آل الشيخ: انطلاقة لبناء طاقة المستقبل والتغييرات ستطال 3 مجالات
أكد خبير في تقنيات الطاقة المستدامة أن القرار الملكي الخاص بإنشاء مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة يعد نقلة تقنية واقتصادية وعلمية مهمة ستسهم في إحداث تغييرات إيجابية واسعة في عدة مجالات اقتصادية مهمة.
وقال محمد بن عبد الرحمن آل الشيخ مدير برنامج تقنيات الطاقة المستدامة في جامعة الملك سعود إن تأثير المدينة سيطال ثلاثة محاور أساسية هي: التقني الصناعي، والأكاديمي البحثي، والاقتصادي التنموي.
واعتبر أنه في المحور الأول فإن دخول أي بلد لعصر المفاعلات النووية لإنتاج الطاقة يحتم عليها التوسع في المجال التقني والتصنيع الدقيق المتقدم مثل الالكترونيات والتحكم وهندسة المواد والديناميكية الحرارية، وغيرها من المجالات، فهذه مجالات في غاية التقدم وتحتم على البلد أن تطورها بنفسها.
وفي المجال الثاني – كما يقول آل الشيخ - فإنها ستعمل على توحيد جهود الجامعات السعودية وتجعل لها مظلة عمل تكاملية لدعم المجال البحثي وتخريج الكوادر السعودية المتخصصة. وبين أن جامعاتنا اليوم تضم برامج علمية من بكالوريوس وماجستير ودكتوراه في هذا المجال، وتزخر بعديد من الطاقات والخبرات المتميزة من أبناء البلد ومن أشقائنا المتعاقدين القادرين على إمداد المدينة بالطاقات المؤهلة وعمل أبحاث متخصصة في المجال، ولدى الجامعات مراكز تميز وكراسي بحثية ومعاهد طاقة متنوعة، أتمنى أن يكون للمدينة الجديدة الدور البارز في تموينها ودعم أبحاثها، لكي يكون لدينا هدف واحد وبناء واحد كل يضع فيه لبنة متقنة من إنتاجه.
وثالث المحاور التي يسوقها آل الشيخ فهي في المجال الاقصادي والتنموي لأن البلاد تحتاج مصادر غير تقليدية للطاقة لإنتاج الكهرباء وتحلية المياه، وهما محورا التنمية لدينا، وعليهما تدور نسبة كبيرة من الأبحاث والإنتاج العلمي في الجامعات.
وقال المشرف على برنامج تقنيات الطاقة المستدامة في جامعة الملك سعود إن المدينة ستوفر عددا كبيرا من الوظائف المتخصصة للشباب السعودي المطالب اليوم أن يقبل بكل مشاعره وحواسه على مثل هذه التخصصات، وأن يعلم علم اليقين أنه سيتخصص في أدق مجالات التقنية المتقدمة وعليه أن يعلم كذلك أن بلده لن يبنيه غير شبابه في هذا المجال.
وقال «أحب أن أضيف أن لهذه المدينة الجديدة مجالان متكاملان هما الطاقة النووية والطاقة المتجددة، فإنتاج الكهرباء بالطاقة النووية من أرخص المصادر اليوم لكنه في حاجة إلى استثمارات ضخمة، أما الطاقة المتجددة فهي طاقة المستقبل وأسعارها اليوم غير تنافسية لكن يجب ألا نغفل هذا الباب اليوم لكي لا يصعب علينا دخوله غداً، فبلادنا تملك مقدرات مهولة من الطاقة الشمسية بكمية سطوع شمسي عالية، وهي إضافة إلى كونها طاقة المستقبل فهي أيضا أساسية لطاقة مستقبلية أخرى هي طاقة الهايدروجين.