الجدية في اقتناص الفرص

الجدية في اقتناص الفرص

أحيانا كثيرة تمر على آيات في القرآن الكريم ولا يكون لك منها نصيب سوى أجر القراءة - وأنعم به من أجر، ولكن يحدث في بعض الأحيان أن تمر على آية كنت قرأتها مرات عديدة ولكن فجأة يتحقق لك فيها ذوق خاص يشعرك بأنك تقرأها لأول مرة.

من هذه الآيات جزء من آية في سورة براءة يقول الحق - سبحانه وتعالى –فيها: ''ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة''.

لقد كنت دائما من المعجبين بالمقولة الإنجليزية Opportunity favours the prepared mind أو بالعربية ''الفرصة تنتخب العقل المستعد لاغتنامها''.

ولكن بعدما قرأت تلك الكلمات الجليلة في كتاب الله لم يعد يعجبني في هذا الموضوع غيرها.

الجانب الآخر الذي استوقفني فيها أنها تحمل في طياتها قياس الجدية.

فيكفيك إذا أردت اختبار جدية أي شخص حيال أي موضوع أن تراجع معه استعداداته للقيام به، وبقدر اكتمالها يمكنك تحديد درجة جديته.

وحين نتحدث عن الفرص والاستعداد لها أود الإشارة إلى ما كان قد أثاره الكاتب نسيم طالب في كتابه ''البجعة السوداء'': إن الفرص من حيث تأثير الحوادث فيها تنقسم إلى إيجابي أو سلبي.

ولتقريب الصورة فقط، مثلا، مجال التمثيل يعتبر تأثير البجعة السوداء فيه إيجابيا، حيث إن بداية الممثل ككومبارس يكفيه حادثة واحدة من دور ناجح واحد للانتقال به إلى النجومية.

وعلى الطرف الآخر، هناك مقدم خدمات التأمين، فهو ناجح طالما بقي الحال على ما هو عليه، ولكن يكفيه حادثة واحدة يتعرض لها المؤمنون لديه للانتقال به إلى الإفلاس.

وخلاصة القول، في المرة القادمة عندما تختار الفرصة التي تريد متابعتها تأكد أن حوادثها من ذات الأثر الإيجابي، وكن جادا في الاستعداد لها عسى أن يكون التوفيق حليفك - بإذن الله.

* "هذه المادة منتقاة من "الاقتصادية الإلكترونية" تم نشرها اليوم في النسخة الورقية"

الأكثر قراءة