نعم للحب و الرحمة.. لا للعنف

نعم للحب و الرحمة.. لا للعنف

أحكمت إغلاق أبواب ونوافذ مكتبي وأسدلت الستائر، فتشتُ بين أوراقي المبعثرة وفتشتُ تحت مكتبي وبداخل خزائن الكتب والبحوث العلمية لا أريد أحدا!! أريد أن اختلي بنفسي لنفسي!! وقتها فقط خلعت نظارتي السوداء خلعت رأسي وذاكرتي!! كي أرى الصور الحزينة للأطفال المعنفين أمام عيني والممارس عليهم الإيذاء من قبل أسرهم يا للأسف!! فأين الحب والرحمة اللذان أودعهما الله في قلوب خلقه؟ أين العاطفة؟ أين الحنان والاحتواء لفلذات أكبادنا عصافير الأرض؟

أوصل الحال بمجتمعنا وأصبحنا نحتاج إلى حملات توعوية تعلمنا كيف نكون رحماء وكيف نحب ونقول لا للعنف ضد الأطفال مثل حملة "غصون الرحمة" سعدت لانطلاق هذه الحملة الإنسانية الرائعة وفي الوقت نفسه انتابني شعور بالحزن والغضب كوننا مجتمع "لا إله إلا الله".

ففي مقالي سوف أوضح ما العنف وإيذاء الأطفال وما أثرة في الفرد المعنف والأسرة والمجتمع فهي سلسلة مترابطة لا يمكن فصل عناصرها عن بعضها بعضا!! فمشكلات العنف ضد الأطفال تظهر بعض معالمها في كثير من المجتمعات المعاصرة الغربية والعربية ونلاحظ أن هذه المشكلات بدأت تطفو على السطح داخل مجتمعنا الغالي والدليل على ذلك استشعار الجهات الاجتماعية والمهتمة بالأسرة وحقوق الإنسان خطر مشكلات تعرض الأطفال للإيذاء، وتسجيل المستشفيات الضحايا الذين تعرضوا للعنف الذي من شأنه سيؤثر سلباً في عملية بناء شخصية الطفل، فدعونا نقول بصوت عال "نعم للحب والرحمة لا للعنف".

فلا للعنف بجميع أشكاله وأنواعه من ضرب وحرمان وإهمال، الأسرة هي البناء الاجتماعي الذي يتكون من الأب والأم والأطفال كما أنها من أهم العوامل المكونة لشخصية الطفل التي لها تأثير مباشر فيها ومن أهم العوامل التي تؤثر في عمليات النمو النفسي والاجتماعي للطفل. فدعونا نقول بصوت عال "نعم للحب والرحمة لا للعنف".

ولكن سنلاحظ أنه ما زال هناك تقبل من بعض الأسر لاتباع أسلوب العنف كأحد الأساليب المناسبة للتنشئة والضبط الاجتماعي للأبناء وإن اختلفت تسمياتها كالتأديب أو العقاب أو التربية، حيث إن بعض الوالدين يتبعون اتجاه التسلط والقسوة والإهانة في تنشئة أبنائهم التي تؤدي في النهاية إلى إثارة الألم البدني والنفسي لدي الطفل فلماذا لا نرجع إلى الأسلوب الراقي الصالح لكل زمان ومكان؟؟ وهي طريقة رسول الرحمة علية أفضل الصلاة والتسليم في تربية الطفل قال الرسول - صلى الله علية و سلم - "أكرموا أولادكم وأحسنوا آدابهم" ولنا في رسولنا الكريم قدوة حسنة فهو يوضح لنا أهمية الإحسان إلى الطفل وتكريمه لأنه في هذه المرحلة بحاجة للحب والتقدير من قبل الوالدين والحاجة للاعتراف بمكانته في الأسرة وفي المجتمع فالحب والرحمة لهما تأثير كالسحر فهو سيؤثر إيجابا في جميع جوانب حياته، فيكتمل نموه العقلي واللغوي والعاطفي والاجتماعي، فدعونا نقول مرة أخرى وألف مرة وبصوت عال "نعم للحب والرحمة لا للعنف".

* "هذه المادة منتقاة من "الاقتصادية الإلكترونية" تم نشرها اليوم في النسخة الورقية"

الأكثر قراءة