لجنة شباب الأعمال تبحث الفرص الاستثمارية والشراكة في فرنسا
اتفق أعضاء اللجنة الوطنية لشباب الأعمال في مجلس الغرف السعودية على أن الرحلة التي توجهت بهم إلى باريس العاصمة الفرنسية في نيسان (أبريل) الماضي، كانت ممتعة ومفيدة ومهمة جدا، حيث كانت للاكتشاف وبحث الفرص الاستثمارية الممكنة هناك.
وزار الوفد عددا من المواقع المهمة في باريس، منها مكتب الغرفة التجارية الفرنسية العربية لحضور عرض الأسبوع مع الأمين العام الدكتور صالح الطيار ومستشار رئيس الغرفة التجارية الفرنسية ـ العربية سيرج دوقاليه بالإنابة عن هيرفي دو شاريت رئيس الغرفة، كما زار الوفد المؤسسة العامة لتطوير الدفاع التي تسمى إيباد EPAD، وقابل الوفد أوليفييه ماشو المدير العام المناوب لـ ''إيباد''، كما تمت زيارة مركز أصحاب المشاريع الفرنسيين الشباب (سي جيه دي)، كما زار الوفد وكالة التطور الاقتصادي في منطقة ليون، وغيرها من المواقع المهمة.
وأكد ناصر عبد الرحمن الزامل أن رحلة اللجنة الوطنية لشباب الأعمال في مجلس الغرف السعودية إلى باريس كانت مهمة جدا، مشيرا إلى أنه حرص على مرافقة اللجنة في تلك الرحلة بعد أن خاض تجربة اليابان في 2008، وقال ''إننا في شركة الزامل لم نستكشف فرنسا بعد كما نريد، ونحاول الحصول على بعض المعلومات من خلال استراتيجية الكسب المتبادل win/win حتى الآن لم نحقق نتائج ملموسة، على الرغم من أنني وجدت إمكانية كبيرة للاستثمار, وإنني حريص على الحصول على العقد المناسب''.
وأضاف ''أعتقد أن مثل هذه الرحلات مهمة جدا لتحقيق أهداف شركة مثل شركتنا، عليك استكشاف أسواق جديدة واكتشاف تقنيات جديدة لاكتسابها وعند ذلك يمكنك توسيع رؤيتك، إنك في حاجة أكيدة إلى بعض الرحلات مثل تلك التي قمنا بها في هذه اللجنة، إن الأمر يتعلق بنقل المعرفة والتقنيات من أوروبا وآسيا وأمريكا إلى السعودية''.
ووجه الزامل رسالة للشركات الفرنسية، حيث قال إنه الوقت المناسب لتنظيم استراتيجية الكسب المتبادل بينما يتم نقل المهارات، إنني أود لو أن الشركات الفرنسية تأتي إلى بلدنا للبحث عن الفرص, وحسب رأيي يبدو أن تلك الطريقة هي الأسهل لأنني أجد صعوبات في فرنسا في معرفة القطاع والتعرف إلى الشركات متوسطة الحجم التي تكون لها الرغبة في خلق علاقة معنا، نجد أن من الأسهل التعامل مع المملكة المتحدة والولايات المتحدة فيما يتعلق بهذه المسألة، يجب على فرنسا بذل بعض الجهد فيما يتعلق بهذا الموضوع''.
من جهته، قال عبد الرحمن عبد العزيز الثنيان ''لقد التحقت باللجنة قبل عام, وحدثني بعض الأصدقاء عن تجربتهم في اليابان, لقد وجدتها ماتعة، وعن اختيار باريس فيما يتعلق بالرعاية الصحية نحن نقوم ببناء مستشفى جديد وقد أتيت إلى باريس لأن المستشفيات الفرنسية اشتهرت بأنها ذات مستوى جيد, لذا نود أن نجد مشغلا ومستثمرين، ومن المؤمل أن نجد الاثنين في واحد كي نخفض تكلفتنا''.
وأشار الثنيان إلى أن الرحلة كانت مفيدة، حيث تمت مقابلة عدد من الشخصيات وتم الحصول على عدد من العناوين المهمة، لافتا إلى أنه سيبحث عن الأشخاص الجادين من تلك العناوين عبر الاتصال بهم ومن ثم دعوتهم إلى الرياض ليتمكنوا من الحصول على فكرة جيدة عن المشروع، فيما بعد نتحدث عن الاستراتيجية والاتصال''.
وقدم الثنيان مقترحين للشركات الفرنسية، الأول هو أن يجدوا حلا لحاجز اللغة، حيث إنه من الأسهل القيام بالعمل مع الدول الناطقة باللغة الإنجليزية، فيما المقترح الثاني هو أطلب منهم التواصل أكثر حول مشاركة قواعد المعلومات أو بيان المؤسسات والمنظمات التي تستطيع مساعدتنا بهدف الاستثمار أو المشاركة.
فيما تطرق إياد عبد الله مشاط إلى الرحلة الفرنسية، حيث أكد أن من المهم السفر إلى الخارج بهدف توطيد العلاقة فيما يتعلق بالعلاقات العامة وبناء أساس قوي بين علامتي التجارية وأوروبا، وعن اختيار باريس, فهي تعد بوابة جيدة لأن المدينة معروفة كعاصمة اقتصادية جيدة, خاصة كقلب الموضة في أوروبا، مشيرا إلى أنه تم إجراء اتصالات ثابتة يمكنها ربط شركتين بعضهما ببعض في النمو مستقبلا.
وقال ''إنني أقدر تعليقات أصحاب المشاريع الفرنسيين بأن فكرتنا تم تسلمها باهتمام ويمكن تطبيقها على الرغم من أنها الأولى من نوعها، لكن إننا في عالم حر حيث لا يمكن لبلد ما التحكم في الزي الحديث, فالزي الحديث حر، عليك فقط معرفة كيف تضع الفكرة السليمة في العجلة التي تدور''.
وأضاف ''من قبل كانت لدينا في منطقة مجلس التعاون الخليجي منتجات فرنسية تحمل تصميما فرنسيا, الآن بدأت الشركات من دول مجلس التعاون الخليجي تطوير المنتجات في المنطقة وتذهب بها إلى أوروبا, فمن المحتمل أن هذه كانت أول خطوة للذهاب مع الوفد، أود أن أستمر كي أتمكن من تحقيق الفائدة لكلينا''.
من جانبه، قال معاذ ياسين القاضي ''لقد ذهبت إلى اليابان مع اللجنة ووجدت التجربة واعدة جدا، لذا أكدت رغبتي هذا العام، وعن اختيار باريس كي أكون صادقا لم أكن حريصا على ذلك في البداية، لقد مررت بتجربة قاسية في حضوري للمرة الأولى، لقد فوجئت بملاحظة شغف الفرنسيين بالاضرابات فقد اضطررت إلى البقاء مدة ثلاثة أيام في الفندق وإلغاء جميع لقاءاتي بسبب إضراب كبير, إضافة إلى ذلك اكتشفت مشكلة التواصل مع الفرنسيين, حيث لا يمكنني التحدث بالفرنسية''.
وأضاف القاضي ''إلا أن الرحلة الثانية أعطتني صورة مختلفة بشكل كامل, لقد سعدت بالقدوم حيث تمكنت من رؤية الجمال وتطور القطر من زوايا مختلفة، إنني أقدر الضيافة الفرنسية ومستوى المعاملة والطعام، لقد فوجئت بمعرفة موقع فرنسا في الترتيب الأوروبي، وسعدت بمعرفة أن 80 في المائة من الإنتاج المحلي الكلي يقوم على الخدمات, ودهشت لعنصر الخيال من الممتع رؤية الفائدة التي يقدمها التنوع''.
ووصف سعادته بالرحلة وحصوله على تلك المعرفة من مختلف المؤسسات التي تمت زيارتها، وقال ''لا أتوقع أي صفقات عمل، لقد أتيت لأستكشف، أنني على علم ببعض الشركات الضخمة، والآن أود أن أكتشف أكثر عن الشركات متوسطة الحجم''.
ووجه القاضي رسالة إلى الشركات الفرنسية، حيث قال ''نظرا لانفتاح باب جديد للفرص فسأقترح على الشركات الفرنسية مد يدها للمستثمرين الدوليين, خاصة من الشرق الأوسط، لقد عانت فرنسا فعلا الأزمة, لذا فهناك توازن يمكن تحقيقه معنا حيث لم نعان كثيرا، فنحن دائما منفتحون للاستثمار، فالشركات الكبيرة أخذت سلفا من الطرفين بشكل عام، كما أرجو التركيز على الشرق الأوسط وبناء قنوات الاتصال مع المستثمرين هنا، فنحن حريصون على العمل معكم''.
من جهته، أكد فهد سعود السحيم أنه سعد بالتجربة الفرنسية مع اللجنة بعد رحلة اليابان، حيث قال ''اكتسبنا المعرفة عن طريق الزيارات والعروض واكتشفنا قطاع الأعمال، وعن اختيار باريس فباريس من إحدى أهم العواصم الأوروبية، فعندما اقترحوا باريس كنت حريصا على الحصول على مزيد من المعرفة الإدارية وكذلك الحصول على ملخص لقطاع الأعمال''، مشيرا إلى أن شركته كانت تعمل مع شركة فرنسية وقمنا ببعض النقاش مع بعض الشركات هنا, لذا فمجموعتي لها الرغبة في القيمة الفرنسية الإضافية.
وقال ''كانت كل الزيارات التي قمنا بها ماتعة جدا، لقد تعلمت كثيرا، وحتى الآن المؤسسات الدبلوماسية قدمت لنا كثيرا من المعلومات ونشكرها على ذلك، لم أحضر بفكرة الاستثمار أو الشراكة لكن تركت الباب مفتوحا، ولدينا سوق وعمل مشترك مع شركة في الوقت الراهن''.
وقال''إنني سعيد لرؤية العلاقة الجيدة بين حكومتينا، كذلك أحيي الغرفة التجارية الفرنسية العربية التي كانت متفاعلة معنا، فمن المهم أن تتعرف على مؤسسة يمكنها تسهيل الأمور لك عند قدومك لباريس بغرض العمل التجاري, إنه من مصلحة بلدينا التعرف على بعضنا وتطوير الروابط التجارية بيننا''.
من جانبه، قال سلطان الناصر''كجزء من اللجنة أجد أنه من المفيد السفر كوفد بحثا عن الفرص، وعن اختيار باريس لأنني أحب الفن وباريس مدينة الفن, فهي تعطيك أفكارا جديدة, خاصة في مجال عملي. بجانب ذلك السياحة, لقد كنت حريصا على القدوم عندما اطلعت على البرنامج لاكتشاف باريس من وجهة النظر الحكومية''.
وأضاف ''لقد تم استقبالنا من قبل أشخاص ذوي مكانة مرموقة وكانت الرحلة ماتعة جدا لاكتشاف باريس من الناحية المؤسسية، لم أكن أبحث عن الشراكة لكن كنت أبحث عن المعرفة لذا فقد كنت راضيا وأشعر بأننا تعرفنا على عينة جميلة من الثقافة الفرنسية أثناء الرحلة؛ لقد أحببت بساطتها''.
على الطرف الآخر، قال عبد الله النويصر ''إنني أؤمن بالاتصال الشبكي, إنه يساعد على تنشيط عملي ويساعد كذلك على تحسين الانفتاح على فرص العمل الأخرى في القطاع الذي أعمل فيه، كذلك أعتقد أن من الأهمية السفر ضمن مجموعة من أصحاب المشاريع من البلد نفسه, حيث إن ذلك يوطد العلاقة بيننا، وعن اختيار باريس كصاحب مشروع, فباريس عاصمة يجب استكشافها، لقد كان ماتعا التعرف على المؤسسات الاقتصادية والسياسية، إننا نعرف باريس للمتعة والتسلية لكن نادرا ما نعرفها فيما يتعلق بالعمل التجاري وعمل الشركات.
وأضاف ''لقد كنت سعيدا حقا بالتنظيم مثل تنظيمنا في جدة، نأمل أن يتم ربط اللجنة الوطنية لشباب الأعمال بكيان مشابه في فرنسا''.
من جهته، قال عبد العزيز فهد السعيد ''نحن جزء من اللجنة منذ ثلاث سنوات، وفي مجالنا يفضل السفر للبحث عن الفرص، وعن اختيار باريس يوجد في باريس كثير من الصناعات وشركات البتروكيماويات, كذلك نحن نرغب في الشركات التي تعمل في مجال الكهرباء والمجال الهندسي وكذلك معالجة المياه''.
وزاد ''هدفنا هو مقابلة الشركات التي ترغب في دخول سوق المملكة, حتى الآن رحلتنا مؤثرة جدا بالمستوى العالي للأشخاص الذين قابلناهم، أعتقد أنه عندما يتحدث مثل هؤلاء الأشخاص مع الشركات فسيكون لذلك وزن كبير''.
ووجه رسالته إلى الشركات الفرنسية، بالقول ''المملكة سوق كبيرة يجب أن تتعاملوا معها بعقول مفتوحة، ولا يجب دخولها بسبب المال فقط، ادخل السوق وأنت تعلم أن التوسع يتطلب وقتا, إضافة إلى ذلك أقدر جهد القنصلية في جدة, التي تبدو متفاعلة مع شركتنا''.
من جانبه، قال الدكتور بدر مختار الشيباني ''بعد رحلتي المغرب واليابان رأيت أن زيارة دولة أوروبية عريقة مثل فرنسا واكتشاف الجانب التجاري منها هو المكمل لمنظومة زيارات اللجنة، وعن اختيار باريس طالما عرفنا الجانب السياحي من باريس لكن اكتشاف الجانب التجاري هو ما أثار فضولي''، مشيرا إلى أن الرحلة كانت رائعة ومنسقة بشكل احترافي ونشكر الجانب الفرنسي على حسن الضيافة.
وبين أن الشركات الفرنسية مطالبة بمحاولة الاتصال بالشركات السعودية وعمل تسويق أكبر لمنتجاتها في المنطقة.
من جانب آخر، قال علي بن صالح العثيم ''في الحقيقة إنني أهوى السفر بوجه عام للتعرف على ثقافات وحضارات مختلفة ولاكتساب خبرات جديدة متميزة، والغالبية العظمى يعرفون جيداً الوجه الحضاري والسياحي لفرنسا, ولقد أتاحت لنا هذه الرحلة اكتشاف أوجه أخرى لهذه الدولة العريقة منها الوجه التجاري والاستثماري وكذلك التعرف عن قرب على الآلية التي تدار بها المؤسسات المدنية في فرنسا، ودائماً تكون رحلات اللجنة ناجحة ومثمرة''. وعن اختيار باريس تحديدا قال ''جاء اختيار باريس تلبيةً لدعوة من وزيرة التجارة الخارجية الفرنسية لمجموعة من شباب الأعمال السعوديين نظراً لما تمثله المملكة العربية السعودية من ثقل اقتصادي وسياسي على المستويين الإقليمي والدولي، ولقد كانت فرصة مميزة لنا كون باريس عاصمة للإشعاع الثقافي والحضاري, إضافة إلى احتضانها عديدا من الشركات العالمية ما يجعل منها بوابة للعبور ليس فقط إلى فرنسا لكن إلى جميع دول أوروبا''.
وعن المردود الذي جنيته من هذه الرحلة، قال العثيم إن المردود الأهم بالنسبة لي هو التعرف عن قرب على القوانين المنظمة لبيئة ونشاط قطاع الأعمال في فرنسا من جانب وكيفية تعاطي رجال الأعمال الفرنسيين مع آليات السوق العالمية من جانب آخر، إضافة إلى التعرف على فرص التعاون التجاري والاستثماري المشترك، وولدت لدي هذه المعرفة رؤية واضحة للكيفية المثلى لبناء شراكات ناجحة مع الجانب الفرنسي، ونحن بصدد استثمار هذا المردود بالتأكيد.
وعن رسالته إلى قطاع الأعمال الفرنسي، أوضح العثيم أن العلاقات السعودية ـ الفرنسية اليوم تشهد تقدماً وتقارباً ملحوظاً على المستويات كافة, ولا بد من أن ينعكس ذلك إيجابياً على زيادة النشاط التجاري والاستثماري بينهما ومن ثم يتعين على قطاع الأعمال في كلا البلدين أن يعملا لاستثمار هذا المناخ النموذجي, فالمملكة بما فيها من رؤوس أموال وبما تمثله كسوق واعدة, وفرنسا بما لديها من خبرات وتقنيات متقدمة، بلا شك قادرتان معاً على بناء مزيد من العلاقات التجارية والاستثمارية الناجحة، بما يتناسب مع حجم وثقل البلدين، لذلك أدعو كلا الجانبين إلى تكثيف زيارات العمل المتبادلة بينهما، فمثل تلك الزيارات سنسهم بالتأكيد في الإسراع بوتيرة قيام هذه العلاقات لبناء شراكات واعدة.