طلاب يشيدون بتجربة برنامج الابتعاث ويلمسون فوائده مبكرا

طلاب يشيدون بتجربة برنامج الابتعاث ويلمسون فوائده مبكرا

يتهافت الشباب السعوديون الطامحون إلى الابتعاث التعليمي لتطوير قدراتهم ومداركهم، خاصة مع توافر فرص برنامج خادم الحرمين للابتعاث الخارجي الذي بدأ في 2005، والذي ابتعث إلى الآن أكثر من 78 ألف طالب وطالبة حسب إحصاءات وزارة التعليم العالي.
لكن أكثر ما يلفت النظر هو التحاق بعض الطلاب ببعثات خارجية بعد قضائهم فترة في مقاعد الجامعات السعودية مما يكلف الشاب سنوات من فترة حياته الذهبية منتقلا من مقعد دراسي إلى آخر''. الاقتصادية'' حاورت طلابا سعوديين مبتعثين وسلطت الضوء معهم على دوافع الشباب للابتعاث ونظرة المجتمع للمبتعثين والفروقات الدراسية بين الداخل والخارج والمهارات والخبرات الجانبية التي يكتسبها المبتعث خلال حياته اليومية.

الابتعاث طوق النجاة
يقول عامر الجهني المبتعث حاليا إلى أمريكا لدراسة الرسوم الكرتونية في كلية سافانا للفنون والجرافكس إنه عندما تخرج في الثانوية ذهب لكلية الآداب في جامعة الملك سعود في الرياض ليدرس الإعلام لكن معدله لم يسعفه إلا ليدرس الأدب الإنجليزي، وبعد سنة من الدراسة لم يتحمل القسم فحاول أن يبحث عن أي حل آخر منها الابتعاث الخارجي ولكن أيا من المحاولات لم تنجح، عندها قام بالتحول إلى قسم الفيزياء في الجامعة نفسها لكنه لم يستطع إكمال الدراسة في هذا القسم وألغى الدراسة لتلك السنة ومكث في البيت لسنة كاملة قبل أن ينتقل إلى الكلية الجامعية في ينبع في السنة التالية ويحصل على مرتبة الشرف الأولى، عندها اقتنع والده بجديته وأرسله على حسابه الخاص إلى أمريكا بعد نهاية السنة مباشرة، ليتم إلحاقه ببرنامج البعثات بعد شهرين ونصف ليدرس التخصص الذي كان يحلم به منذ كان عمره 13 عاما.

تجربة جديدة
أما الطالب طراد باهبري المبتعث إلى كندا لدراسة إدارة النظم المعلوماتية فيقول: ''إن ما دفعني إلى البعثة هو رغبتي في خوض هذه التجربة الجديدة وجودة التعليم هناك، أيضا الفكرة السائدة في المجتمع أن الشهادة من الخارج تضمن وظيفة أسرع وبراتب أعلى كانت من الدوافع، مع أني اكتشفت الآن أن هذه الفكرة ليست صحيحة تماما ودائما، ولكني أحمد الله كثيرا على أن كتب لي هذه البعثة التي غيرت طريقة تفكيري تماما حيث كان أكبر همي وأولوياتي أيام الثانوي تنظيم مباريات كرة القدم وكنت أعتبر أن مسؤوليتي هي أن أجد مكان ''انبسط'' فيه يوم الخميس إلى أن تغيرت البيئة علي وغيرتني المواقف والمصاعب التي واجهتها والمشكلات الشخصية التي اعترضتني هناك دفعتني للتغيير، ولأن أهتم بغيري حتى لا يمر بما مررت أو لأخفف من معاناته ''.

فروقات الدراسة في الخارج
يقول الطالب عامر الجهني إن تعامل الأساتذة والجو الجامعي يعطيه إحساسا بأنه عندما ذهب إلى الجامعة لا يذهب إلى مكان غريب بل يذهب إلى بيته الفعلي. مضيفا: ''لا أذكر مرة أني دخلت إلى فصل الفنون إلا والدكتور يبتسم لي ويودعني عند الانصراف، أما بيئة الدراسة فترغمني على أن أجتهد وأتنافس بشرف حيث إنك إذا لم تجتهد وتبذل جهدك وتحصل درجاتك بجدارة فستبدو بمنظر الكسول قليل الذكاء بين زملائك ''.
ويعود الطالب طراد باهبري فيؤكد أن الدراسة في الخارج تختلف عن الدراسة في السعودية حيث البيئة والطرق والأساليب، فلا يوجد حاجز بين الدكتور والطالب ويكون هدف الدكتور استفادة الطالب وليس اختباره، فالاختبارات مثلا ليس لها إلا نسبة ضئيلة في معدل المادة بينما يكون معظم المعدل على مشاريع عملية يطالب الطالب بها فترة الدراسة، ويعتمد التدريس هناك كثيرا على الأبحاث مما يفيد في تطوير عقلية الطالب في الاطلاع على الآراء المختلفة ونقدها وتحديد النتائج وهذه كلها تبني عقلية مبدعة وناقدة للطالب.

التجارب اليومية
يقول طالب ماجستير علوم الحاسب في كندا بسام المحمدي: بالنسبة للتجارب والخبرات خارج الجامعة فهي أكثر من أن تحصى، بل إنها قد تتجاوز ما نتعلمه داخل أسوار الجامعة. أبرز التجارب هي ما تصاحب المعارض التعريفية بالمملكة والإسلام، والانطباع الجيد الذي نتركه في أوساط المجتمع الكندي المتعطش للتعرف على ثقافتنا وحضارتنا. يلي ذلك التجارب الثرية في العمل التطوعي الاجتماعي والأكاديمي بين زملائنا المبتعثين من خلال نادي الطلبة السعوديين وغيره من الأندية الطلابية الكندية. وأخيراً ما نواجهه من مواقف في الحياة اليومية ومحاولة التأقلم مع أسلوب الحياة الغربية مع المحافظة على هويتنا الإسلامية هو التحدي الرئيسي والتجربة الكبرى التي نخوضها في سبيل التحصيل العلمي العالي المستوى.

نظرة المجتمع
وعندما سألنا الطالب طراد باهبري عن ردة فعل المجتمع في السعودية عندما يعرف أنه طالب مبتعث قال إنه ينظر إلي نظرة فضول، هناك نظرة سلبية من القلة وهي أننا متعالون ونظرة أنه ''بيكشخ علينا'' ونظرة أننا منحرفون أو منحلون عن قيمنا ومبادئنا ومجتمعنا، ولكن النظرة الغالبية ولله الحمد إيجابية ينظر المجتمع إلينا كرواد المستقبل وأننا نضحي كثيرا من أجل الإسهام في نهضة الوطن.

عودة ..
وعلى الرغم من الإقبال على الابتعاث فإنه توجد نسبة من الطلاب ممن ذهبوا للدراسة في الخارج ثم عادوا إلى السعودية وبدأوا الدراسة من جديد لأسباب عديدة كعدم التأقلم أو عدم التمكن من دراسة التخصص المطلوب أو أن الدراسة كانت أصعب مما توقعوه، حيث يقول الطالب فواز بن سحمان ذهبت مبتعثا إلى كندا في 2008 من قبل وزارة التعليم العالي وبدأت بدراسة اللغة لكني لم أتوقع أن تكون الدراسة بهذه الصعوبة والضغط حيث كنت أداوم في المعهد تسع ساعات يوميا مما أثر علي نفسيا فقررت الرجوع وبدأت بالدراسة في جامعة الأمير سلطان في الرياض من جديد.

الأكثر قراءة