الانضمام إلى طابور الانتظار

الانضمام إلى طابور الانتظار

يقول Jeff Joerres، رئيس شركة Manpower لخدمات التوظيف التي تشتهر بجيشها الكبير من العمال المؤقتين: ''في عام 2008، جاء إلينا عشرة ملايين شخص، ووجدنا وظائف لأربعة ملايين شخص. وفي عام 2009، كان العدد 11 مليونا، ولم نجد وظائف سوى لنحو ثلاثة ملايين شخص. فقد كان هذا العام صعبا''. وبسبب أعلى معدلات البطالة منذ عقود، يلجأ عدد متزايد من الناس إلى الشركات المتخصصة في إيجاد وظائف للناس. لكن في الوقت الذي تقلل فيه الشركات حالات التوظيف فيها، هذا إذا وظفت أحدا، فإن هذا يعني مزيدا من العملاء خائبي الأمل. ويقول Joerres إن هناك شيئا واحدا قامت به Manpower على نحو أفضل خلال فترة الركود، وهو معرفة أي من الأشخاص الساعين للوظائف الذين يمكن مساعدتهم، وأولئك الذين يجب إرسالهم إلى مكان آخر بدلا من تضليلهم.
وفي الربع الأخير من عام 2009، انخفضت أرباح Manpower بنسبة 62 في المائة عنها في الفترة نفسها قبل عام، على العائدات التي كانت أقل بنسبة 4 في المائة. وعلى الرغم من أن سعر سهمها هو ضعف ما كان عليه في آذار (مارس) الماضي، إلا أنه لا يزال عند منتصف ذروته. وينطبق الأمر نفسه تقريبا في جميع أنحاء قطاع التوظيف. ففي 23 شباط (فبراير)، أعلنت شركة Heidrick & Struggles الكبيرة لاصطياد الموظفين أن إيراداتها انخفضت بنسبة 19 في المائة في الربع الرابع، على الرغم من أنها حققت أرباحا أعلى قليلا. وقلصت فريقها من الخبراء الاستشاريين من 419 إلى 359 على مدى العام الماضي. ونشرت شركة Monster لإعلانات الوظائف على الإنترنت خسارة في الربع الرابع. وعلى الرغم من أنها ارتفعت قليلا منذ آذار (مارس) الماضي، إلا أنها لا تزال أقل بنسبة الثلثين عما كانت عليه في شباط (فبراير) 2007، قبل أن يتضح تدهور الاقتصاد الأمريكي.
ومع ذلك، فإن رئيس شركة Monster، وهو Sal Iannuzzi، يشعر بالتفاؤل. فهو، على غرار نظرائه في شركات التوظيف الأخرى، على ثقة متزايدة بأن البطالة في أمريكا بلغت ذروتها. علاوة على ذلك، أحدثت شركته، مثل كثير غيرها في هذا المجال، تغييرات كبيرة لتحسين توقعاتها المستقبلية مع انتعاش الأسواق. وقبل الركود، اعترف Iannuzzi علانية بأن تكنولوجيا Monster والخدمات التي تقدمها لا ترقى إلى المستوى المطلوب. وعلى الرغم من أنها قادت تحول إعلانات الوظائف بعيدا عن الصحف نحو الإنترنت - انخفضت إيرادات الصحف من مثل هذه الإعلانات بنسبة تزيد على 90 في المائة منذ أن أعلنت Monster عن نفسها مع أول إعلان لبطولة كرة القدم الأمريكية عام 1999 - إلا أنها توقفت عند أمجاد الماضي. وسلط الركود الضوء على هذه المشكلات، حين استخدم أولئك اليائسون للحصول على عمل شركة Monster لتقديم دفق من الطلبات، ما أدى إلى ملء البريد الإلكتروني لشركات التوظيف برسائل غير مرغوب فيها.
وقرر Iannuzzi المضي قدما في الإصلاح على الرغم من الركود، ''متخليا عن الربحية للاستثمار في الابتكار''. وطورت Monster محرك بحث يدعى 6Sense، ويهدف إلى مساعدة شركات التوظيف على تفحص ''مقدمي الطلبات الطموحين'' (الذين يرسلون كثيرا من البريد الإلكتروني غير المرغوب فيه). ويسمح أيضا لشركات التوظيف بالبحث عن مرشحين مناسبين بأنفسهم، بدلا من انتظار الشخص المناسب كي يقدم طلبا. وبدلا من الاعتماد على التسويق عبر الهاتف، تقوم Monster بزيارة أرباب العمل لعرض هذه المنتجات.
وفي مطلع شباط (فبراير)، أعلنت Monster عن صفقة لشراء موقع إعلانات الوظائف المنافس، HotJobs، من ''ياهو''. وستدفع 225 مليون دولار - أي نصف ما دفعته ''ياهو'' حين زايدت على Monster لشراء الشركة قبل ثماني سنوات. ويتوقع أن تجلب الصفقة عددا كافيا من العملاء بحيث تصبح Monster، التي تعمل الآن في أكثر من 50 دولة، أكبر قاعدة بيانات على الإنترنت للوظائف المحتملة، متقدمة على أكبر منافسيها، Careerbuilder.
وأحد أهداف هذه التحركات هو التغلب على المنافسين المتخصصين، الذين زاد عددهم على الرغم من الركود عن طريق استغلال الأسواق المتخصصة. فعلى سبيل المثال، تركز Dice على وظائف التكنولوجيا؛ في حين تدرج The Ladders فقط الوظائف التي لا يقل راتبها عن 100 ألف دولار أو أكثر. ويدفع الأشخاص الذين يسعون إلى إيجاد عمل عن طريق The Ladders رسوما شهرية تبلغ 35 دولارا، وهو مبلغ كاف لردع المرشحين المتحمسين لكن غير المؤهلين. ويشعر المستخدمون النشطون (أي أولئك الذين يقدمون طلبات لأكثر من 100 وظيفة يوميا) بإحباط شديد. ووفقا لـ Marc Cenedella، رئيس الشركة، هناك ''في المتوسط'' 21 مقدم طلب لكل وظيفة في The Ladders، في حين يمكن أن يقدم ألف شخص في Monster، وهو أمر مزعج جدا''.
ويقول Cenedella إن التنظيم والإشراف، أي مزيد من الفلترة لأولئك الباحثين عن عمل، هو الاتجاه الجديد. ويقول Jayson Saba، المتخصص في التوظيف في شركة Aberdeen Group لأبحاث السوق: ''تطورت المواقع من كونها منصات لإعلانات الوظائف على الإنترنت إلى ''تجمعات للمواهب''.'' بعبارة أخرى، تأمل شركات التوظيف الاستفادة من شعبية الشبكات الاجتماعية. وتمتلك Monster مواقع مثل military.com وtheapple.com، التي تسمح للجنود والمعلمين على التوالي بالتعارف والبحث عن عمل. وتحاول، إلى جانب منافسيها، استخدام موقع Facebook (بنتائج متفاوتة)، والأهم من ذلك موقع LinkedIn، موقع التشبيك المهني.
ويقول Reid Hoffman، مؤسس LinkedIn، إن إيرادات الشركة من أرباب العمل الباحثين عن موظفين بين أعضائها البالغ عددهم 60 مليون شخص ارتفعت بثبات خلال الانكماش الاقتصادي. ويعتقد Hoffman أن أعضاء شركته بدأوا الآن فقط في تقدير الميزة التي يمنحها إياهم الموقع حين يتعلق الأمر بإحالات العمل. وهو يقول: ''حين يوصي شخص ما بك كي تشغل وظيفة ما، تحظى بميزة أكبر مما لو قدمت الطلب بنفسك''.
ويقول Kevin Kelly، رئيس شركة Heidrick & Struggles، الذي يعترف بأن ظهور البحث على الإنترنت والشبكات الاجتماعية يضعف الميزة التي تمنحها قاعدة بيانات شركته: ''بصراحة نحن نستخدم LinkedIn'' وردا على التآكل التدريجي لنقاط قوة الشركة، بدأ Kelly وزملاؤه في تقديم خدماتهم كمستشارين في جوانب أخرى من العمل، حيث يساعدون الشركات على الإبقاء على أفضل موظفيهم وإدارة عملية الخلافة. ويعاني كبار المديرين التنفيذيين ارتفاع معدلات الاستنزاف: 40 في المائة يتركون وظائفهم خلال 18 شهرا. وقد حللت Heidrick & Struggles حالات التوظيف التي دبرتها لتقييم سبب بقاء بعض أولئك الذين تم تعيينهم فترة أطول من غيرهم. وهي تدرج نتائجها في نصائحها.
ومثل شركة Heidrick، تضطر Manpower بصورة متزايدة إلى التنافس عن طريق إيجاد طرق جديدة لمساعدة شركات التوظيف، حيث تساعدهم على إدارة المشاريع القوية لكن قصيرة الأجل مثلا. وتشكل الشركات مزيدا من الفرق المتخصصة التي ترتبط غالبا بعضها ببعض في جميع أنحاء العالم تقريبا، كما يشير Joerres. وهو يقول: ''ربما يكون 20 في المائة فقط من الفريق موظفين بدوام كامل. لذا فهم في حاجة إلى مزيد من المواهب المطلوبة، التي نستطيع توفيرها''.
ومن الواضح أن شركات التوظيف أصبحت أكثر تطورا الآن، بفضل أدوات البحث الجديدة المتوافرة، كما يقول Saba من Aberdeen: ''قد تعتقد أنه مع نسبة 10 في المائة من التوظيف سيتم شغل الوظائف بصورة أسرع، إلا أن التركيز هو على اختيار الأشخاص المناسبين وفحصهم وما إلى ذلك، ما يعني أن وقت شغل الوظائف لم يصبح أقصر''. ويعتقد Joerres أن التطور المتزايد لشركات التوظيف يعني أن الشركات ستنفذ عددا أقل من حالات ''التوظيف الاستباقي'' مما كان عليه في فترات الانتعاش السابقة. وبدلا من ذلك، ستنتظر الشركات للحصول على الموظفين الذين تحتاج إليهم فقط، حين تحتاج إليهم. إلا أن Kelly من شركة Heidrick يعتقد أن كثيرا من المديرين التنفيذيين الذين ظلوا في وظائفهم على مدى العام أو العامين السابقين على الرغم من بذل مزيد من الجهد براتب أقل سينتهزون أول فرصة للانتقال إلى المراعي الجديدة. وقد ينطبق الأمر نفسه على العمال الأقل رتبة أيضا - وقد يكون هذا مؤشرا على عام أفضل بالنسبة لشركات التوظيف

الأكثر قراءة