بنك الأسرة البحريني .. أول بنك إسلامي لتمويل المشروعات الصغيرة
شهدت بداية العام الجاري إعلان البحرين افتتاح أول بنك إسلامي متخصص في التمويل متناهي الصغر تحت اسم "بنك الأسرة". وهو بنك يتعامل مع محدودي الدخل والأسر المحتاجة بهدف تحسين مستوى معيشة تلك الفئة تحت مظلة المصرفية الإسلامية.
ويهدف بنك الأسرة الى تمويل الأسر الفقيرة في مشاريع خاصة تراوح تكلفتها بين 150 دينارا بحرينيا وسبعة آلاف دينار، أي ما يعادل نحو 18.4 ألف دولار أمريكي، على أن تسدد قيمة القرض للبنك في أقصر مدة ممكنة. وتعتمد رؤية البنك على تطبيق المعايير السليمة ضمن تعاليم الشريعة الإسلامية في تمكين الأفراد والأسر محدودة الدخل من البحرينيين من بناء مستقبل آمن، وذلك عن طريق توفير دعم لعملاء البنك من خلال تقديم خدمات الإقراض والادخار وتطوير مهارات الأفراد.
وقالت فاطمة البلوشي ــ وزيرة التنمية الاجتماعية البحرينية ــ إن بنك الأسرة سيساهم في تطوير الخدمات التمويلية متناهية الصغر، كما سيطور من النموذج الإسلامي في هذه الصناعة، حيث إن التمويل متناهي الصغر بات يمثل إحدى أهم آليات التنمية الاجتماعية الاقتصادية.
كما يستهدف المشروع على المدى الطويل العمل على توسيع الطبقة الوسطى في المملكة، إذ إن توجيهات الحكومة البحرينية تدعو إلى التركيز على هذه الطبقة وتوفير سبل تطوير الإنتاجية والاعتماد على الذات. ويأتي هذا البنك بفكرته وتوجهاته تنفيذا لرؤية البحرين الاقتصادية 2030 والاستراتيجية الوطنية لتطوير العمل الاقتصادي والاجتماعي والحكومي للسنوات 2009 ــ 2014 لتسهيل ريادة الأعمال، التي تهدف بجانب تنمية وتطوير المشروعات الصغيرة والمتوسطة إلى نشر روح المبادرة لتأسيس أنشطة مدرة للدخل ومشروعات متناهية الصغر ينشئها أفراد الأسر محدودة الدخل.
ومن جانبه أشار عاطف الشبراوي ــ الرئيس التنفيذي لبنك الأسرة ــ إلى أن نشاط البنك لا يقتصر على الإقراض والتمويل، بل يساعد في تكوين وتطوير المشروعات، حيث يتميز البنك بعدد من النقاط تبدأ من الفكرة المؤسسية لإقامة البنك وتنتهي بعدد من الخدمات، التي هي حزمة متكاملة تتيح أكبر فرص ممكنة لنجاح الأفراد الذين يقوم البنك بتمويل أعمالهم. ويؤكد الشبراوي أن بنك الأسرة سيتعاون مع مختلف المنظمات المدنية في البحرين لتمويل عديد من البرامج الاقتصادية والاجتماعية.
ونسبت وكالة الأنباء البحرينية الرسمية إلى البلوشي قولها "إن إطلاق البنك سيأخذ دوره في توفير فرص كبيرة للأسر والأفراد محدودي الدخل لزيادة إيراداتهم وتحسين وضعهم المعيشي"، مشيرة إلى أن الهدف الأول هو خدمة الفئة الأكثر احتياجاً التي عادة لا يكون لها دخل ولا يكون لها حسابات في البنوك ولا تكون لديها أصول تقدمها كضمانات، فيأتي بنك الأسرة ويقدم هذه القروض بدون أي ضمانات ولكن فقط على مبدأ الثقة بين الطرفين.
من جانبه أكد رشيد محمد المعراج محافظ مصرف البحرين المركزي أن بنك الأسرة يجسد مقومات الشراكة من حيث اتفاق التوجهات بين الشركاء على العمل معا لتنمية المجتمع وتفعيل دور القطاع الخاص في المجتمع عبر المسؤولية الاجتماعية في دعم مبادرة برامج البنك المختلفة.
تجدر الإشارة إلى أن الجهات المساهمة في رأس مال بنك الأسرة تحقيقا لمبدأ الشراكة المجتمعية بجانب مساهمة وزارة التنمية الاجتماعية، هي المؤسسة الخيرية الملكية والبنك الأهلي المتحد، وبنك إثمار، وبنك البحرين والكويت، وبيت التمويل الكويتي.