«العلوم الإنسانية» أول محاور مؤتمر التعليم العالي.. والحضور النسائي يفوق التوقعات
«العلوم الإنسانية» أول محاور مؤتمر التعليم العالي.. والحضور النسائي يفوق التوقعات
افتتحت أمس جلسات المؤتمر العلمي الأول لطلاب وطالبات التعليم العالي بمشاركات إبداعية علمية في محور العلوم الإنسانية قدمتها طالبات وطلاب قسم الإحصاء والرياضيات ضمن محور العلوم الأساسية والهندسية, وشهدت الجلسات حضورا نسائيا كثيفا في بداية الجلسات التي قدمت فيها الطالبة صباح علي أحمد من جامعة الملك سعود بعنوان: Exact Bayesian prediction of order statistics from uniform distribution, ثم ألقت الطالبة تغريد سعيد المالكي من جامعة الملك سعود بحث الماجستير بعنوان: Generalized order statistics from log-logistic distribution
كما ناقش أعضاء لجنة التحكيم الطالب يحيى أحمد الناشري من جامعة الملك سعود, والطالبة شروق خلف الشريف من جامعة الطائف ثم ألقت الطالبة دعاء إبراهيم العوضي طالبة بكالوريوس من جامعة الملك عبد العزيز بحثها في محور العلوم الأساسية والهندسية. واختتمت الجلسات الصباحية بمحور العلوم الأساسية والهندسية ببحث طالبة الماجستير مشرفة عبدالعزيز من جامعة الطائف.
وأشادت لجنة التحكيم بالجهود المبذولة والتنظيم الداخلي للمؤتمر وكذلك بأبحاث الطلاب والطالبات ومشاركاتهم التي وصفوها بالمتميزة, وعبر أعضاء لجنة التحكيم عن سعادتهم بجهود الطالبات وخاصة أن بعضهن تعتبر هذه التجربة الأولى لهن من نوعها.
يذكر أن حاجز الرهبة والخوف لدى البعض من المشاركين والذي كان باديا في بداية جلسات المحور قد تجلى بعد مرور دقائق قليلة وبعد المناقشات الحوارية الهادفة وكان البعض من الطلاب والطالبات مثالا وقدوة حسنة لزملائهم وزميلاتهن الذين سيقدمون أبحاثهم في الأعوام المقبلة, علما أن الأبحاث لم تقتصر على رسائل الماجستير والدكتوراه بل شملت بحوثا من طالبات البكالوريوس.
وعلى الصعيد ذاته في محور العلوم الإنسانية والاجتماعية افتتح الطالب علي مهاما من الجامعة الإسلامية بحثه المقدم تحت عنوان»ضوابط التفكير العلمي في الإسلام» بقوله إن الإسلام وضع الشريعة التي توجه العقل نحو التفكير السليم, مضيفا: «وضع الإسلام عددا من الضوابط التي تضمن سلامة التفكير، ومنها تجنب الخوض في الأمور الغيبية، وربط التفكير بالهدف، وقيد الفكر بالأخلاق، إضافة إلى تقديم الشرع على الآراء الفكرية».
وأوصى الطالب مهاما بربط مظاهر الكون بالآيات الشرعية والأحاديث النبوية، والاهتمام بالأبحاث التي تتعلق بتأصيل العلوم الكونية على أساس شرعي، والعناية بالدراسات التي تتعلق بالبناء الفكري بما يحقق سلامة الفكر, مشيرا إلى أن التفكير العلمي هو إعمال العقل من أجل اكتشاف الحقائق المجهولة، وقال: « يهدف البحث إلى توضيح ضوابط التفكير العلمي الصحيح على ضوء منهج الإسلام».
فيما ناقشت الجلسة التالية من محور العلوم الإنسانية والاجتماعية عدة بحوث رأس الجلسة الأولى فيها محمد السفياني وقررها أحمد القحطاني , وبدأ الطالب أحمد جالو من الجامعة الإسلامية عرض بحثه المقدم بعنوان «حلاوة القرآن في قلوب المؤمنين» وتحدث الطالب عن أهداف البحث ومنها إبراز حلاوة القرآن ولذته وبيان أثر القرآن في قلب المؤمن ودوره في تحقيق الأمن. ليوجه بعدها رئيس الجلسة الحديث للمحكمين الدكتور إبراهيم الدوسري والدكتور عيسى الدريمي لإبداء الرأي حول البحث . وفي البحث التالي تحدث الطالب محمد الريزان عن فكرة ابتكرها بعنوان «مذكرة شبل الحافظ « , وبدأ الطالب حديثه بذكر مقدمة عن الفكرة ومن النقاط التي ذكرها في المقدمة تعليم القرآن ومدارسته ووصفه من الأعمال الفاضلة والمشاريع النافعة, واعتبار تعليم القرآن محضنا تربويا. وتحدث الطالب محمد عن الأسباب التي دفعته للتفكير في هذه الفكرة وكان من أبرز الأسباب أن الطالب كان معلما في إحدى حلقات التحفيظ, مبينا أن المستهدفين من هذه الفكرة هم المعلمون والطلاب الصغار الذين هم في المراحل الأولية الدراسية من التعليم ، وتحدث أيضا عن أبرز المشاكل الموجودة في تعليم القرآن في حلقات المساجد للمراحل الأولى في التعليم الابتدائي, مبينا أبرز إيجابيات الفكرة وهو ربط الطالب بالقرآن الكريم.
وأبدى بعد ذلك المحكمون رأيهم بالفكرة حيث ذكر الدكتور الدوسري أن الفكرة ضرورية وملحة واصفا إياها أحد الحلول التي يتطلع الجميع إليها. وقدم الدكتور الدريمي شكره للطالب على هذه الفكرة الإبداعية والتي تربط الحفظ بالفهم ، وأكد الحضور على أهمية وجمال الفكرة. وتحدث الطالب إيكو مصباح الدين من جامعة الملك سعود في المناقشة التالية عن أبرز نقاط بحثه وهي اعتراضات المؤلف على أدلة الجمهور, وكذلك الاعتراضات على أنواع النسخ في القرآن الكريم , قدم بعدها الطالب خلاصة عن البحث، وأبدى المحكمون رأيهم عن البحث وشكروا الطالب على البحث. وبعد ذلك استمع الجميع لأسئلة الحضور.
وأوضح الدكتور إبراهيم الدوسري بعد نهاية الجلسة أن بعض البحوث التي نوقشت احتوت على نوع من الإبداع والتميز مع أن مستويات الطلاب في مرحلة التكوين, مضيفا أنهم تخطوا مراحلهم وقفزوا إلى ما هو أعلى بكثير. وأشار الدكتور الدوسري محكم الجلسة إلى أن الجانب الآخر الذي أثار دهشة الحضور من ناحية البحوث المقدمة هو مناقشتها لموضوعات ضرورية والحاجة إليها ملحة وكان الأولى أن يتبنى هذه الموضوعات مجامع علمية كالجامعات والمراكز البحثية , وبعض المؤسسات المختصة مثل مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة , مبينا أن المؤتمر العلمي الأول هو أحد الأماكن التي ينبغي أن تناقش فيها مثل هذه البحوث التي ستسهم إسهاما فاعلا وقيما في تحقيق الأهداف المرجوة منها.