أسوأ نصف ساعة في تاريخ بورصات أمريكا تبتلع 300 نقطة من الأسهم السعودية
ابتلعت تداعيات أسوأ نصف ساعة في تاريخ البورصات الأمريكية نحو 300 نقطة من سوق الأسهم السعودية أمس في جلسة الافتتاح لهذا الأسبوع، بعد أن أنهى مؤشر الأسهم المحلية تعاملاته على خسائر بلغت 301 نقطة (4.41%)، ليغلق عند مستوى 6516 نقطة.
ووفق محللين ماليين تحدثوا أمس لـ''الاقتصادية''، فإن سوق الأسهم المحلية كانت أول سوق في المنطقة التي تبدأ تعاملات هذا الأسبوع الذي شهد خلال الأيام الثلاثة الماضية من يوم ( الخميس 6/5/2010 ) خللاً إلكترونياً (غامضا) ضرب البورصات الأمريكية، وهبط بها 1000 نقطة في عشر دقائق، ما انعكس على أسعار العملات، والنفط، والمعادن العالمية، إلى جانب التداعيات التي تحدثها الأزمة اليونانية.
وقال لـ''الاقتصادية'' سهيل الدراج، محلل أسواق عالمية، إن ما حدث من تراجع سريع لسوق الأسهم السعودية مع بداية تداولات هذا الأسبوع عائد بشكل أساسي إلى حالة الهلع التي ضربت السوق الأمريكية والأسواق العالمية يومي الخميس والجمعة الماضيين، بعد أن تسبب خلل إلكتروني غامض في تحقيق البورصة الأمريكية أسوأ خسارة في تاريخها على حد وصف المحللين الأمريكيين.
وقال الدراج ''أحدث هذا الخلل قلقاً واسعاً في الأسواق الأمريكية، ولم تكن هناك تغطية إعلامية مباشرة وواضحة للمشكلة، ما عزز من انتقالها إلى الأسواق العالمية، سواء بورصات أو منصات تداول سلع ونفط''.
وبين محلل الأسواق العالمية أن هذا القلق أثر في حركة أسعار النفط والذهب، إذ فقد برميل النفط أكثر من 10 في المائة من قيمته، فيما سجل الذهب أسعاراً عالية، مشيراً إلى أن ذلك طال أيضاً العملات، حيث ارتفع سعر الدولار الذي أثر بدوره في سعر الريال. وأضاف ''من الطبيعي مع كل هذا القلق الذي ساد الأسواق العالمية أن تستجيب السوق السعودية بصورة سلبية لارتباطها بالمشكلة من جهتين هما الريال والنفط''.
وبين الدراج أن التحقيقات ما زالت جارية لمعرفة ملابسات الموضوع في الداخل الأمريكي، حيث تجري هيئة البورصات الأمريكية تحقيقاً موسعاً لمعرفة طبيعة الخلل الذي كاد يفقد السوق أكثر، لو لم يتم التدارك أمس الجمعة، حيث عوضت السوق الأمريكية نحو 700 نقطة، من خسائرها الناجمة عن هذه المشكلة.
وفي شأن السوق المحلية قال الدراج ''إن مؤشر الأسهم السعودية شهد مع انطلاقة السوق اليوم استجابة طبيعية للأحداث العالمية من خلال عمليات بيع محمومة في الدقائق الخمس الأولى، إذ إن معظم المستثمرين في السوق ليسوا على اطلاع بالمشكلة التي حدثت يوم الخميس في السوق الأمريكية، ومن هنا نقلوا القلق إلى السوق المحلية بغية الابتعاد عن أي تداعيات محتملة''.
وتابع ''المشكلة التي ضربت السوق الأمريكية قالت عنها بعض وكالات الأنباء لاحقاً إنها أشبه ما يكون بتداعيات ضربة نووية حدثت في العالم..''.
وفي شأن تأثير أزمة اليونان أيضاً قال الدراج إن ذلك يؤثر في السوق من ناحية تأثير الأزمة في سعر اليورو عالمياً، إذ إن المتتبع للسياسة الأوروبية يلمس رغبة أوروبية في إبقاء اليورو رخيصاً لتحقيق منافع تجارية عبر التصدير''.
من ناحيته أكد هشام تفاحة، رئيس إدارة بحوث الاستثمار والتحليل المالي في شركة بخيت للاستثمار، أن الأخبار السيئة التي طالت الأسواق العالمية خلال عطلة نهاية الأسبوع محلياً والمرتبطة بالأزمة اليونانية، وتأخر حلها انعكس بصورة مباشرة وقوية على السوق في أول جلسة افتتاح لهذا الأسبوع، بعد أن تجاهل مؤشر الأسهم هذه الأنباء منذ بدايتها، حيث سجل منذ بداية العام مكاسب بلغت نحو 13 في المائة.
وقال تفاحة إن السوق السعودية شأنها شأن الأسواق العالمية مترابطة تحقيقاً لقاعدة أن العالم بات قرية واحدة، مشيراً إلى أن التراجع كان متوقعاً، خصوصاً أن المؤشر ''تاسي'' حافظ على مزاجه الإيجابي على مدى الأسابيع الماضية التي كانت الأسواق الأخرى تشهد فيها تذبذباً حاداً.
وأضاف ''إن مشكلة اليونان لن تنعكس على الاقتصاد الأوروبي وحده، فهناك تداعيات تتعلق بتكلفة الإقراض عالمياً، إذ إن تعثر دول سيادية يعني ارتفاعاً في تكلفة الاقتراض أو إصدار السندات، وهذا بدوره يؤثر في الأسواق الأخرى في العالم''.
وبين رئيس إدارة بحوث الاستثمار والتحليل المالي في شركة بخيت للاستثمار، أن أخبار إقرار أوروبا بحزمة تعويضات كبيرة لليونان فاجأت الأسواق على اعتبار أنها مجرد دفعة من الديون المستحقة عليها، كما أن هناك تخوفاً من انتقال الأزمة إلى دول أخرى كالبرتغال وإسبانيا.
وزاد ''التراجع الذي طال سوق الأسهم السعودية متوقع رغم أنه كان أكثر عنفاً من المتوقع، وفي الحقيقة أنه يصعب توقع مسار السوق السعودية إلا أن ما طال السوق أمس السبت لا يمكن أن يحدث بنفس الصورة دائماً ردة فعل السوق السعودية تأتي مباشرة وكاملة، ومن هنا فإنني أتوقع استقراراً في تعاملات اليوم الأحد وغداً الإثنين، وإذا حدثت تبعات أخرى فيمكن أن تأتي بعد افتتاح الأسواق الأجنبية يوم الإثنين المقبل.