زيادة شعبية الجهاديين

زيادة شعبية الجهاديين

أصبحت الحرب في الصومال بين الميليشيات الإسلامية المعروفة باسم شباب والحكومة ''الانتقالية'' المدعومة كما يفترض من الغرب التي يرأسها شريف أحمد، وهو نفسه إسلامي يروج لقانون الشريعة، أكثر دموية. وتقول الأمم المتحدة إن القتال العنيف في العاصمة، مقديشو، أدى إلى هروب ما لا يقل عن ثمانية آلاف من السكان هذا الشهر، إضافة إلى الصوماليين البالغ عددهم 1.5 مليون شخص النازحين أصلا، من أصل عدد سكان كان في السابق يتجاوز ثمانية ملايين نسمة. ولا تزال القوات الحكومية، التي تسيطر على جزء يزداد تقلصا من العاصمة، في موقف دفاعي. إلا أن التقارير المستقلة نادرة؛ ومن الصعب معرفة ما يحدث بالضبط من يوم إلى آخر. وتسود حالة من الفوضى والرعب.
فعلى سبيل المثال، حين تم العثور على جثث ثلاثة من مقاتلي شباب هذا الأسبوع في سوق بكارة في مقديشو، كل منهم مصاب بطلق ناري في رأسه، لم يكن قتلتهم معروفين. وقال البعض إنهم القوات الحكومية، في حين ألقى آخرون اللوم على الجواسيس الإثيوبيين. أم هل كان المسؤول هو حزب الإسلام، الجماعة الإسلامية المتطرفة التي اختلفت مع حركة شباب؟ أو ربما كانت حركة شباب نفسها هي من قام بذلك لأنهم لم يعودوا موالين لها.
وينام الرئيس أحمد في القصر الرئاسي تحت حراسة جنود حفظ السلام التابعين للاتحاد الإفريقي من أوغندا وبوروندي. وهناك محاولات متكررة لاغتياله. وقد تم اغتيال العديد من وزرائه. والأسلحة والتدريب والأموال التي تقدمها الحكومات الأمريكية والأوروبية لإدارته غير المنتخبة غير كافية. ولم يتم صرف سوى القليل من أموال المساعدات الموعودة البالغة 250 مليون دولار.
ويقول أحمد إن لديه 13 ألف جندي مسلحين وجاهزين للقتال، لكن هذه مبالغة على الأرجح. فقد فشلوا حتى الآن في صد حركة شباب الأقل عددا، التي لا تزال تسيطر على معظم جنوب ووسط الصومال. وقد تعيق الاتفاقية الجديدة بين الحكومة وحركة أهل السنة، الميليشيا المعتدلة المدعومة من إثيوبيا التي تتبنى المذهب الصوفي، تقدم شباب نحو الشمال. إلا أن الثمن الذي طلبته أهل السنة، أي خمسة مناصب وزارية إضافة إلى مقاعد في البرلمان الصومالي غير الفاعل، قد يضعف الحكومة الضعيفة أصلا بصورة مثيرة للشفقة.
وتحكم شباب قبضتها في المناطق التي تسيطر عليها، في الوقت الذي يتراجع فيها خصومها. وقد أصبحت أكثر تطرفا، حيث تم القضاء على المعتدلين في صفوفها. وفي كانون الثاني (يناير)، أعلنت صراحة ولاءها للقاعدة. ونتيجة لذلك، بدأ مزيد من المقاتلين الأجانب يتدفقون إلى الدولة. وتتزايد المخاوف بشأن احتمالية أن يضرب المفجرون الانتحاريون التابعين لشباب إثيوبيا وكينيا المجاورتين. وبلهجة حماسية، وفي وسط هتافات مؤيدة حماسية، قال زعيم شباب في مقديشو في وقت سابق من هذا الشهر إن ''جنود الله مستعدون الآن لشن هجمات للقضاء على العدو من الدولة''. والعدو يشمل جنود حفظ السلام التابعين للاتحاد الإفريقي البالغ عددهم أربعة آلاف جندي الذين يهدفون إلى منع إغراق الحكومة.
وكالعادة، يتحمل المدنيون وطأة البؤس. فقد قتلتهم كل الأطراف دون أن يتعرض أحد للعقاب. وتقول اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن مستشفياتها في مقديشو، وهما اثنتان، عالجتا 1500 شخص من جرحى الحرب هذا العام. ولا يذهب كثير من الأطفال إلى المدرسة. ومعدل وفيات الرضع هي من بين أعلى المعدلات في العالم. والمواد الغذائية باهظة الثمن ونادرة. ولم تسقط الأمطار هذا العام أيضا في وسط الصومال. وتموت الماشية والأبل أو يتم ذبحها. ويرفض قادة حركة شباب في الجنوب العمل مع برنامج الغذاء العالمي للأمم المتحدة لتوزيع المساعدات الغذائية إلا إذا اشترى برنامج الغذاء العالمي بعض الحبوب من المزارعين الصوماليين وضمن ألا يكون مصدر أي من المواد الغذائية التي يتم توزيعها أمريكا. وسيوافق بعض مسؤولي الأمم المتحدة على ذلك. وعلى أي حال، يقول الأمريكيون إن شحناتهم من المواد الغذائية ستتوقف حتى يتم ضمان ألا يصل أي منها إلى شباب. ونتيجة لذلك، الجميع يعاني

الأكثر قراءة