إعلامنا وهمومنا

تعد المنطقة الشرقية من أوائل المناطق التي اهتم أبناؤها بالإعلام المرئي والمقروء والمسموع، فظهرت بدايات الصحافة في المنطقة الشرقية أولاً، كصحيفة أخبار الظهران، وصحيفة الفجر الجديد، ومجلة الشعاع، وصحيفة الخليج العربي، ومجلة هجر، ومجلة قافلة الزيت، وغيرها من الصحف، ثم تلفزيون الظهران الذي ساهم في انطلاقة وتطور الإعلام في ذلك الوقت، ولكن للأسف ظلت هذه المنطقة حبيسة الإبداع في الماضي تحت جهود فردية بعيدة عن الإعلام المؤسسي والجماعي الذي تفتقر إليه المنطقة حتى يومنا هذا، فهمومنا كثيرة جداً في إعلامنا، وخاصةً في منطقتنا الشرقية، أرض الخير، نعم لدينا إمكانات وطاقات بشرية هائلة على مستوى عال جداً، نعم لدينا خبراء ومستشارون وإعلاميون بارزون، وكذلك لدينا المحررون والمراسلون والمعدون، أثبتوا وجودهم في الساحة الإعلامية محلياً وعالمياً، وغيرهم من لهم صلة بالإعلام والعمل الإعلامي، ولكن من يدعم هذه النخبة، ومن يشد من أزرهم ويقف بجانبهم، حيث أصبح الإعلام يسابق الزمن في وقت تعد فيه السرعة عاملاً مهما في التغطية الحديثة المتطورة في نقل الخبر وتغطية الأحداث في مختلف دول العالم بالصوت والصورة المزودة بالتقارير والاستنتاجات التي يريدها الباحث عن المعلومة ويحق له أن تكون في متناول يديه، فالمعوقات الإعلامية في المنطقة الشرقية كثيرة فمنها على سبيل المثال (ضعف الإمكانات، وقلة الموارد، وعدم تطوير الكفاءات المتخصصة وندرة الحوافز المادية والمعنوية، وعدم توفر الأمان الوظيفي وامتيازاته، وكذلك الوساطة والمحسوبية التي تصب على حساب مصلحة العمل، وعدم استقطاب الوكالات والمكاتب العالمية، والتجميد الوظيفي، والتهميش للمتخصصين والمبدعين؛ كلها أمور أسهمت في عدم تطور الإعلام في المنطقة.
ولعلي أود أن أذكر شيئاً مهما للغاية لكي يحقق العمل الإعلامي النجاح المأمول بإذن الله، علينا أن نطور وندعم الكفاءات لدينا بإتاحة الفرصة لهم للدخول في معترك المجال الإعلامي وإشراكهم في الدورات والمناسبات الإعلامية العالمية وتأهيلهم تأهيلاً إعلامياً شاملاً بجعل الثقافة الإعلامية منبعهم وموردهم وذلك لدعم الحس الإعلامي لديهم، وخلق ثقافة الحب المتبادل بين الإعلامي وعمله في مجال الإعلام.. عندئذ إن وجدت هذه الثقافة فإن المستفيد الأول هو الباحث عن المعلومة لأنه سيحصل عليها في أسرع وقت، وأفضل صوت وصورة، وأجمل تقرير.
وإنني بكل شفافية وصراحة واضحة كأحد أبناء هذه المنطقة أضع هذه الهموم الإعلامية التي تعاني منها منطقتنا الشرقية، أضعها بين يدي معالي وزير الثقافة والإعلام بإنصاف هذه المنطقة إعلامياً وإعطائها حقها من الامتيازات المادية والمعنوية التي ترفع من شأن أبنائها لمواصلة المسيرة الإعلامية في ظل القيادة الحكيمة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي