أصداء علمية ودولية لإنشاء مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية

أصداء علمية ودولية لإنشاء مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية
أصداء علمية ودولية لإنشاء مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية

حظي القرار الملكي بإنشاء مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة بأصداء محلية ودولية، وقد رأت الأوساط العلمية أن القرار خطوة مهمة لدعم التنمية المستدامة سواء في السعودية أو في دول المنطقة. ويعتقد خبراء أن القرار سيشكل نقلة نوعية على صعيد العمل التنموي، حيث سيمكن البلاد من تلبية الطلب المتزايد على الكهرباء ومياه التحلية، كما أنه سيكون دعامة كبيرة لترشيد استهلاك النفط، ما يعني حفظ حق الأجيال المقبلة في هذا المورد المهم كمصدر دخل رئيسي.
وفي تعليقات حول القرار، قال وليام كوهين وزير الدفاع الأمريكي الأسبق أمس إن الخطوة السعودية ستكون لصالح المنطقة. واعتبر لدى حضوره ضمن وفد تجاري في الرياض أن مثل هذه المشاريع تخدم ليس المملكة فحسب، بل المنطقة وبخاصة الدول المجاورة، مشيرا إلى ما يوليه العالم من أهمية لموضوع الطاقة البديلة، وما توفره من مصادر جديدة للطاقة. من جانبه قال الدكتور عبد الله العثمان مدير جامعة الملك سعود إن إنشاء مدينة متخصصة للطاقة الذرية والمتجددة يتسق مع النظرة الثاقبة التي تستند إليها رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز من أنه لا خيار في التنمية من دون العلم والمعرفة، وأن البحث العلمي وسيلة رئيسة في ترسيخ أسس المجتمع المعرفي في جميع شؤون الحياة، ولا سيما الاحتياجات الاستراتيجية للأجيال المقبلة.
في السياق ذاته، توقع محمد بن عبد الرحمن آل الشيخ المشرف على برنامج تقنيات الطاقة المستدامة في جامعة الملك سعود أن تطال تأثيرات المدينة ثلاثة محاور أساسية هي: التقني الصناعي، والأكاديمي البحثي، والاقتصادي التنموي. وقال إن المدينة الجديدة مجالان متكاملان هما الطاقة النووية والطاقة المتجددة، فإنتاج الكهرباء بالطاقة النووية من أرخص المصادر اليوم لكنه في حاجة إلى استثمارات ضخمة، أما الطاقة المتجددة فهي طاقة المستقبل وأسعارها اليوم غير تنافسية لكن يجب ألا نغفل هذا الباب اليوم لكي لا يصعب علينا دخوله غداً. هنا مزيد من التفاصيل:

#2#

وصف الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن العثمان مدير جامعة الملك سعود صدور الأمر الملكي السامي بإنشاء مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة بأنه قرار استراتيجي وتاريخي وهو من مضامين ودلالات تعزز توجه الدولة نحو تحول الاقتصادي الوطني إلى اقتصاد معرفي وهو شأن تقتضيه ضرورات تعزيز تنوع التكوين الاقتصادي للمملكة، والاستثمار في رأس المال البشري والتقني خصوصا في إيجاد بدائل للطاقة من أجل مستقبل أكثر أمنا للأجيال المقبلة فضلا عن تحقيق التنمية الشاملة المستدامة للوطن وتحسين جودة الحياة بتوفير ظروف اقتصادية أفضل قابلة للنمو والتطوير.
وأشار العثمان إلى أن إنشاء مدينة متخصصة للطاقة الذرية والمتجددة يتسق مع النظرة الثاقبة التي تستند عليها رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز من أن لا خيار في التنمية من دون العلم والمعرفة وأن البحث العلمي وسيلة رئيسة في ترسيخ أسس المجتمع المعرفي في جميع شؤون الحياة ولاسيما الاحتياجات الاستراتيجية للأجيال المقبلة.
وقال مدير جامعة الملك سعود إن توفير المياه المحلاة والطاقة الكهربائية ضرورة ملحة لنماء الوطن وازدهاره ولا مناص من البحث عن بدائل طاقة توفرهما بشكل دائم فالاعتماد على الموارد الهيدروكربونية المتمثلة في البترول والغاز لا يحقق مستقبلا آمنا في ظل الطلب المتزايد للماء والكهرباء بفعل النمو السكاني ومتطلبات الحياة العصرية، لافتا إلى أن إنشاء مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة ينم عن حرص واهتمام الدولة رعاها الله على ديمومة التنمية الوطنية والارتقاء بمستوى المعيشة وتوفير سبل الحياة الكريمة للمواطنين والمقيمين على حد سواء.
وأضاف الدكتور العثمان أن التأثير الإيجابي لمدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة سيشمل أبعادا أخرى غير الماء والكهرباء خصوصا في مجالات التطبيقات الطبية والزراعية وهي مجالات تمثل احتياجات مهمة لحياة المواطن.. مؤكدا على أن الوطن في عهد خادم الحرمين الشريفين يعيش مبادرات نوعية تلامس احتياجات المواطن وتنميته، فهذا الأمر السامي الكريم يأتي في سياق مبادرات وطنية منها إنشاء جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، والتوسع في عدد الجامعات على مستوى المملكة، وتأسيس شركة وادي الرياض وشركات أودية للتقنية في جدة والظهران، والدعم المالي اللا محدود للتعليم والبحث العلمي والتطوير التقني والتدريب، ما يجسد توجه الملك عبد الله وأنه رجل المعرفة والتقنية الذي يسعى برؤية مستقبلية واضحة لوضع مكانة تليق بالمملكة بين دول العالم الأول وأن تمضي قدما في دورها الاستراتيجي على المستويين الإقليمي والعالمي.
وقال الدكتور العثمان إن الأهداف التي حددت لمدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة والتي من أهمها تحديد الأولويات والسياسات الوطنية في مجالات الطاقة الذرية والمتجددة من أجل بناء قاعدة علمية تقنية في مجالات توليد الطاقة وتحلية المياه والمجالات الطبية والصناعية والزراعية والمعدنية، وتطوير الكفاءات العلمية والبحثية الوطنية في هذه المجالات، تعزز الرؤى الوطنية في أن المملكة تسير بخطى ثابتة نحو بناء مجتمع معرفي قادر على بناء اقتصاد وطني متين.
وبين الدكتور عبد الله العثمان أن جامعة الملك سعود تنسجم رؤيتها في مرحلتها التطويرية الحالية مع هذه التوجهات الاستراتيجية فقد عملت على إدراج تقنيات الطاقة المستدامة وتحلية المياه ضمن خططها التنفيذية من خلال إطلاق عديد من البرامج التطويرية من بينها تخصيص قطاع متخصص بشؤون الطاقة ضمن وادي الرياض للتقنية كذلك أحدثت برنامج تقنيات الطاقة المستدامة الذي يتولى مجالات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الهيدروجينية لإنتاج الكهرباء وتحلية المياه والتطبيقات الطبية والصناعية والتعدين والزراعة في برنامج مشترك بين كليات الهندسة والعلوم والزراعة والطب، كما أنشأت مجموعة من الكراسي البحثية في مجالات الطاقة والمياه مثل كرسي شركة أرامكو السعودية في مجالات الطاقة، إضافة إلى الأعمال المشتركة بين جامعة الملك سعود والمؤسسة العامة لتحلية المياه في المملكة خصوصا في تطبيقات تقنية النانو ذات العلاقة بالتحلية. وقد أسست الجامعة في هذا الاتجاه علاقات توأمة عالمية أعلنت عنها في أكثر من مناسبة منها مشروع تعاوني مشترك مع معهد MIT في الولايات المتحدة الأمريكية وجامعة نانيانق للتقنية في سنغافورة ومفوضية الطاقة الذرية CEA في فرنسا كلها أبحاث موجهة تركز على بدائل الطاقة خصوصا الشمسية وكذلك تقنيات تحلية المياه وتوطينها في المملكة.
واختتم الدكتور العثمان حديثه بالقول إن التهنئة للنا جميعا وللوطن بهذا المشروع الوطني الاستراتيجي مؤكدا أن خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني يولون مستقبل الوطن ونمائه جل الاهتمام والرعاية وأن ذلك يحملنا جميعا مسئولية التفاعل مع هذا الحرص وهذه الرعاية فتنمية الوطن مسؤولية مشتركة بين القيادة والمواطن وستشهد الأجيال المقبلة بمشيئة الله أثر مثل هذه المبادرات الإستراتيجية وانعكاساتها في تقوية اقتصاد الوطن وتنوع بنيته التحتية واستدامة النماء على أرض الواقع. وقدم مدير جامعة الملك سعود تهنئته وكل منسوبي ومنسوبات الجامعة للدكتور هاشم يماني والدكتور وليد أبو الفرج والدكتور خالد السليمان على الثقة الملكية الغالية متمنيا لهم التوفيق والسداد.

الأكثر قراءة