خلاف جديد حول كتاب ألف ليلة وليلة في مصر
لم يتأثر القراء في أنحاء العالم بعمل من أدب الشرق مثلما تأثروا بحكايات وقصص شهرزاد، مع الملك شهريار المولع بقتل النساء.
تلك القصص الساحرة التي ألهبت الخيال والعقول عبر قرون والتي حرصت شهرزاد على سردها كل ليلة للحفاظ على مزاج الملك شهريار، وردت في كتاب "ألف ليلة وليلة"، أحد أشهر وأهم كتب الأدب في العالم، بما يوحيه من خيال واسع لحضارات عريقة في الهند وبلاد فارس والمنطقة العربية.
ولكن الشرق يشهد جدلا كبيرا حول هذا الكتاب بسبب العبارات والايحاءات الجنسية الواردة فيه، وقد وصلت الانتقادات إلى حد اعلان البعض العداء لهذا الكتاب.
وينظر النائب العام في مصر دعوى قدمتها مجموعة من المحامين المسلمين، لمصادرة الكتاب.
وتطالب المجموعة الغاضبة من المحامين بإدانة المسئولين عن طرح طبعة مدعومة للكتاب من جانب وزارة الثقافة، وجاءت الدعوى بعد نفاد الطبعة المكونة من جزئين بسرعة كبيرة في الأسواق بسبب الاقبال عليها ورخص ثمنها. وكانت الهيئة العامة لقصور الثقافة التابعة لوزارة الثقافة المصرية طرحت الكتاب ضمن سلسلة "الذخائر" بسعر زهيد.
ووقعت نسخة الكتاب ، الذي يحكي عن الحسناوات من العبيد وأصحاب الدهاء من التجار والملوك المغامرين ، في أيدي عشرة محامين في مصر، بينهما امرأتان وسرعان ما صبوا جام غضبهم على الكتاب لمايحتويه من عبارات خادشة للحياء العام، حسب رأيهم.
وتقدمت مجموعة المحامين في السابع عشر من أبريل الجاري بعريضة
دعوى للقضاء تحتوي على مقاطع من الكتاب، تضر في نظرهم بالأخلاق ، لما تحويه من عبارات جنسية وشرح لكيفية تغلب الرجل على مشاكل سرعة القذف أثناء العلاقة وطالبت المجموعة بمصادرة الكتاب وحبس الناشرين ومحاكمة مسئولي هيئة قصور الثقافة ومن بينهم الكاتب والروائي المصري الكبير جمال الغيطاني.
وصف الغيطاني الدعوى بأنها جزء من الحملة الدعائية ضد المثقفين ومحاولة لاجبار الحكومة على حظر نشر الكتاب، وتغيير موقفها.
ومن جانبه، أدان فاروق حسني ، وزير الثقافة المصري ، فكرة حظر نشر وطباعة الكتاب، وأوضح قائلا "التعامل مع التراث بهذا الشكل الغرائزي.
وفي المقابل، قال مجدي عبد الحليم محمد ، أحد المحامين الموقعين على عريضة الدعوى ، إن كتاب ألف ليلة وليلة عمل رائع ولكن اللغة العربية معروفة بالثراء في كلماتها وكان من الممكن استخدام ألفاظ لا تخدش الحياء كبديل للألفاظ المستخدمة.
وأكد الوزير ، الذي أخلف قبل شهور في الفوز بمقعد مدير عام اليونسكو ، أنه لن يسمح بحظر هذا العمل الذي ينتمي للتراث الإنساني.