هل ستنفجر القنبلة؟!

هل ستنفجر القنبلة؟!

سؤال يرمي نفسه بين أيدينا! ربما أن اليابان لم تخضع لتهديدات أمريكا أثناء الحرب العالمية الثانية إلا بعد أن شاهدت الفعل لا القول؛ نعم هناك الكثير من البشر لا يعبأ بالأقوال حتى تهجم عليه الأفعال وساعتها لا مجال إلا لندم وربما لا ينفع حتى الندم .
المهم أن اليابان قد رممت بيتها من جديد، وبدأت نهضتها إلى الأمام؛ فمن أين بدأت؟
باختصار بدأت من الصفر.. حيث نظرت يميناً وشمالاً فلم تر إلا غبار القنبلة قد ملأ السماء، ودمر الأرض، عندها قررت أن الإنسان الياباني هو ثروتها الحقيقية فعملت على رعايته أشد الرعاية وحققت له جميع سبل الرقي للأعلى حتى وصلت إلى العلالي ونحن ما زلنا (نلالي).

وبالنظر إلى واقعنا العربي والإسلامي؛ نشاهد أن أقل اهتمام قد يرمى إلى كائن حي هو الإنسان؛ فلا يوجد استثمار حقيقي لطاقاته، ولا حتى اعتراف جزئي بأهميته فضلاً عن السعي إلى تطويره إلا من رحم ربي.
برزت في العشر السنوات الأخيرة مشكلة دقت جميع نواقيس الخطر، بل صعدت إلى رأس الرمح، واعتلت أعلى الهرم ؛ ولا من مجيب.

مع الأسف أن حالة اليابان قد تعود إلينا؛ أقصد أن قنبلتهم الذرية التي حصدت أرواح 300 ألف إنسان جعلتهم حديث التاريخ وعبرة له؛ قد تكون بالنسبة للخطر القادم إلينا أهون بكثير فالقنبلة التي باتجاهنا محملة بملايين الأشخاص من جميع الدول الإسلامية؛ وكأنهم جيوش قد اجتمعت من عدة دول لتحاصر بعضها بعضا، فتأكل بعضها، وتنهش لحمها، وتسبح في داكن دمائها إذا اعتمدنا على مبدأ لا خطر إلا ما يقع، لا ما يتوقع.
أسمعوا وعوا.. اليوم وصل عدد العوانس في المملكة إلى نحو المليونين، وعشرات الملايين في بقية الدول العربية في تصريحاتها الرسمية والعلنية بل وحتى الفضائية؛ صحيح أن الأمر لا يحتاج إلى تصريحات فهو ظاهر وباد على العلن، وطاف على السطح؛ إلا أن شعوراً ما بالخطر هو ما دفعها إلى الحديث.

ما الخطر القادم؟
الخطر القادم قد وقع جزءٌ منه..

قرأت هذا الخبر في موقع جريدة مصرية (انتحار 2700 فتاة مصرية في 2007 بسبب العنوسة) حيث يقول الخبر: (أظهرت دراسة حديثة أجراها المركز القومي للسموم التابع لجامعة القاهرة أن هناك 3708 حالات انتحار في مصر خلال عام 2007 منها 2700 حالة انتحار بين الشباب في العاصمة القاهرة، وبينت الدراسة أن نسبة المنتحرات من الإناث كانت أكثر من الذكور لتصل إلى 68 في المائة للإناث مقابل 32 في المائة للذكور.
وأظهرت الدراسة أن الإناث ينتحرن في سن صغيرة، ليثبتن حرمانهن وشكواهن من شيء ما، خلافا للذكور الذين عادة ما ينتحرون لأسباب مهمة، كما أن هناك اختلافا جذريا في كيفية الانتحار، فالإناث يتناولن حبوبا مهدئة أو أخذ كمية بسيطة من بعض المواد السامة، ما تؤدي إلى أعراض التسمم فقط، بخلاف الرجال الذين ينتحرون بطريقة جادة ونهائية بهدف الموت. وحسب صحيفة البيان الإماراتية؛ أظهرت الدراسة أن المنتحرات يعانين اضطرابا ما كالخلل الأسري والتفكك، وهناك سبب قوي منتشر جدًا في الدول العربية وهي العنوسة، التي أصبحت شبحاً كبيراً يهدد معظم الإناث، إضافة إلى الخيانة الزوجية أو الصداقات العاطفية).

فيا أيها العقلاء: هل انفجرت قنبلة العوانس؟ هل أنا مبالغ أم أن الأمر قد خرج من فوق الواقع، ونطح كل طالع، وصعد فوق رأس كل مطالع؟!
نعم الأمر هكذا.. والواقع داهمنا.. والقنبلة الاجتماعية قد انفجرت!
نعم انفجرت فأخرجت لنا شبكات الابتزاز وما أدراك ما الابتزاز..
نعم انفجرت ففرخت لنا قضايا العرض والشرف التي لم يكن يسمعها مجتمعنا في السابق.
نعم انفجرت فأنتجت لنا العديد من اللقطاء الذين يخرجون إلى المجتمع سنوياً ولا يعرفون آباءهم أو أمهاتهم.

نعم انفجرت وأخرجت لنا عديدا من الزيجات الغربية المشينة والغريبة على ديننا الإسلامي ومجتمعنا الأصيل كالمطيار والمصياف والوناسة وزواج الفريند والمسيار وغيرها الكثير والكثير، والمليء بالطلاقات والنزاعات؛ فضلاً عن الغش والتدليس، والبعد كل البعد عن إنشاء بيت وأسرة تبني مجتمعا فهو مجرد متعة يحاولون إيجاد مسوغ لها إلا من رحم ربي. المهم أن هذه الزيجات قنبلة انفجرت لم نكن نتوقعها أبداً.
الخلاصة: إن هذه القنبلة قد انفجرت، وأشعلت لنا حريقاً، وإن أي حريق إذا أمكن السيطرة عليه في بدايته يخمد وينطفئ ربما في غضون ثوان.. أما إذا أهمل وترك ولم يتعامل معه في لحظاته الأولى فقد يأتي على الأخضر واليابس وبعد ذلك لا ينفع الندم.. بعد هذا.. هل من سبيل إلى جمعية تطفئ لهيب نيران العنوسة؟!
عدد القراءات: 401

* "هذه المادة منتقاة من "الاقتصادية الإلكترونية" تم نشرها اليوم في النسخة الورقية"

الأكثر قراءة