مختص مالي: السوق السعودية أصبحت أكثر نضجاً وتحتاج إلى خبرة عميقة عند اتخاذ القرار الاستثماري
أوضح محلل مالي أن سوق المال السعودية في الوقت الراهن أصبحت أكثر نضجا من ذي قبل وتحتاج إلى قدر كبير من الخبرة في اتخاذ القرار الاستثماري والتعامل بواقعية مع المتغيرات الاقتصادية لاسيما مع ارتفاع ثقافة المستثمرين المالية واتساع دائرة الشركات المتداولة وإمكانية تنمية استثمارات المتعاملين في السوق بطرق علمية وعملية تتناسب مع طبيعة السوق السعودية ومعطياتها.
وقال محمد النفيعي رئيس مجموعة النفيعي للاستثمار أن التغيرات التي شهدتها أسواق المال في الفترات السابقة أصابت عديدا من المستثمرين بنوع من فقدان التوازن النسبي نتيجة للخسائر التي نجمت عن الأزمة، وأضاف «لكن الوضع حاليا يختلف كثيرا عما سبق وسط رؤية علمية واستفادة عملية من المتغيرات العالمية وتأثيرها في الأسواق المحلية ولابد أن نشير إلى اختلاف مفهوم المضاربة والاستثمار قديما عنه حاليا حيث إن الأسواق المالية المحلية قديما لم تكن تحتاج إلى قدر كبير من الخبرة في التداولات نظرا لانخفاض عدد الشركات المتداولة وزيادة حجم السيولة في ذلك الوقت مما ولد أنواعا متعددة من أشكال المضاربة استفاد منها أغلب المتعاملين باختلاف ثقافتهم الاستثمارية وخبرتهم في قراءة البيانات المالية والاقتصادية واستخدام الأدوات المالية وتحليلها وذلك لسيطرة مفهوم المضاربة على الأسعار حتى وصل بعضها إلى مستويات خيالية وتجد من يشتريها وكان من الطبيعي مع حدوث الأزمة العالمية وتداعياتها على كل دول العالم أن تتأثر بهذا الأسلوب المضاربي البحت ويمني المتداولين بخسائر كبيرة أثرت في كثير منهم لبعض الوقت.»
وأردف النفيعي «الوضع في الوقت الحاضر يتميز بوجود واقعية في المضاربة والاستثمار لذلك لم يعد بإمكان شريحة كبيرة من المستثمرين والمضاربين التفاعل مع هذه المتغيرات بالصورة المرضية لهم وظهر دور شركات إدارة الأصول والصناديق الاستثمارية بعد ازديادها وتطور أدائها أخيراً ومساهمتها في توفير هذه الخدمة للمستثمرين والمضاربين على حد سواء بأساليب تجمع بين الخبرة العلمية والواقع العملي وطبيعة السوق المحلية وطبيعة المتعاملين وحساسية المعلومات والمتغيرات لدى السوق والمتعاملين وحجم السيولة الفعلية والسيولة المتداولة وبدائل الاستثمار المنافسة والبديلة».