة، قائلا:'' إنه ومنذ أوائل الستينيات من القرن العشرين الميلادي طرحت عديد من التساؤلات حول دور المحاسبة في النشاط الاقتصادي ودور المحاسبين في المجتمع، وكانت لهذه التساؤلات آثار بليغة في مهنة المحاسبة وعمل المحاسبين حيث جعلت أصحابها يعيدون تقييم هذه المهنة ويفعلون دورها في المجتمع عبر الهيئات والمعاهد المحاسبية ساعية إلى الوصول بهذه المهنة إلى مكانتها المأمولة.