«شباب الرياض» مجموعة تقدم الأعمال الإغاثية التطوعية
بدأ العمل التطوعي الشبابي في مجتمعنا السعودي ينهض بعزم وروح جادة صادقة, ولعل الوجه الجلي لهذا العمل التطوعي بدا واضحا للعيان إبان فاجعة جدة, حيث هرع الشبان والفتيات للعمل التطوعي لمساعدة المنكوبين.
حيث زاد عدد المتطوعين على ثمانية آلاف شاب وشابة. ولم تقتصر تلك الجهود على شباب وشابات جدة فقط بل امتدت لتشمل فرقا تطوعية من شتى مدن السعودية كالرياض ومكة المكرمة والطائف وأبها شدت رحالها إلى جدة من أجل نجدة إخوانهم. «مجموعة شباب وبنات الرياض التطوعية» إحدى الفرق التطوعية التي قامت برحلة إلى جدة شارك فريق منهم مكون من عشرة متطوعين في الأعمال الإغاثية هناك. نستضيف هنا مشاري الهاجري الناطق الإعلامي للمجموعة ليحكي لنا عن هذه التجربة.
كيف كانت بداية فكرة الرحلة؟ وما هدف رحلتكم التطوعية مع وجود المجموعات التطوعية الكافية في جدة؟
البداية كانت فكرة من أحد أعضاء المجموعة وهو حمدان الحمدان حيث كتب اقتراحا في الصفحة الشخصية في المجموعة ثم تفاعل الشباب مع الفكرة بشكل سريع وتم تحديد الموعد والمكان ووقت الإنطلاق والعدد المطلوب، كان الهدف من المشاركة هو التضامن الاجتماعي, فنحن نعلم أن الشباب المتطوع في جدة لا يتوانى عن خدمة وطنه لكننا في الرياض أحببنا مشاركتهم الهمّ الوطني.
ماذا كان دوركم في الأعمال الإغاثية؟
تم التعاون مع الفرق التطوعية في الندوة العالمية للشباب الإسلامي، فهم يقومون مشكورين بجهد مبارك منذ بداية الكارثة، كان عملنا معهم في توزيع سلال الأغذية وسلال الملابس والبطانيات وسلال أغراض المطبخ على الأسر المتضررة من جرّاء الكارثة، وكنا نزورهم في البيوت نتفقد أحوالهم ونلعب مع أطفالهم ونواسيهم.
كيف كان تفاعل المجموعات التطوعية الأخرى بوجود مجموعة تطوعية من الرياض؟
كان شعوراً لا يوصف فقد كان المتطوعون من جدة ومكة والطائف وأبها والرياض يعملون بروح واحدة، في جو أخوي يملؤه الحب والعطاء والشعور بالمسئولية الاجتماعية، كانت دفعة معنوية كبيرة لنا ولهم أن نعمل في هذه الأجواء الرائعة التي لن ننساها متكاتفين مترابطين نتشرف بخدمة آبائنا وأمهاتنا وإخواننا المنكوبين، شعور لا يوصف.
ما أبرز المشاهد التي علقت بذاكرتك؟
أبرز مشهد هو وقوف الجميع (من كل الجنسيات) في صف واحد لتسلم المعونات، فنحن لم نفرق بين المواطن والمقيم في هذه الكارثة، جميعهم متضررون، جميعهم بشر، يستحقون منّا أن نبذل كل ما نستطيع لنفرّج الهمّ عنهم بلا تفرقة ولا تمييز لأنها حالة إنسانية عامة، فتكسرت في ذهني مشاعر العرقية والتعصب لبلد دون بلد، وأننا جميعنا قد نتعرض لأي حدث فنضطر للوقوف جميعاً صفاً واحداً بلا عنصرية ولا تفضيل، ما أجمل أن نشعر أننا كبشر لا بد أن نحيا بتكاتف وتعاون إنساني حضاري نتجاوز فيه الأزمات سويّاً.
هل هناك شيء بهرك في هذه المشاركة؟
بهرني كيف أن هذا الوطن المعطاء يزخر بعشرات الشباب الطامحين الواعدين الذين يخدمون دينهم ووطنهم ولا ينتظرون جزاءً ولا شكوراً.
ما الدافع لك للعمل التطوعي؟
الشعور بالمسؤولية، فنحن كشباب تعلمنا من هذا البلد أن الحب والعطاء هما سبيلا النهضة والرقي، ولا نستطيع أن نرتقي بلا تكاتف وتعاون وتضافر، نحن الشباب المتطوع نؤمن بأن المسؤولية ملقاة على عاتق كل فرد منّا، لذلك يملأ تفكيرنا أن نعمل ونفكر ونبذل لنرتقي بوطننا ومجتمعنا لنكون نموذجاً حضارياً يقتدى به، وما ذلك على الله ببعيد.