الرياض: ورشة عمل عن المخاطر الاقتصادية للاقتصاد العالمي والمحلي
عقد مركز الدراسات الآسيوية في معهد الدراسات الدبلوماسية بالتعاون مع شركة لاند مارك من الولايات المتحدة، الثلاثاء الماضي، في الرياض ورشة عمل مغلقة بعنوان «المخاطر التي يواجهها الاقتصاد العالمي والمحلي في القرن الـ 21»، شارك فيها خبراء وأكاديميون وكبار رجال الأعمال. وأوضح الدكتور رجا المرزوقي المشرف على مركز الدراسات الآسيوية، أن ورشة العمل تأتي ضمن نطاق نشاط المركز لبحث الموضوعات ذات الأهمية بالنسبة للمملكة. وذكر الدكتور المرزوقي أن تنظيم ورشة العمل الثانية حول الأزمة المالية العالمية، حيث نظم المركز نقاش الطاولة المستديرة حول الأزمة المالية العالمية وآليات التعامل معها ودور المملكة في مجموعة العشرين في شباط (فبراير) 2009.
وأفاد بأن ورشة العمل تناولت بالتقييم كلاً من المنظورين الدولي والمحلي للمخاطر المالية التي قد تنشأ مستقبلا، كما قال إن الورشة ركزت في مواضيعها على ثلاثة محاور وهي الرهن العقاري والمصرفية الإسلامية ومخاطر الديون، ونوه بأن العالم تعامل مع الأزمة بجهد جماعي من خلال مجموعة العشرين، حيث حظيت المحفزات المالية والاقتصادية بنصيب الأسد من التعاون الدولي، بينما الخلل الهيكلي الذي أدى إلى نشوء الأزمة لم يتم وضع آليات تعالجه وأن التركيز على المحفزات المالية وعدم معالجة الخلل الهيكلي الذي يعاني منه الاقتصاد العالمي قد يتسبب في نشوء أزمات اقتصادية مستقبلية ويجعل الاقتصاد العالمي عرضة للهزات الاقتصادية بشكل مستمر وفي أوقات قصيرة.
وحظيت الورشة بمشاركة من كبار رجال الأعمال والشركات والمتخصصين وكبار المسؤولين في المملكة، بالإضافة إلى الدكتور نسيم طالب البروفيسور الأمريكي اللبناني الأصل ومؤلف كتاب البجعة السوداء (من أكثر الكتب مبيعا حسب جريدة النيويورك تايمز) وهو ممن تنبأ بحدوث الأزمة العالمية ومن أشهر الذين كتبوا حول الأزمة المالية. دعا فيها الدكتور طالب الحكومات والشركات إلى التقليل من الاعتماد على الديون في جميع أعمالها، والاعتماد على نظام المصرفية الإسلامية، وذلك لما في الديون من مخاطر واسعة وواقعية النظام المالي الإسلامي. حيث أشار إلى أن العلم منبعه شرقي ويجب أن يرجع لجذوره، واعتبر أن نظام الاقتصاد الإسلامي بما يركز عليه من مشاركة في الأرباح والمخاطر وعدم تضخم القطاع المالي على حساب القطاع الحقيقي يتفوق على الأنظمة الغربية ويسهم في استقرار الاقتصاد على المدى البعيد ويقلل احتمالية الهزات الاقتصادية. كما أكد أهمية تبني المملكة هذا النظام والاستفادة منه في وضع نظام اقتصادي يستفيد من الاقتصاد الإسلامي. وشدد البروفيسور الأمريكي على خطورة نسخ نظام الرهن العقاري في الولايات المتحدة، وذلك لاعتماده على الديون مما قد يرفع نسبة الديون للدخل القومي مشكلا خطرا على الاقتصاد المحلي واستقراره ، مشيرا إلى أن المملكة لديها ميزة خاصة تنبع من وجود فكر التمويل الإسلامي وإيمان أفراد المجتمع به وقدرة المملكة على الابتكار ووضع نظام خاص يقوم على مبدأ المشاركة وتقليل الديون وتوزيع المخاطر. ودعا نسيم إلى ضرورة تشجيع الشركات والأفراد بعدم التمادي في الاعتماد على الديون، من خلال موازنة ذلك لكون الديون تتسبب في إرهاق المقترضين، خاصة على المدى البعيد ولما فيها من آثار سلبية، تنعكس سلبا على الاقتصاديات المحلية، في الوقت الذي أكد فيه ضرورة الاعتماد على التمويل الإسلامي ومبدأ المشاركة في التمويلات. وأشار الدكتور المرزوقي إلى أن نقاش الطاولة المستديرة للعام الحالي يستهدف نقاش المشكلات التي يواجهها الاقتصاد العالمي والمحلي ووضع التوصيات المناسبة فيها تمهيدا لرفعها للجهات ذات العلاقة في المملكة للاستفادة منها في وضع الاستراتيجيات المناسبة في معالجة الخلل الهيكلي الذي يجعل الاقتصاد المحلي عرضة للهزات الاقتصادية.