الرياض: دعوة إلى تأسيس كيانات متخصصة لتوعية الأفراد المقترضين
دعت ورشة عمل حول قضايا الإعلام والائتمان والتمويل، إلى أهمية إيجاد كيانات متخصصة بتوعية الأفراد المقترضين بأهمية المعلومات الائتمانية والمساعدة على إدارة التمويل وترتيب الإشكاليات المترتبة من تزايد القروض على الفرد.
كما أكدت ضرورة التوسع في نشر ثقافة تحليل المخاطر من الاقتراض وإدارتها لدى المجتمع بمختلف شرائحه والوعي المستدام حول إدارة الثروات والموارد المالية لدى الفرد، والتحذير من خطورة تبعات ما نشهده في المجتمع من شراهة في الإنفاق والعمل على ترشيد سلوكيات الاستهلاك عند الأفراد.
وتناولت ورشة العمل التي نظمتها الشركة السعودية للمعلومات الائتمانية «سمة» في الرياض أمس وهي الأولى المتخصصة بقضايا الإعلام والائتمان والتمويل تحت مسمى «ورشة الإعلام والائتمان»، أهم الأسس الرئيسة في السوق الائتمانية، التعريف بركائز وأنشطة شركات المعلومات الائتمانية وآثار المعلومات الائتمانية على الاقتصاد، والتي تحدث فيها كل من نبيل المبارك مدير عام الشركة السعودية للمعلومات الائتمانية، عبد الوهاب الفايز رئيس تحرير جريدة الاقتصادية، فهد العجلان نائب رئيس تحرير جريدة الجزيرة، المحلل الاقتصادي راشد الفوزان، والدكتور قصي الخنيزي كبير الاقتصاديين في «سمة».
من جانبه، استعرض نبيل المبارك مدير عام «سمة» أهم المقومات والأركان الرئيسة التي تقوم عليها صناعة الائتمان، معرفا بماهية «سمة» سابقاً وهويتها الحالية، وأهمية الدور الذي تلعبه في سوق الائتمان السعودية، والمساهمة الفعالة في حفظ الحقوق وتنظيم الائتمان. كما تطرق المبارك إلى سعي الشركة فعلياً إلى نشر ثقافة الائتمان عبر وسائل الإعلام. كما عرض أيضا رسالة «سمة» الدائمة وكذلك الرؤية الحقيقة التي تقوم عليها الشركة التي تسعى لتحقيقها والمحافظة عليها، معدداً أهدافها الرئيسة التي ترتكز على نشر الثقافة الائتمانية في المجتمع بأطيافه وشرائحه كافة سواءً للأفراد أو الشركات، وخلق بيئة ائتمانية تقوم على الشفافية وتوفير المعلومة الائتمانية الدقيقة المحدثة، ومساعدة مانحي الائتمان على اتخاذ قرارات تمويلية صحيحة وموضوعية من خلال جمع المعلومات الائتمانية وتحليلها وتصنيفها. وأكد المبارك أن المملكة ماضية في تحديث الأنظمة واللوائح المتعلقة بالائتمان وحقوق المقرض والمقترض، لافتا في هذا الصدد إلى أن المعلومات الائتمانية تحمي الاقتصاد من أي أزمات أو تبعات ائتمانية وتوجد نموا صحيا للتمويل دون مخاطر عالية وبنسب تعثر في السداد قليلة، إلى جانب أن هذه المعلومات تسهم بحسب الدراسات في مساعدة الناتج المحلي الإجمالي في نمو بنسب تراوح بين 3 و5 في المائة.
من جهته، أثنى عبد الوهاب الفايز رئيس تحرير جريدة «الاقتصادية» على خطوة «سمة» بتنظيم مثل هذه الورش المتخصصة بقضايا الإعلام والائتمان، مضيفا أن نشر ثقافة الائتمان هي قضية مشتركة وذات أطراف متعددة، ولابد لكل واحد من هذه الأطراف القيام بدوره.
وأشار الفايز إلى أهمية تعزيز الأدوار التنفيذية والتشريعية المتعلقة بتقديم القروض ونشر الجوانب الفنية لفكرة إدارة الائتمان، إضافة إلى التوسع في نشر ثقافة تحليل المخاطر من الاقتراض وإدارتها لدى المجتمع بمختلف شرائحه والوعي المستدام حول إدارة الثروات والموارد المالية لدى الفرد، لافتا إلى أن الجانب التوعوي أمر مهم لكنه ليس هو الحل الوحيد، بل وسيلة لتحقيق الأهداف المنشودة، مستدلاً بأزمة الائتمان العالمية التي اجتاحت العالم نظير التراخي في ضبط عملية الإقراض. وقال الفايز إن الثقافة الائتمانية بشكل عام لا يمكن نشرها في فترة وجيزة والاعتقاد بحصد ثمارها بسرعة، بل هي جهود مشتركة تقوم بها الأطراف المعنية كافة، ومن ضمنها الإعلام، محذرا في الوقت نفسه من خطورة تبعات ما نشهده في المجتمع من شراهة في الإنفاق، وأهمية العمل على ترشيد سلوكيات الاستهلاك عند الأفراد.